انتهاكات غارات الطائرات الأميركية على الأراضي اليمنية
صنعاء ـ علي ربيع
قدمت منظمتان حقوقيتان تعملان في اليمن، أول تقرير حقوقي إلى الأمم المتحدة بشأن محتوياً على توثيق مفصل لـ 10 غارات أميركية بين عامي(2009 -2013).
وأكد مدير منظمة الكرامة الدولية في اليمن محمد الأحمدي لـ"العرب اليوم"أن
منظمة الكرامة بالتعاون مع منظمة هود اليمنية قدمت، إلى مسؤولين من الأمم المتحدة هما بن ايمرسون وكريستوف هينز، تقريرا مشفوعا بالوقائع، يحتوي على معلومات مفصلة عن 10 هجمات تتعلق بالقتل المستهدف، ارتكبها سلاح الجو الأمريكي في اليمن في الفترة بين 17 كانون الأول/ديسمبر 2009 و17 نيسان/أبريل 2013 في ست محافظات مختلفة".
وأضاف الأحمدي "أن التقرير المقدم يشكل جزءا من مشروع أوسع يهدف إلى توثيق عمليات القتل خارج نطاق القضاء، وإلى دعوة السلطات الأمريكية واليمنية إلى توجيه أوامرها إلى الجهات المعنية لإجراء تحقيقات مستقلة لتحديد المسؤولية عن هذه الأعمال ومعاقبة المسؤولين عنها".
وقال مسؤول منظمة الكرامة في اليمن" تفيد بعض المصادر أنه منذ الغارة الجوية الأولى في تشرين الثاني/ نوفمبر 2002 وإلى غاية أيار/مايو 2013، تم تنفيذ ما بين 134 إلى 226 عملية عسكرية أمريكية في اليمن، شملت عمليات قصف بالطائرات أو طائرات بدون طيار أو إطلاق صواريخ من السفن الحربية المتمركزة في خليج عدن".
وأشار الأحمدي وهو ناشط حقوقي يمني بارز إلى "أن تعريف "الإرهابي" و"المقاتل" لا يزال موضع إشكال وجدل"، مؤكداً أن نسبة الوفيات بين الأهداف المطلوبة لا تمثل سوى 2بالمائة من إجمالي الوفيات الناجمة عن هذه الغارات الأميركية".
وأوضح أن" عدد الوفيات الناجمة عن هذه الاغتيالات المستهدفة يقترب من 1150 شخصاً بين عامي 2002 ونيسان/أبريل 2013".
وأضاف الأحمدي"بالرغم من الرغبة المعلنة من رئيس الولايات المتحدة في إبداء أكبر قدر من الشفافية بشأن استراتيجية الولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب، لم يتم إلى يومنا هذا وضع الأسس القانونية للضربات الجوية الأمريكية، ولا التسلسل القيادي في تنفيذها".
وكان المقرر الخاص في الأمم المتحدة المعني بحماية حقوق الإنسان في سياق مكافحة الإرهاب، بن ايمرسون، بدأ في24 كانون الثاني/ يناير 2013 تحقيقاَ بشأن عمليات قصف نفذت من طائرات من دون طيار، وبشأن غيرها من الغارات للقتل المستهدف، وشملت كلاً من باكستان، واليمن، والصومال، وأفغانستان والأراضي الفلسطينية المحتلة.
ويهدف التحقيق، الذي يجريه فريق عمل مؤلف من 10خبراء من الأمم المتحدة، من بينهم، كريستوف هينز، المقرر الخاص المعني بحالات الإعدام خارج القضاء، إلى التحقق من أي أدلة ملموسة تعزز الاعتقاد بتنفيذ عمليات إعدام خارج نطاق القضاء"ومن القرر أن تعرض نتائج هذا التحقيق في الدورة القادمة للجمعية العامة للأمم المتحدة في تشرين الأول/أكتوبر 2013.
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما أكد في أيار/مايو الماضي أن الهدف من وراء "القتل المستهدف" عن طريق الغارات الجوية، ليس "معاقبة الأفراد، وإنما تعقب الإرهابيين الذين يشكلون تهديدا مستمرا ووشيكا، للشعب الأمريكي".
كما أكد أوباما أن قتل المدنيين يشكل "خطرا كامنا يحصل في جميع الحروب"، وأن الولايات المتحدة "لا تلجأ إلى هذه الغارات الجوية إلا عندما يستحيل القبض على الإرهابيين، وقال "تبقى دائما أفضل الخيارات بالنسبة لنا، استجواب المشتبه فيهم واحتجازهم ومحاكمتهم".