دمشق ـ جورج الشامي أعلنت المعارضة السورية، مقتل 105 اشخاص بنيران القوات الحكومية، الأربعاء، في أنحاء عدة من سورية، في حين أسقط الجيش الحر "المعارض" طائرتين حربيتين حكوميتين في حمص ودمشق، وسيطر على "اللواء 546" في الحسكة، فيما أمهل مقاتلي "حزب الله" اللبناني، 48 ساعة لوقف عملياته في سورية وإلا سيضرب معاقله في لبنان، في غضون ذلك قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن "على دمشق أن تترجم استعدادها للحوار مع المعارضة ليس فقط بالأقوال وإنما بالأفعال".
وقالت لجان التنسيق المحلية، إن "الجيش الحر أسقط طائرتين حربيتين تابعتين للقوات الحكومية، الأولى في مدينة تلبيسة في ريف حمص، والثانية في الغوطة الشرقية قرب دمشق، تزامنًا مع سقوط عشرات القتلى والجرحى في قصف بالطيران الحربي على مدينة حمورية في ريف دمشق، وأن 105 أشخاص قُتلوا الأربعاء في أعمال عنف متفرقة في البلاد"، فيما ذكر المركز الإعلامي السوري أن "كتائب الجيش الحر تمكنت من تحرير (الكتيبة (54)، وهي كتيبة حدودية غرب منطقة الشدادي بين سورية والعراق، بعد حصار أفضى إلى اقتحامها، شاركت في العملية كتائب عدة في منطقة الحسكة، وقد أُسر نحو 100 عسكري بين ضابط ومجند ومتطوعٍ من القوات الحكومية، كما حصل الجيش الحر على عربتين مدرعتين وسيارات، إضافة إلى عدد من الرشاشات وكمية من الذخيرة، ويتهم الثوار الكتيبة بتسهيل دخول قوات المالكي من العراق إلى الأراضي السورية لدعم الوحدات الحكومية، وفي حمص أعلن الحر أنه سيطر على حي القرابيص بالكامل، بعد اشتباكات عنيفة مع الجيش السوري، ويقع حي القرابيص شمال مدينة حمص وهو من الأحياء التي تعرضت للقصف والتدمير من قبل القوات الحكومية، وتأتي السيطرة على الحي في وقت تصعد فيه الأخيرة من قصفها على مدينة حمص وريفها، بعد تعرض قرى محيطة في مدينة القصير لقصف براجمات الصواريخ وقذائف الهاون والدبابات".
وأفادت شبكة "شام" الإخبارية، أن "اشتباكات عنيفة اندلعت بين عناصر الجيش الحر والقوات الحكومية في حي الجبيلة في مدينة دير الزور، مع تجدد القصف الصاروخي والمدفعي على أحياء درعا البلد، وأن الجيش الحر صد محاولة للجيش الحكومي لاقتحام مدينة داريا في ريف دمشق، وأن الطائرات الحكومية شنت غارات على معضمية الشام، في حين بث ناشطون عبر الإنترنت، مشاهد لقصف جوي على مدينة معضمية الشام في ريف دمشق، وأن الغارة استهدفت أحد الأحياء السكنية، مما أدى إلى دمار كبير ووقوع ضحايا، وكذلك بث ناشطون عبر الإنترنت، مشاهد للدمار الواسع الذي أصاب حي العسالي في دمشق، بسبب أعمال القصف والاشتباكات المتواصلة بين الجيش الحر والقوات الحكومية، أما في معرة النعمان في ريف إدلب، فقد أظهرت مشاهد بثها ناشطون أفراد من الجيش الحر وهم يهاجمون أحد الحواجز العسكرية ويتصدون للطيران الحربي"، مضيفة أنه "وفي تطور ملحوظ بدأ الجيش السوري في استخدام صواريخ أكثر فتكًا، فبعد استخدامه القصف بقذائف الهاون وراجمات الصواريخ، بدأ يستخدم صواريخ (سكود الباليستية) الروسية الصنع، وبخاصة في اتجاه حلب، فصاروخ واحد من هذا النوع كان كفيلاً بتحويل مدينة جبل بدرو إلى دمار كامل، وقتل العشرات من أبنائها وجرح المئات، وهذه الصواريخ التي لا تستخدم إلا في حروب إقليمية تنقل رسالة واحدة من النظام السوري مفادها أن السبل كافة أمامه ممكنة لإيقاف الثورة السلمية أو المسلحة بالقتل، وأن صاروخين من طراز (سكود) أطلقا صباح الأربعاء، من قاعدة (اللواء 155) في ريف دمشق باتجاه شمال البلاد"، فيما قتل لاعب كرة قدم وأصيب آخرون، إثر سقوط قذيفتي هاون على مدينة تشرين الرياضية في منطقة البرامكة وسط دمشق، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية "سانا".
وطالب رئيس هيئة أركان الجيش الحر اللواء سليم إدريس، الرئيس اللبناني والقوى السياسية في لبنان كافة، بوقف عمليات "حزب الله" داخل سورية، مؤكدًا أنه "في حال لم تتوقف عمليات الحزب فإن الجيش الحر سيدك مواقعه بالأسلحة كافة المتوافرة لديه، يأتي ذلك بعد أن أمهل الجيش الحر "حزب الله" 48 ساعة لوقف عملياته في سورية، مهددًا بالرد عليه إن لم يتوقف، ودعا الشعب اللبناني إلى العمل على منع "حزب الله" من قصف الأراضي السورية، مطالبًا أهالي بلدة الهرمل بالابتعاد عن أي منصة أو راجمة صواريخ تابعة لـ"حزب الله" وعن مراكزه العسكرية، بحسب بيان له.
