تظاهرة للسنة في العراق
بغداد ـ جعفر النصراوي
شهدت خطبة صلاة الجمعة في مساجد عراقيه عدة، التركيز علي السياسة، ومحاور عدة تتعلق بالشأن العراقي الداخلي ونبذ الطائفية، ففي المساجد الشيعية شنت المرجعية الدينية من مرقد الحسين بن علي في كربلاء هجوما على الحكومة العراقية لتورطها في استيراد أجهزة كشف المتفجرات التي أثبتت فشلها، بينما أكد خطيب جمعة
النجف أن الحرب الطائفية على الأبواب في العراق فيما واصل أبناء الطائفة السنية إعتصاماتهم في جمعة أخرى أطلق عليها اسم خيار من في الميدان أن خيارنا.
ففي كربلاء( 100كم جنوب بغداد)، حيث مرقد الإمام الحسين بن علي شن ممثل المرجعية الدينية الشيعية العلياهجوماً على المسؤولين في وزارتي الداخلية والدفاع المتورطين في إستيراد اجهزة كشف المتفجرات.
ووصف إستخدامه في الشارع بأنه ضحك على الناس واستهانة بدمائهم، فيما تساءل عن دور القضاء والنزاهة بخصوص هذا الملف، دعيا الخبراء المختصين بالكشف عن حقائق هذا الأمر، كما طالب بـ"القضاء على رؤوس الفتن مهما كانت مواقعهم.
وقال أحمد الصافي في خطبة صلاة الجمعة في الحضرة الحسينية " سمعنا بوجود خلل في أجهزة كشف المتفجرات في العراق وقد حوكم الشخص المتسبب بتسويق هذه الأجهزة خارج العراق" ، مبينا أن "الأشخاص المتخصصين والمسؤولين عن هذه الأجهزة هم من وزارتي الداخلية والدفاع ومنهم إنتشر إلى باقي الدوائر الحكومية الذين لديهم ثقة بكلام المسؤولين الأمنيين الذين أشادوا بها".
وأضاف الصافي "هناك علامات استفهام ولابد للقضايا الأمنية أن لا يحصل فيها خداع وكذب خصوصا إذا تعلق الأمر بأرواح الناس وقضية أجهزة كشف المتفجرات فتحت قبل أربعة سنوات وتبين أن هناك مشكلة فيها"، مستدركا بالقول "لكن الأمر عتّم وسوّف وخرج للإعلام على أن هذه الأجهزة تعمل ولا إشكال فيها والحقيقة أكتشفت الآن وظهر وجهها للملأ واتضح أن هذا الجهاز بها مشكلات"، متسائلا عن "أسباب غلق هذا الملف والمكاسب السياسية التي جنيت منه وتسببه بسفك أنهار من دماء العراقيين".
وأوضح الصافي أن "المشكلة المضحكة أن الجهاز لا يزال يعمل في الشارع ولا زال الضحك على الناس والاستهانة بدمائهم متواصلة برغم أن هذا الموضوع أحدث ضجة خارج العراق وحوكم الشخص المتسبب به".
وانتقد الصافي استمرار الخلافات والتطرف بين الساسة ، موضحا أن "التطرف لا يخلف إلا الدمار"، متابعا أن "التصعيد والقتل والاختطاف لا يحل مشاكل البلد إنما هو تمزيق وهو أمر مرفوض"، مشددا على ضرورة إيجاد طرق واقعية لحل خلافات الأزمة الحالية والتفريق بين الإختلاف والإقتتال"، مطالبا بـ"القضاء على رؤوس الفتن مهما كانوا لانهم يتبعون منهج القتل بين أبناء البلد".
من جهته أكد إمام وخطيب جمعة النجف صدر الدين القبانجي،أن الأزمة السياسية في البلاد تفاقمت إلى "مستوى الصراع بين السلطتين التشريعية والتنفيذية"، محذرا من "خطر الحرب الطائفية الموجودة على الأبواب"، مشيرا إلى أنه مع أي مبادرة صالحة لحل الأزمات.
