صورة من الارشيف للتيار "السلفي الجهادي" في تونس
صورة من الارشيف للتيار "السلفي الجهادي" في تونس
تونس ـ أزهار الجربوعي
نفى المتحدث باسم التيار "السلفي الجهادي" في تونس محمد أنيس الشايب لـ"العرب اليوم" تقاضي أموال مقابل تجنيد الشباب التونسي للقتال في سورية، مشيرًا إلى أن أعدادهم تقدر بآلاف المجاهدين واصفًا إياهم بخيرة الشباب المتعلم والمثقف، وليس كما يروج لهم بأنهم مجموعة من القُصَّر الجاهلين المغرر بهم، وأكد محمد
أنيس الشايب أن علاقة التيار السلفي الجهادي بحزب الحركة "النهضة" الإسلامية الحاكمة مقطوعة، معتبرًا أنها "حركة غير إسلامية على اعتبار أنها تتبنى مفهموم الدولة المدنية، وتنازلت عن المنهج الإسلامي لصالح المشروع الإمبريالي"، وشدد الشايب على أن التيار السلفي لا يثق في الحكومة التونسية، يأتي ذلك فيما أرسلت الرئاسة التونسية طائرة عسكرية محملة بالإعانات الإنسانية لإغاثة اللاجئين السوريين الموجودين في مخيمات الأردن، في حين ذكرت تقارير أممية أن 40% من المقاتلين في صفوف الجيش الحر السوري المعارض ينحدرون من أصول تونسية.
وأعلنت مصادر أمنية، الخميس أن قوات أمن مطار مدينة بنغازي في ليبيا، تمكنوا من إلقاء القبض على 5 شبان تونسيين كانوا يعتزمون السفر للقتال في سورية مرورًا بتركيا.
وتم إلقاء القبض على الشبان بالتنسيق مع الأمن الليبي، وعائلات الشباب التي لحقت بهم إلى ليبيا، لثنيهم عن التوجه إلى سورية، ليتم اعتقالهم وترحيلهم إلى تونس.
وأكد القيادي السلفي التونسي محمد أنيس الشايب لـ"العرب اليوم"، أنهم يعتبرون القتال في سورية "جهادًا في سبيل الله لدفع العدوان على المسلمين في بلاد الشام"، معتبرًا أن توجههم للجهاد جاء نصرة لاستغاثة الأرامل والأطفال، وتدمير المساجد على يد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وبشأن طريقة تجنيد الشباب التونسي وتوجيهه إلى سورية، أكد أنها تتم بطرق مختلفة، وفي غالب الأحيان تتم بالتنسيق مع الشباب الذين سبقوا لسورية، الذين يقومون بتسهيل الأمور لمن يرغب في الالتحاق بهم، وقال الشايب" نحن لسنا بمنظمات أو جمعيات، وإنما نذكر الناس وندعوهم إلى الجهاد في سبيل الله، استنادًا إلى ما جاء في النصوص الشرعية".
وعن المستوى الفكري والعلمي للمجاهدين التونسيين في سورية، أوضح المتحدث باسم التيار السلفي الجهادي، أنهم من خيرة الشباب التونسي المثقف، ومن بينهم أساتذة جامعيون وأطباء ومهندسون، وليس كما يصورهم الإعلام على أنهم سذج ومغرر بهم، ويعيشون حالات فقر، ومستويات معيشية دنيا".
وردًا على اتهام التيار السلفي بالتنسيق مع دولة قطر لتوجيه الشباب التونسي للقتال في سورية، نفى القيادي السلفي هذه التهم، مفندًا ما تروجه بعض التقارير الإعلامية عن تجنيد الشباب التونسي للقتال في سورية بمقابل مادي، معتبرًا أنها مقولات مغرضة لتشويه التيار السلفي، متسائلاً، وهل يعقل أن يأخذ عاقل مقابلاً ماديًا ليقتل؟
وبشأن أعداد الشباب التونسي المجاهد في سورية، أكد المتحدث باسم التيار السلفي أن أعدادهم تقدر بالآلاف، وأنهم لا يملكون رقمًا حصريًا لأن الرقم كبير، ولم يقع إحصاؤه رسميًا، مؤكدًا أن التيار السلفي يعتز بهم، ويفخر بهم، ويحسبهم من الشهداء".
وبشأن موقفهم من الحرب في سورية، أكد القيادي السلفي محمد أنيس الشايب، أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد يدعي الممانعة والمقاومة في حين أنه عميل لإيران، وخير دليل توجيه صواريخ سكود إلى شعب بدلاً من توجيهها نحو الكيان الصهيوني لتحرير الجولان المحتل.
وبشأن اتهام التيار السلفي باغتيال المعارض اليساري التونسي شكري بلعيد، أكد محمد أنيس الشايب، أن التيار السلفي يتعرض إلى حملات تشوية ممنهجة، وأن كل الأحزاب تعاديه، والمخابرات مجندة لمحاربته، مؤكدًا أن التيار السلفي حافظ على ضبط النفس وهو بريء من التهم المنسوبة إليه، ولا يمكنه التعرض إلى دماء المسلمين، لأن ذلك يخالف مبادئه، ويخالف الشريعة".
