الرباط، نواكشوط ـ رضوان مبشور، محمد أعبيدي شريف استقبل الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، الأربعاء، وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي سعد الدين العثماني في القصر الرئاسي في نواكشوط، كما استقبل عزيز، قبل يومين الأمين العام لحزب الاستقلال المغربي المشارك في الحكومة، حميد شباط، وذلك بعد فترة الفتور التي شهدتها العلاقات بين البلدين أخيرًا، بعد التقارب بين نواكشوط وجبهة البوليساريو المطالبة بالانفصال عن المغرب.
وذكرت وكالة المغرب العربي للأنباء،  أنه من المفترض أن يكون الجانبان المغربي والموريتاني قد أثارا ما يعكر صفو العلاقات المغربية الموريتانية، علما أن سعد الدين العثماني حمل في شباط/فبراير 2012 رسالة من العاهل المغربي محمد السادس إلى الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز تدعوه إلى زيارة المغرب، لكن الأخير لم يستجب للدعوة. كما أن وزير الخارجية المغربي يقوم على هامش زيارته لنواكشوط بتدشين المقر الجديد للسفارة المغربية.
و أوضحت وكالة الأنباء الموريتانية أن زيارة العثماني تأتي في إطار مواصلة المشاورات المنتظمة بين موريتانيا والمغرب حول مجمل القضايا ذات الاهتمام المشترك مشيرة إلى أن الزيارة ستكلل بالتوقيع على مذكرة تفاهم بين البلدين تتعلق بانعقاد اجتماعات اللجنة العليا المشتركة للتعاون.
كما استقبل الرئيس الموريتاني قبل يومين من الآن حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال المغربي المشارك في الحكومة، الذي قام بزيارة إلى موريتانيا استجابة لدعوة من حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الموريتاني الحاكم.
وتأتي هذه اللقاءات الثنائية بين البلدين بعد الفتور الكبير الذي عرفته العلاقات الدبلوماسية بين الرباط ونواكشوط خاصة بعد التقارب الحاصل بين موريتانيا وجبهة البوليساريو المطالبة بالانفصال عن المغرب، خاصة بعد استقبال الرئيس الموريتاني ل "أحمد سالم ولد السالك" الوزير في جبهة البوليساريو الانفصالية.
جاء ذلك في الوقت الذي وقع فيه وفد من حزب "الاستقلال المغربي"، الأربعاء، اتفاقًا مع حزب "الاتحاد من أجل الجمهورية" الحاكم في موريتانيا؛ وذلك بهدف تفعيل تعاونهما في كافة المجالات، بعد أن نظما جلسات عدة وورش عمل بين لجان الحزبين.
وكشف بيان للحزبين أنه تم تنظيم عدة جلسات عمل على مستوى اللجان الوطنية للشباب والنساء، مكنت مسؤولي الحزبين من بحث سبل تبادل الخبرات، والاستفادة من تجارب تعاطي الحزبين مع مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وقد أجرى وفد حزب الاستقلال لقاءً مع الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، والوزير الأول مولاي ولد محمد لغظف، إضافة إلى لقاءات أخرى مع مسؤولين موريتانيين  وبعض أفراد الحكومة.
وتناولت اللقاءات تاريخ العلاقات التي تجمع موريتانيا والمغرب وسبل تعزيزها، فيما قام أعضاء من وفد حزب الاستقلال بزيارة بعض المنشآت الحيوية في العاصمة  نواكشوط للاطلاع عن كثب على التطور الحاصل في مختلف المجالات في موريتانيا.
فيما بحث وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي سعد الدين العثماني مع الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، الوضع في مالي، إضافة إلى سبل تطوير العلاقات المغربية الموريتانية، في لقاء بالعاصمة الموريتانية نواكشوط.
وكانت تحليلات سياسية أكدت من قبل وجود أزمة دبلوماسية عميقة وصامتة بين البلدين، كان هذه المرة التقارب الإيراني الموريتاني سببها، خاصة مع توتر العلاقات المغربية الإيرانية بسبب المد الشيعي الكبير في شمال أفريقيا، و زاد الصراع الدبلوماسي بين البلدين في حدته بعد التنافس الكبير على مقعد في مجلس الأمن الدولي والذي حصدته المغرب، إضافة إلى المشكل القائم حول تسجيل الطلبة الموريتانيين في الجامعات والمدارس العليا المغربية.
يشار إلى أن موريتانيا اتهمت المخابرات المغربية في وقت سابق بالوقوف وراء محاولة اغتيال الرئيس الموريتاني بالرصاص، في الحادثة التي وقعت يوم السبت 13 تشرين الأول/ أكتوبر 2012، حيث أبلغت موريتانيا عددا من الدول الصديقة باتهاماتها المباشرة للمغرب.