صورة التقطها جندي تشادي يعتقد أنها للقيادي في "القاعدة" مختار بلمختار بعد مقتله الجزائر ـ حسين بوصالح، خالد علواش إعتبر وزير الداخلية الجزائري دحو ولد قابلية خبر مقتل زعيمي الجماعات المسلحة بانه "شبه مؤكد"فيما نشر الموقع الالكتروني لإذاعة فرنسا الدولية  صورة لشخص مقتول، قال إنها لمختار بلمختار المكنى "خالد أبو العباس"، أمير كتيبة "الموقعون بالدماء". وقال الموقع الالكتروني لإذاعة فرنسا الدولية أن مبعوثها الخاص إلى ميدان المعارك في شمال مالي "مادجياسارا ناكو" اطلع على الصورة التي التقطها جندي تشادي بكاميرا هاتفه النقال يوم 3 آذار / مارس الجاري.
من جهته أكد وزير الداخلية الجزائري دحو ولد قابلية أن الجزائر لم تستلم أي طلب يخص تسليم الجيش الفرنسي عينات لتحليل الحمض النووي لعائلتي زعيمي الجماعات المسلحة عبد الحميد أبي زيد ومختار بلمختار، مفندا في ذات السياق المعلومات المتسربة حول إخضاع عائلة أبو زيد لتحاليل الحمض النووي.
وأشار الوزير في تصريح صحفي الثلاثاء، أن الجزائر لم تتلق بعد إخطارا من الدول المعنية بخصوص طلب تحاليل للحمض النووي ومطابقتها مع أهل القياديين في تنظيم القاعدة، مضيفا أن تأكيد أو نفي المعلومات الصادرة عن مسؤول بالجيش التشادي لابد أن تتوفر فيها معطيات وإتصالات رسمية بين الدول في إطار التعاون الأمني لتأكيد صحة معلومات مقتل أبو زيد وبلمختار.
ونفى ولد قابلية أن تكون حكومة بلاده قد أخضعت عائلة أمير الصحراء بتنظيم القاعدة عبد الحميد أبو زيد لتحاليل الحمض النووي مفندا بهذا الصدد كلّ المعلومات حول هذا الموضوع، موضحا بأن تسليم العينات يستدعي اتصالات رسمية بين الطرف الفرنسي أو المالي والطرف الجزائري، كون هذه الخطوة تندرج في خانة التعاون العسكري.
وأشار الوزير الجزائري الى أنه في حال تأكدت أخبار مقتلهما فإنها تعتبر خطوة جد إيجابية، مؤكدا أنها  "تشكل مبعث ارتياح بالنسبة إلى الجزائر في سياق محاربة الإرهاب بمنطقة الساحل، على اعتبار الأهمية التي يشكلها عامل الاستقرار بتلك المنطقة من انعكاسات على أمن واستقرار الجنوب الجزائري" مستغربا في ذات السياق الأخبار التي راجت حول استلام الجزائر لجثتي زعيمي القاعدة.
وأضاف وزير الداخلية أن تأكيد خبر مقتل أبو زيد وبلمختار يهم بالدرجة الأولى الدوائر المشرفة على الحرب في شمال مالي، مشيرا إلى أن فرنسا لم تؤكد المعلومة، وقالت إن مقتل أبي زيد ومختار بلمختار يبقى في سياق المعلومات غير المؤكدة، كما تلتزم السلطات المالية الصمت وتولى التصريح نيابة عنها مسؤول عسكري تشادي.
وفى سياق متصل  أعلن وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان الثلاثاء أن حوالي 15  متمردا قتلوا ليلة الاثنين إلى الثلاثاء خلال معارك عنيفة بين القوات الفرنسية والتشادية من جهة والمقاتلين الإسلاميين من جهة أخرى في شمال شرق مالي.
وقال الوزير الفرنسي إن عشرات المقاتلين الإسلاميين قتلوا في الأيام الماضية في منطقة أدرار الجبلية في ايفوغاس في شمال شرق مالي حيث قُتل جندي فرنسي ثالث السبت الماضي.  
وأضاف الوزير أن "في تلك الليلة، حصلت عمليات شنتها قواتنا ضد قسم من مجموعات اسلامية مقاتلة موجودة في منطقة وادي اميتيتاي"، وأنه قد"قُتل 15 شخصا" على أيدي القوات الفرنسية والتشادية، مشيرا إلى القوات المشتركة فرضت "طوقا حول كل ادرار وايفوغاس ووادي اميتيتاي ا، والأمر لم ينته بعد لأن المنطقة مليئة بالوديان الأخرى".
