عراقي يصوت في اتخابات سابقة (صورة أرشيفية)
بغداد ـ جعفر النصراوي
قررت الحكومة العراقية، الثلاثاء، تأجيل انتخابات مجالس المحافظات في عموم العراق، المقرر إجراؤها في نيسان/أبريل المقبل، لفترة لا تقل عن ستة أشهر، وذلك بناءًا على طلب من القائد العام للقوات المسلحة رئيس الحكومة نوري المالكي لسبب الاضطرابات التي تشهدها البلاد، حيث جاء الإعلان عن التأجيل متزامنًا مع
سلسلة انفجارات شهدتها العاصمة العراقية بغداد.
ذكر بيان لمجلس الوزراء العراقي، صَدَرَ الثلاثاء، وتلقى "العرب اليوم" نسخة منه، أن "المجلس قرر في جلسته الاعتيادية ، الثلاثاء، تأجيل انتخابات مجالس المحافظات في عموم المحافظات العراقية لمدة ستة أشهر من موعدها الأصلي، وقرار التأجيل جاء بناءًا على طلب قدمه القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي إلى مجلس الوزراء، لسبب الاضطرابات التي تشهدها البلاد".
الأمر الذي انتقده زعيم "التيار الصدري" في العراق مقتدى الصدر، حيث عدّ إيكال الأمر إلى الحكومة العراقية بقيادة المالكي ترسيخًا للديكتاتورية، والبقاء بجانب الحكومة يعد مفسدة للدين، مؤكدًا، في بيان صدر بخط يده عن مكتبه، الثلاثاء، وتلقى "العرب اليوم" نسخة عنه، على "ضرورة العيش المشترك بين أبناء الشعب العراقي، ورفض الظلم الذي يصيب أبناء الشعب العراقي من الإخوة أبناء السنة"، مجددًا رفضه التام والكامل لتأجيل الانتخابات، واصفًا المصوتين على تأجيل الانتخابات بأنهم ظلموا العراق والشيعة، حيث قال "إنه قد ظلم العراق كافة، وظلم (التشيع)، وأفسد من حيث يعلم أو لا يعلم، ولا أستثني أحدًا على الإطلاق، وإن كان ممن لاذ بي".
وأشار الصدر إلى أن "البقاء في حكومة تبيع أراضيها جنوبًا، وتدّعي سيطرة (القاعدة) على بعض محافظات العراق الغربية والشمالية، وحكومة بلا رئيس جمهورية، بالإضافة إلى البرلمان الهزيل، والقضاء المسيس، فإن البقاء في تلك الحكومة بات أمرًا مضرًا أكثر مما هو نافع، بل فيه إعانة على الإثم والعدوان".
وأفادت مصادر في وزارة الصحة العراقية، الثلاثاء، بأن 45شخصًا قتلوا، وأصيب أكثر من 200 آخرين، جراء التفجيرات التي شهدتها العاصمة العراقية بغداد ومدينة بابل جنوب العاصمة، باستخدلم سيارات مفخخة، فيما أكدت أن الحصيلة أولية وقابلة للزيادة.
وقالت المصادر لـ "العرب اليوم" أن "مستشفيات العاصمة بغداد استقبلت، اليوم 3 جثث و9 جرحى بتفجير سيارة مفخخة في حي الملحانية في منطقة الكاظمية، شرق العاصمة، وجثث 9 أشخاص و35 جريحًا في تفجير سيارتين مفخختين في شارع وساحة 55 في مدينة الصدر، شرق بغداد، وجثث 8 أشخاص و27 جريحًا في تفجير سيارتين مفخختين في شارعي المعهد والمركز في منطقة الزعفرانية".
وأضافت المصادر أن "مستشفيات العاصمة استقبلت أيضا جثث 3 قتلى و10 جرحى في تفجير سيارة مفخخة في منطقة الحسينية، شمال شرقي بغداد، وجثث 5 قتلى و14 جريحًا في تفجير سيارة مفخخة قرب تجمع للعمال في منطقة بغداد الجديدة، شرق العاصمة، وجثث 4 قتلى و27 جريحًا في تفجير سيارة مفخخة قرب مطعم للمأكولات في منطقة المشتل، شرق بغداد، وجثة قتيل و11 جريحًا في تفجير سيارة مفخخة في منطقة الشعلة، شمال غربي العاصمة".
وأكدت المصادر أن المستشفيات استقبلت 5 جثث و13جريحًا سقطوا إثر تفجير انتحاري في منطقة كرادة مريم، قرب البوابة الرئيسية للمنطقة الخضراء وسط بغداد.
وأشارت المصادر أن مستشفيات بابل جنوب العاصمة بغداد استقبلت كذلك جثث 10 قتلى و43 جريحًا سقطوا في تفجير ثلاث سيارات مفخخة، أحدها يقودها انتحاري، وقعت في ناحية الإسكندرية، 55 كيلومترًا شمال بابل.
وكانت مفوضية الانتخابات قد أعلنت، في 17 آذار/مارس الجاري، عن استكمال استعداداتها لإجراء الانتخابات المحلية في جميع المحافظات باستثناء نينوى، فيما اعتبرت أن تقدير الاستقرار الأمني من عدمه في الأنبار وغيرها من اختصاص اللجنة الأمنية في المفوضية.
يذكر أن مجلس الوزراء قد حدد، في 30 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تاريخ 20 نيسان/أبريل 2013، موعدًا لإجراء انتخابات مجالس المحافظات غير المنتظمة في إقليم، حيث بدأ 8100 مرشح حملاتهم لخوض انتخابات مجالس المحافظات العراقية، بعد مصادقة المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق على أسمائهم، ويمثل المرشحون 139 كيانًا وائتلافا سياسيًا للمنافسة على 447 مقعدًا، تمثل المجموع الكلي للسكان العراقيين، البالغ 34,207,248 نسمة.