مقر وزارة الداخلية التونسية
تونس ـ أزهار الجربوعي
كشفت وزارة الداخلية التونسية، مساء الجمعة، أنها قررت بشكل رسمي منع تنظيم "أنصار الشريعة" السلفي من إقامة مؤتمره السنوي الثالث، معتبرة إصرار التيار السلفي على عقد الملتقى دون الحصول على ترخيص مسبق في الغرض، "تحدياً صارخاً لمؤسسات الدولة وتهديداً للأمن العام، كما حذرت الداخلية التونسية
كل من يُحرض على العنف أو يتطاول على أجهزة الدولة، في حين أصدرت السفارة الأمريكية في تونس بيانا تُحذر فيه من السفر إلى مدينة القيروان نهاية الأسبوع الجاري بسبب تهديدات أمنية محتملة .
وأصدرت وزارة الداخلية التونسية بياناً، أكدت فيه أنها قررت منع انعقاد ملتقى ما يسمّى بأنصار الشريعة بالساحات العامة في مدينة القيروان يوم الأحد 19 أيار/مايو الجاري، وذلك لما يمثله من خرق للقوانين وتهديد للسلامة والنظام العام"، معتبرة أن مُضي أنصار الشريعة في تنظيم ملتقاهم الثالث دون الحصول على إذن مسبق من الحكومة التونسية، "مخالف للقوانين المنظمة للتجمعات ولقانون الطوارئ، وتحدّ صارخ لمؤسسات الدولة وتحريض ضدّها وتهديد للأمن العام".
وحذرت الداخلية التونسية كل من يتعمد التطاول على الدولة وأجهزتها أو يسعى إلى بث الفوضى وزعزعة الاستقرار أو يعمد إلى التحريض على العنف، مشددة على أن أيّ محاولة للاعتداء على الأمنيين أو مقراتهم ستواجه بالشدة اللازمة وفي إطار القانون.
وأكدت الوزارة أنها مُلتزمة بحماية حق التظاهر السلمي وحرية التعبير وممارسة الشعائر والدعوة بشكل سلمي لكل المواطنين وفق التراتيب والقوانين الجاري بها العمل، متوجهة برسالة طمأنة إلى جميع المواطنين شددت فيها على جاهزية قواتها الأمنية بالتعاون مع القوات المسلحة، "لحفظ سلامتهم وممتلكاتهم والتصدّي لكلّ مظاهر الفوضى وبث الفتنة في البلاد".
وكان المتحدث الرسمي باسم تيار أنصار الشريعة السلفي التونسي قد أكد أنه يُحمل الحكومة مسؤولية أي قطرة دم تسيل في القيروان يوم الأحد القادم خلال الملتقى محذراً الحكومة من استعمال الحل الأمني لمنعه، في حين تناقلت أحد صفحات موقع التواصل الاجتماعي التابعة للتيار السلفي الجهادي في تونس ماقالت أنه وثيقة رسمية تُثبت أن أنصار الشريعة توجه بطلب إذن رسمي لوزارة الداخلية لتمكينه من إقامة مؤتمره الثالث وفق الأطر القانونية، إلا أنه جُوبه بالرفض دون مبرر رسمي.
إلى ذلك، نفذ عدد من المواطنين، الجمعة، في محافطة سيدي بوزيد وسط البلاد، وقفة مساندة لقوات الأمن والجيش الوطني أمام إقليم الحرس الوطني في سيدي بوزيد تم خلالها رفع عدد من الشعارات أهمها "حماية الأمن واجب".
كما بادر عدد من أعوان وإطارات الشركة التونسية للاستغلال وتوزيع المياه في محافظة قابس، جنوب تونس، بإهداء الورود لاعوان الأمن والحرس الوطني بثكنة "باب بحر"، تعبيراً منهم عن تضامنهم ومساندتهم لمجهودات قوات الأمن فى الفترة الأخيرة وصمودهم في مواجهة العناصر الإرهابية المتحصنة في جبال الشعانبي المتاخمة للحدود الجزائرية.
وفي سياق مُتصل، تمكنت الوحدات الأمنية الحدودية في مدينة بنقردان ، قرب الحدود الليبية، من إلقاء القبض على شاب منتمي إلى التيار السلفي، تم العثور على معلومات في حاسوبه الشخصي تشرح بطريقة مفصلة كيفية صُنع المتفجرات بأنواعها، على غرار الألغام الأرضية وتفخيخ السيارات وقد تولت الأجهزة الأمنية فتح تحقيق للكشف عن حيثيات القضية.
على صعيد أخر، أصدرت كل من سفارتي ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية بيانات منفصلة، الجمعة، حذرت فيها رعاياها من السفر إلى مدينة القيروان أين سيعقد تيار أنصار الشريعة السلفي مؤتمره الثالث.
وحذرت السفارة الأمريكية مواطنيها من التواجد بالقرب من التظاهرات أو التجمعات الكبرى، حتى تلك التي تبدو سلمية في ظاهرها، خشية انقلابها إلى أحداث عنف خطيرة قد تشكل تهديداً على أمنهم وسلامتهم، داعية إياهم إلى الاتصال بها في حالات الطوارئ.