وتزامنت تصريحات وزير الداخلية الحزائري ووزير الدفاع الفرنسي مع قيام الموقع الالكتروني لإذاعة فرنسا الدولية "RFI"  بنشر صورة لشخص مقتول، قال أنها لمختار بلمختار المكنى "خالد أبو العباس"، أمير كتيبة "الموقعون بالدماء"،  
وقال الموقع الفرنسي أن مبعوثها الخاص إلى ميدان المعارك في شمال مالي "مادجياسارا ناكو" إطلع على الصورة التي التقطها جندي تشادي بكاميرا هاتفه النقال يوم 3 آذار / مارس الجاري.
وأكد مراسل إذاعة فرنسا الدولية، أن الشخص القتيل الذي يظهر في الصورة تبدو ملامحه متطابقة إلى حد بعيد مع ملامح أمير كتيبة "الموقعون بالدماء"بعد مقارنتها مع آخر الصور التي تم تثبيتها من خلال تسجيلات الفيديو التي نشرها تنظيم "القاعد ببلاد المغرب الإسلامي".
وقال المراسل مادجياسارا أنه عثر ايضا على جواز سفر الرهينة الفرنسي "ميشال جيرمانو" الذي قتل في العام 2010، كما  شاهد ثمانية أسرى اعتقلتهم القوات التشادية، ينتمون لدول عدة، منها مالي، ونيجيريا، وتونس، والمغرب، وبوركينافاسو.
وأشار مراسل الإذاعة الفرنسية إلى أن الجيش التشادي حجز كذلك كميات كبيرة من الأسلحة الثقيلة، وحفارا ضخما يسمح للمقاتلين بحفر الخنادق و المخابئ، إضافة العثور على  وثائق مكتوبة باللغة العربية، لم تتبين أهميتها حتى الآن، مضيفا في ذات السياق إلى أن قوات التحالف التي تواجه المقاتلين المسلحين في شمال مالي، متأكدون أن حربهم لم تنته بعد، و أن أمامهم المزيد من المعارك الحاسمة.
من جهتها تحدثت الصحف المالية اليوم عن تقارير مقتل زعيمي القاعدة، وقالت صحيفة "لو بوس" المالية، إنه من السذاجة الاعتقاد أن مقتل القياديين في القاعدة أبو زيد وبلمختار - إذا ما تأكد- "سيسجل نهاية تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي الذي يضم جماعات أخرى مسلحة"، مضيفة أنه في شمال مالي٬ يواجه العسكريون الفرنسيون والأفارقة مقاتلي جماعة التوحيد والجهاد في إفريقيا الغربية وطوارق أنصار الدين.
وفي السياق ذاته ، أشارت صحيفة "لوسوار دو باماكو" أنه إذا تأكد وفاة زعيمي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي٬ أبو زيد والمختار بلمختار  فذلك يمثل ضربة قوية للإرهاب٬ لخطورة هذه المجموعة" مشيرة إلى أن التشاد٬ التي انخرطت قواتها في هذه المعركة شمال مالي٬ جازمة بشأن مقتل هذين الزعيمين.
من ناحيتها كتبت صحيفة "لو زينيت بالي" أن عنف المعارك في منطقة كيدال ليس موضع شك ويتأكد من خلال تدمير القاعدة الرئيسية للجهاديين واسترجاع أكثر من 60 عربة والإعلان عن وفاة أبو زيد وبلمختار٬ إلى جانب موت جنود تشاديين وجندي فرنسي ثالث.
وكان قائد أركان الجيوش الفرنسية الأميرال ادوار غييو، أعلن الاثنين، أن القوات الفرنسية التي تقاتل في شمال مالي اكتشفت "ورش صناعياة للإرهاب"، مشيراً إلى وجود عشرات المخابئ والكهوف وورشات صناعة الأسلحة التابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
وأضاف الأميرال الفرنسي خلال تصريحات صحفية أنهم عثروا على "أكثر من خمسين مخبىء في منازل ومستودعات وكهوف وأكثر من عشر ورش منها واحدة لصناعة القنابل، و20 قنبلة يدوية الصنع غير مكتملة، وقال أن الجيش الفرنسي "بصدد كسر ظهر القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، وهذا هو الهدف الذي حدده لنا رئيس الجمهورية فرنسوا هولاند" .