صنعاء ـ علي ربيع تواصلت، السبت، أعمال مؤتمر الحوار الوطني في اليمن، وشهدت النقاشات بشأن مستقبل "شكل الدولة والعلاقة بين شمال اليمن وجنوبه" اشتباكاً بالأيدي بين أعضاء الحوار  سبقتها ملاسنات حادة، أدت إلى إنهاء جلسة المناقشات لتهدئة الأجواء، في حين وصل إلى صنعاء رئيس البرلمان العربي أحمد بن محمد الجروان في مساع لحل الخلافات الدائرة منذ أسابيع بين  كتل الأحزاب داخل البرلمان اليمني.
وأكدت مصادر في مؤتمر الحوار الوطني المنعقد في صنعاء، منذ أيار/مارس الماضي ضمن متطلبات العملية الانتقالية، أن ملاسنات حادة نشبت في جلسة السبت  بين بعض  أعضاء  المؤتمر، على خلفية النقاشات بشأن التقرير المقدم من فريق الحوار المعني بملف"بناء الدولة".
وقالت المصادر "إن الملاسنات تطورت إلى اشتباكات بالأيدي بين ممثل حزب المؤتمر الشعبي في(حزب الرئيس السابق) عبدالرحمن الأكوع وممثل"الحراك الجنوبي" محمد حلبوب، قبل أن يتدخل زملاؤهما لفض الاشتباك ويقوم رئيس الجلسة بوقف النقاشات لمدة نصف ساعة لتهدئة الأجواء المتوترة، بين أعضاء هتفوا لانفصال جنوب اليمن عن شماله، وأعضاء هتفوا "لبقاء الوحدة ولو بالقوة".
ويعد مستقبل العلاقة بين شمال اليمن وجنوبه من أبرز الملفات المطروحة على طاولة الحوار اليمني الذي بدأ في 18 آذار/مارس الماضي برعاية دولية وإشراف أممي، ففي حين يطالب بعض ممثلي "الحراك الجنوبي" باستعادة الدولة التي كانت قائمة في جنوب اليمن قبل توحده مع الشمال في العام 1990" تذهب غالبية آراء المتحاورين من المكونات السياسية والقوى المختلفة إلى الأخذ بنظام الدولة اللامركزية واعتماد فيدرالية بين عدة أقاليم إدارية يتم تقسيم اليمن إليها".
وكان الفريق المعني ببحث ملف"بناء الدولة" في مؤتمر الحوار قد قدم تقريره للجولة الثانية من الحوار التي كانت بدأت في 8حزيران/يونيو الجاري، مقدماً استعراضاً لمجمل الرؤى الحزبية والمكونات السياسية المشاركة في الحوار حول مستقبل"بناء الدولة" دون أن يوصي بقرارات معينة، مفضلاً تأجيلها إلى نهاية الجولة الثانية في أيلول/سبتمبر المقبل.
على صعيد آخر، وصل إلى صنعاء، السبت، رئيس البرلمان العربي أحمد بن محمد الجروان في زيارة رسمية، يعتقد أنها في سياق مساعي البرلمان العربي لحل الخلاف المحتدم منذ أسابيع بين الكتل البرلمانية اليمنية.
وكان نواب أحزاب اللقاء المشترك" ذات الأقلية النيابية أعلنوا منذ شهر مقاطعتهم لجلسات البرلمان متهمين كتلة حزب المؤتمر الشعبي بالتفرد بقرارات البرلمان ما يخالف نص اتفاق التسوية السياسة(المبادرة الخليجية وآليتها" التي نصت على التوافق في البرمان".
وصعد نواب "المشترك" قبل أسبوع من مطالبهم داعيين إلى تغيير رئيس البرلمان الحالي برئيس توافقي وتمثيل الأطراف السياسية في هيئة رئاسة البرلمان ولجانه، في حين واصل البرلمان عقد جلساته رغم مقاطعتهم لها.
وطالب رئيس البرلمان العربي أحمد بن محمد الجروان الشعب اليمني "توجيه درس للعالم بأسره وللأمة العربية في التضامن والوحدة التي ينتظرها الوطن العربي بأكمله".
وفي تصريح نقلته عنه وكالة الأنباء اليمنية الرسمية لدى وصوله إلى صنعاء أكد الجروان "دعم ومساندة البرلمان العربي لمجلس النواب اليمني ووضع كل إمكانياته تحت تصرف مجلس النواب وبما يخدم الشعب اليمني والأمة العربية بما من شأنه إعلاء قيمة العرب في كل المحافل الدولية".
وقال "المنتظر من اليمن البلد الكبير والشعب اليمني العريق ذو الخبرة والثقافة والأصالة، والوحدة الكبيرة العودة  إلى دعم الأمة العربية في جميع المحافل الدولية والابتعاد عن المؤثرات الخارجية والتجاذبات التي  تفسد العمل الوطني اليمني والوحدة اليمنية ".