وأضاف القيادي السلفي أن الشعب التونسي وحتى الأحزاب المعارضة لم تقبل المسرحية التي روتها وزارة الداخلية، وتحدثت فيها عن تورط التيار السلفي في اغتيال شكري بلعيد، مشددًا على أن التيار السلفي ليس بهذا الحجم من الخطورة والحرفية حتى يستطيع قطع شبكة الاتصالات والكهرباء في محيط منزل بلعيد، متسائلاً عن مصير قتلة الشعب والقناصة الذين أزهقوا أرواح أكثر من 300 تونسي في ثورة 14 كانون الثاني/ يناير 2011.
وأكد أنيس الشايب، أن محامي الدفاع عن المتهمين باغتيال بلعيد، أكد أن موكليه تعرضوا إلى التعذيب والتهديد بالاغتصاب، معتبرًا أن أي اعترافات تحت طائلة التعذيب تعتبر ملغاة".
وشدد القيادي في التيار السلفي على أنهم برهنوا عن براءتهم من دم شكري بلعيد، ووقفوا إلى جانب الشعب التونسي، ودافعوا عنه في حالات الانفلات الأمني، فضلاً عن تنظيم حملات للتبرع بالدم، وقوافل خيرية للمناطق الفقيرة والمهمشة، مشددًا على أن التفاف الشعب حول التيار السلفي بات يشكل مصدر قلق وازعاج للكثير من السياسيين.
وبشأن علاقة التيار السلفي بحركة "النهضة" الإسلامية الحاكمة، اعتبر المتحدث باسم السلفية، أن حزب "النهضة" ليس إسلاميًا كما يدعي ذلك لأنه يتبنى مفهوم الدولة المدنية، ولا يوجد في برامجه ما يشير إلى تبنيه نموذج الحكم الإسلامي، وتابع "علاقتنا بالنهضة في قطيعة تامة، خاصة وأنها قدمت تنازلات لتسير في اتجاه المشروع الإمبريالي".
وأوضح محمد أنيس الشايب، أن التيار السلفي ليس له ثقة من الحكومة والأحزاب التي تعتلي السلطة في تونس، الخميس، معتبرًا أنها تكيل بمكيالين مع التيار السلفي، وتستبيح دماءه، متسائلاً عن مصير التحقيق المتعلق بالسلفيين الذين قتلا في السجون، إلى جانب عدم الكشف عن ملابسات مقتل زوجة أحد المنتمين للتيار السلفي بثمان رصاصات أثناء عملية اقتحام لمنزلها.
ويشغل ملف تجنيد الشباب التونسي للجهاد في سورية، الرأي العام في تونس بعد تنامي هذه الظاهرة، وظهور الكثير من العائلات والأمهات التي ترثي وتستغيث أبناءها، بعد أن غادروا إلى سورية من دون علمهم، آخرها امرأة اكتشفت ابنها عن طريق الصدفة، في تقرير تليفزيوني عن المجاهدين في سورية، بعد أن انقطع أثره وطال غيابه وظهرت على شاشة نفس القناة تبكي ابنها بحرقة تنفطر لها القلوب.
وأشارت تقارير إعلامية، إلى أن "الأجهزة الأمنية بصدد تفكيك شبكات تورطت في تجنيد المئات من الشبان التونسي، وإرسالهم للقتال في سورية، وكانت الأمم المتحدة قد كشفت، في وقت سابق أن "40 % من "الجهاديين" في سورية، الذين ذهبوا للقتال في صفوف الجيش الحر، يحملون الجنسية التونسية"، فيما أوضح مراقبون أن "الشباب التونسي الذي توجه للقتال في سورية، يمتلك درجة وعي ومؤهلات علمية كبيرة، على غرار الهندسة والطب".
وعلق وزير الشؤون الدينية التونسي نور الدين الخادمي على ظاهرة الشباب التونسي الذي يُهاجر للجهاد في سورية، قائلاً "سورية في غنى عن أي تدخل خارجي.
وشدد الخادمي على أن ما يحتاجه الشعب السوري هو فقط الدعم السياسي والإعلامي، والدعاء والنُصرة من أجل الالتحاق بقطاع الربيع العربي".
وأعلنت رئاسة الجمهورية التونسية، عن إرسالها لطائرة عسكرية محملة بالإعانات الإنسانية، لإغاثة اللاجئين السوريين الموجودين في مخيمات في الأردن.
وأكد بيان الرئاسة أن تلك الطائرة أقلعت من القاعدة العسكرية في العوينة، بعد أن تم تحميلها بالمساعدات التي أشرف على جمعها عدد من الوزارات، بمساعدة البعض من هيئات ومنظمات المجتمع المدني، التي كانت أطلقت الحملة التونسية لدعم الشعب السوري، وبمساهمة من رئاسة الجمهورية.