وفي موسكو، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في ختام أعمال منتدى "التعاون العربي الروسي" بمشاركة وفد وزاري عربي، أن "هناك إشارات إيجابية للتحرك لبدء حوار بين الحكومة السورية والمعارضة، وأن على دمشق أن تترجم استعدادها للحوار مع المعارضة ليس فقط بالأقوال وإنما بالأفعال"، نافيًا انعقاد
 لقاء على هامش المنتدى بين وزير الخارجية السوري وليد المعلم ورئيس الائتلاف الوطني "المعارض" معاذ الخطيب، قائلاً إن "تنظيم هذا اللقاء ليس هدفًا روسيًا في الوقت الراهن، وإنما على السوريين تحقيق هذا الهدف مستقبلاً".
وشدد لافروف خلال كلمته في افتتاح المنتدى، على ضرورة حل الأزمة السورية عن طريق الحوار، قائلاً إن "استمرار النزاع العسكري يُعتبر طريقًا مدمرًا للطرفين المتحاربين، ولا يمكن لأي من الطرفين أن يسمح لنفسه بالرهان على حل عسكري، إنه طريق لا يقود إلى أي مكان، بل إلى دمار الطرفين"، فيما أوضح بعد لقائه الوزراء العرب أنه "قد آن الأوان لوقف هذا النزاع الطويل المستمر منذ سنتين، ونرى مؤشرات إيجابية، توجه نحو الحوار من جانب الحكومة والمعارضة، وأن الإدراك بضرورة انطلاق الحوار بين الحكومة والمعارضة بدأ يشق طريقه أكثر فأكثر، وأن موسكو لا تكتفي فقط بدعم هذا الحوار، وإنما تساعد على توفير الظروف الملائمة لإجرائه".
ومن المقرر أن تنعقد الهيئة السياسية الاستشارية للائتلاف الوطني السوري، في اجتماع مغلق في القاهرة الأربعاء، لمناقشة الوضع في الأراضي السورية، للبحث في إمكان طرح مبادرة جديدة يتعاطى معها المجتمع الدولي لحل الأزمة في سورية، يعقب ذلك اجتماع للهيئة العامة للائتلاف يومي الخميس والجمعة، لصياغة تلك المبادرة، والبحث في إمكان تشكيل حكومة في المنفى، تُدير الشؤون العمومية في المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوري الحر، وفي حال الوصول إلى اتفاق بخصوص هذه الموضوعات سيعلن الائتلاف عن المبادرة وعن اسم رئيس الحكومة في مؤتمر صحافي الجمعة المقبلة.
وقال الائتلاف الوطني، في وقت سابق الثلاثاء، إنه "سيطلب في غضون أيام من المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرة توقيف ضد الرئيس السوري بشار الأسد" فيما حذرت قطر من إطالة أمد الصراع في سورية، ووصفت قرار الاتحاد الأوروبي بعدم رفع الحظر عن تزويد الثوار السوريين بالسلاح بأنه "غير صائب ومن شأنه إطالة الأزمة في سورية"، حيث قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، لقناة "الجزيرة" القطرية، إن "النظام السوري يشتري الوقت", ووصف اقتراح المبعوث الدولي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي بإجراء حوار بين المعارضة والحكومة السورية بـ"الصائب", لكنه شدد على أن "نجاحه يحتاج إلى قرار دولي".
وأكد العسكري المنشق عن دمشق مناف طلاس، أن "الرئيس بشار الأسد، يعيش في عزلة، وأن الأسد عزل نفسه ضمن دائرة تعكس له الواقع الذي يريد أن يراه ويسمع عنه، والأمور تجاوزته، ولم يعد لديه القدرة على تقدير ما يجري حوله، ولا يعي حجم الدمار الذي ارتكبه بحق السوريين وسورية، وبخاصة أنه منذ بداية الثورة اعتمد الحل الأمني بدلاً من الارتكاز على العدل والقانون أو القيام بإصلاحات جدية ذات مصداقية، وأن نائبه فاروق الشرع، يمكن أن يكون له دور في نقل السلطة"، بحسب ما نقلت صحيفة "المصري اليوم".
وتابع طلاس "على ما أعتقد أن النظام يستخدم الشرع ضمن كل الحيل التي استخدمها في السابق، ورقة شد وتجاذب، ولا أعتقد أن ورقة الشرع جدية، ولكن يحتاج النظام له كورقة بيده"، معربًا عن اعتقاده أن "يدي الشرع لم تتلطخا بالدماء مباشرة، ومن الممكن أن يلعب في المرحلة المقبلة دورًا في نقل السلطة، فهو شخص وفاقي إلى حد ما، وإن كنت أرى أنه ليس محايدًا تمامًا، والنظام يستخدمه كورقة أو بطاقة حين الحاجة ويتم استبعاده أحيانًا لأنه كان وسطيًا".
ويذكر أن نجل وزير الدفاع السوري الأسبق مصطفى طلاس، كان قائد "اللواء 105" في الحرس الجمهوري السوري، قبل فراره في العام 2012، بسبب الصراع الدموي الدائر في سورية منذ 23 شهرًا، والذي أودى بحياة نحو 70 ألف شخص، بحسب إحصاءات الأمم المتحدة.