صنعاء ـ علي ربيع أكد الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، بعد وصوله إلى بلاده، مساء الخميس، أن زيارته لروسيا الاتحادية كانت ناجحة ومثمرة، مشيرًا إلى أنه عرض خلالها فرصاً استثمارية على  الشركات الروسية، جاء ذلك في الوقت الذي تتواصل فيه مشاورات قادة المعارضة الجنوبية في بلاده في الخارج لتوحيد رؤاهم بخصوص العملية الانتقالية والحوار الوطني الذي كانوا أعلنوا مقاطعته، متمسكين بمطلب انفصال الجنوب عن شمال البلاد.
ووصل هادي، مساء الخميس، إلى مطار الحديدة "غرب البلاد" قادماً من روسيا الاتحادية التي عقد فيها لقاءات مع كبار المسؤولين الروس في سياق تطلعات اليمن لتعزيز الشراكة مع موسكو في الجوانب الاقتصادية والعسكرية، وقال هادي في تصريحات رسمية فور عودته، إن زيارته إلى موسكو كانت ناجحة ومثمرة بكل المقاييس وسيكون لها نتائج إيجابية في القريب العاجل.
وأضاف الرئيس اليمني أنه تم الاتفاق مع الروس على عدد من القضايا المتصلة بتنشيط العلاقات المشتركة مع اليمن في مختلف المجالات الحيوية استثماريا وتجاريا وثقافيا، مؤكداً انه لمس خلال لقاءاته بالرئيس بوتين ورئيس الدوما ورئيس الوزراء الروسي ورجال الأعمال الروس رغبة حقيقية لتطوير علاقات الشراكة بين البلدين في مختلف المجالات".
واعتبر هادي  مباحثاته مع القيادة الروسية بأنها ستمثل منطلقا جديدا لتطوير العلاقات بين روسيا الاتحادية واليمن، وأكد أنه دعا رؤوس الأموال الروسية وكبرى الشركات التجارية للاستثمار في اليمن ، وقال"تم عرض فرصة استثمارية على شركة غاز بروم الروسية العملاقة للاستثمار في البلوكات التي كانت تعمل فيها الشركات الروسية سابقا وستمثل عائدات الشركة وإنتاجها الضمان الواقعي للشركات الروسية التي ستعمل في مجالات استثمارية مختلفة.
وعلم "العرب اليوم" من مصادر دبلوماسية يمنية، أن الرئيس هادي وقع صفقة مع الروس لتزويد الجيش اليمني بكميات من الأسلحة، لكنها لم تكشف عن تفاصيل الاتفاق، في حين كشف الرئيس اليمني أن لقاءاته مع المسؤولين الروس "شهدت دعوة بعض الخبراء الروسيين والقانونيين لزيارة اليمن وعرض التجربة الروسية في كيفية إدارة حكم الأقاليم والمركز كتجربة متميزة في هذا الشأن تقدم إلي جوار التجارب المعروضة على مؤتمر الحوار الوطني".
وتأتي عوده هادي إلى مدينة الحديدة الساحلية الواقعة ضمن منطقة تهامة "غرب اليمن" في سياق محاولاته لتلافي أحداث العنف والانفلات الأمني الذي باتت تشهده المدينة، أخيراً، جراء الاعتداءات على الأراضي، والصيادين، إضافة إلى بحثه عن تفاهمات مع نشطاء الحركة الاحتجاجية المتنامية في غرب اليمن والتي تطلق على نفسها"الحراك التهامي"، على غرار"الحراك الجنوبي".
في سياق آخر، تواصل القيادات اليمنية في المعارضة الجنوبية المقيمة في الخارج مشاوراتها، بشأن توحيد مواقفها من العملية الانتقالية في اليمن والحوار الوطني الدائر في البلاد، والذي سبق أن رفضت المشاركة فيه وتمسكت بمطلب انفصال جنوب اليمن عن شماله، واستعادة الدولة التي كانت قائمة في الجنوب قبل العام 1990.
وأكد مصدر بمكتب نائب الرئيس اليمني الأسبق علي سالم البيض المقيم في بيروت, لـ"العرب اليوم" وصول قيادات جنوبية في الخارج, إلى بيروت، الأربعاء، بينها الرئيس الأسبق في جنوب اليمن، علي ناصر محمد, ورئيس الوزراء الأسبق حيدر أبو بكر العطاس, والدكتور محمد حيدرة مسدوس, وصالح عبيد أحمد, وآخرون من القيادات الجنوبية، فيما تنضم إليهم شخصيات أخرى الخميس، حيث من المتوقع أن يعقدوا مشاورات مع البيض، بخصوص، ماوصفه بتوحيد المواقف الجنوبية الدولية المعبرة عن مطالب الشعب الجنوبي بالتحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية".
ويدير البيض قناة تلفزيونية معارضة في بيروت، ويتزعم تياراً في جنوب اليمن، و يرفض الحوار الوطني ويطالب باسترداد الدولة التي كان يرأسها البيض في جنوب اليمن تحت راية الحزب الاشتراكي قبل الوحدة الاندماجية مع الشمال اليمني في العام 1990، في حين يتهم البيض بتلقي أموال إيرانية لإفشال العملية الانتقالية في بلاده، وورد اسمه ضمن آخر بيان رئاسي لمجلس الأمن الدولي بشأن اليمن بصفته أحد معرقلي عملية نقل السلطة.