صورة من الارشيف لرئيس الحكومة التونسية حمادي الجبالي
صورة من الارشيف لرئيس الحكومة التونسية حمادي الجبالي
تونس ـ أزهار الجربوعي
أعلن رئيس الحكومة التونسية حمادي الجبالي عزمه تشكيل حكومة كفاءات مصغرة وبعيدة عن جميع الأحزاب السياسية، مشددًا على أن وزراءها ورئيسها وجميع مسؤوليها سيلتزمون بعدم الترشح للانتخابات المقبلة، ضمانًا للحياد وحفاظًا على أمن البلاد واستقرارها، كما دعا الجبالي إلى المرور إلى انتخابات نزيهة وشفافة وتحت
مراقبة دولية كثيفة بأسرع وقت ممكن، وجاء هذا الإعلان خلال كلمة توجه بها إلى الشعب التونسي، مساء الأربعاء، على خلفية اغتيال المعارض التونسي شكري بلعيد بعد تعرضه لإطلاق نار من قبل مجهولين، فيما أكد رئيس الحكومة التونسية حمادي الجبالي أنه اتخذ قراره بتشكيل حكومة كفاءات محايدة "تكنوقراط"، بصفة فردية ودون استشارة أي أحزاب سياسية، سواء كانت من الفريق الحاكم "حركة النهضة ، حزب التكتل وحزب المؤتمر" أو المعارضة.
واعترف الجبالي بإهدار الكثير من الوقت بسبب فشل مفاوضات التعديل الوزاري، التي تواصلت على مدى أكثر من 3 أشهر، معلنا توقفها بصفة نهائية، وتابع الأمين العام لحزب النهضة الإسلامي الحاكم"حان الوقت لأتحمل مسؤوليتي أمام شعبي وأمام ربي".
وندد رئيس الحكومة التونسية بعملية اغتيال القيادي في الجبهة الشعبية والأمين العام لحركة الوطنيين الديمقراطيين شكري بلعيد، الذي توفى فور تعرضه لإطلاق نار بأربع رصاصات على مستوى الرأس والرقبة والصدر،من قبل مجهولين صباح الأربعاء، وتابع الجبالي القول "نختلف سياسيًا ولكن لا نقتل بعضنا".
ودعا الجبالي جميع القوى السياسية والوطنية والشعبية والنقابية إلى مساندة حكومة الـ"تكنوقراط الجديدة"التي يعتزم تشكيلها، مطالبا النقابات بالتنازل عن المطلبية المشطة و الوقف الفوري لكل التحركات الاحتجاجية والإعتصامات من أجل تونس وتأمين ما تبقى من المرحلة الانتقالية الحالية، على حد قوله.
وأوضح الجبالي أن أولويات الحكومة المقبلة سيكون على رأس جدول أعمالها المساكين والمحرومين، وستعمل على تحقيق ما أمكن من برامج التنمية والحد من غلاء الأسعار وتحقيق الأمن، مشددًا على أنها ستكون حكومة تسيير أعمال ، مصغرة ومحايدة عن كل الأحزاب، بحيث يلتزم رئيسها ووزراؤها وكتاب الدولة بعد الترشح للانتخابات المقبلة.
وأضاف الأمين العام لحزب النهضة الحاكم، أن مهمة تشكيلته الوزارية المقبلة ستقتصر على إدارة شؤون الدولة إلى حين إجراء انتخابات سريعة, مؤكدا أن السبيل الوحيد لتجاوز الأزمة السياسية الراهنة والخروج من عنق الزجاجة لن يكون إلا بإنجاز انتخابات نزيهة وشفافة بمراقبة دولية كثيفة وفي أسرع وقت ممكن.
ودعا رئيس الحكومة التونسية حمادي الجبالي ، نواب المجلس التأسيسي التونسي (البرلمان) ورئيسه مصطفى بن جعفر، إلى تحمل مسؤولياتهم التاريخية أمام شعبهم وضبط رزنامة جلية وواضحة للانتخابات المقبلة، داعيا القوى الاجتماعية والسياسية إلى الالتفاف حول الوطن وحول الحكومة المقبلة والتصدي لكل من يمارس العنف وكل من تسول له نفسه العبث بأمن البلاد واستقرارها.
وختم الجبالي بالقول "كلما اختصرنا الوقت ، كلما سرعنا بالخروج من هذا الوضع الصعب".