وقال القبانجي خلال خطبة، الجمعة، في الحسينية الفاطمية في مدينة النجف،إن " الأزمة السياسية في البلاد تفاقمت إلى مستوى الصراع بين السلطتين التشريعية والتنفيذية"، مشيرا إلى أن "شبح الحرب الطائفية لن يكون العراق ولكن هذا الخطر موجود الآن على الأبواب".
وأضاف القبانجي أن "الصالحين طرحوا مبادرات لحل الأزمة في العراق، بخاصة وأنه يمر بأزمات متعاقبة ويحترق"، مؤكدا أنه "مع المبادرات الصالحة لحل هذه الأزمات ومن يملك شعورا وطنيا يجب أن يبادر بحل هذه الأزمة بعيدا عن ردود الأفعال".
وفي كركوك شمال العاصمة بغداد أكد إمام جمعة الصلاة الموحدة في المدينة أن المعتصمين هم أصحاب الخيار في فض اعتصامهم وليس لأحد السلطة عليهم لأنهم من في الميدان، فيما طالبت اللجان التنسيقية في المحافظة المرجعيات الدينية بضرورة الاستماع لأصوات المعتصمين في ساحات الإعتصام كونهم أصحاب قرار التفاوض مع الحكومة.
وقال إمام وخطيب صلاة الجمعة سامال محمود إن "جمعة اليوم تحمل اسم (خيار من في الميدان هو خيارنا)، كون المعتصمين هم أصحاب القرار وعلى الجميع أن يسمعوا صوتهم"، مؤكداً أن "المعتصمين حين خرجوا منذ 154 يوما في الظروف القاسية وتحملوا البرد والحر والاستهداف، هم أصحاب القرار وعلى الحكومة تلبية مطالبهم القانونية والمشروعة".
وقال منسق اللجان في المحافظة خالد المفرجي لـ" العرب اليوم" إن "الصلاة الموحدة أُقيمت بشكل طبيعي ولم نسجل أي خرق أمني فيها، وأن مطالب المصلين المعتصمين كانت أسوة بباقي ساحات الإعتصام في المحافظات المنتفضة".
وطالب المفرجي المرجعيات الدينية بـ"ضرورة الإستماع لأصوات المعتصمين في ساحات الإعتصام كونهم هم أصحاب قرار التفاوض مع الحكومة".
وفي الأنبار، حيث انطلقت الشرارة الأولى للإعتصامات في المناطق الغربية، احتشد عشرات الآلاف من المتظاهرين في ساحة العز والكرامة في مدينة الرمادي لأداء صلاة الجمعة الموحدة، فيما أكد إمام وخطيب الصلاة أن خيار التفاوض والحوار يقرره المعتصمون في الساحة وليس السياسيين.
ورفع المتظاهرون العلم العراقي القديم ولافتات كتب عليها (مطالبنا ليست منة على أحد) و(أما أن نكون مواطنون من الدرجة الأولى أو ثوار من الطراز الأول، كما طالبوا الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي ومنظمة حقوق الإنسان الدولية بمتابعة أحداث الحويجة وتفجير مسجد سارية شرق بعقوبة وفتح تحقيق دولي بالحادثين.
وقال إمام وخطيب الجمعة حسين العمير إننا "ندعو المتظاهرين والمعتصمين على الصبر على إعتداء الحكومة وحر الصيف فإن النصر بشائره قد لاحت"، مؤكداً أن "خيار التفاوض والحوار يقرره المعتصمون في الساحة وليس السياسيين".
وأضاف العمير أن "العراقيين يعلمون أن لا عداوة بينهم ولا يوجد ما يستحق القتال فيما بينهم"، متهماً الحكومة بـ"إثارة الفتنة أو التلويح بها".
وفي قضاء سامراء التابع لمحافظة صلاح الدين حذر معتصمو ميدان الحق وسط القضاء، من "تربية أجيال العراق على الأحقاد" وإزهاق الأرواح من أجل "دراهم وأفكار مسمومة"، متهمين السياسيين "باختلاق الفتن وتجاهل الحلول"، وفي حين أكدوا ان المحافظات المنتفضة "لن تقوم لها قائمة" في حال تركها الإعتصامات، دعوا إلى "لجم لسان" من يسيء إلى مراجع الدين الكبار من الطائفتين.
وتشهد محافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين وكركوك، منذ (25 كانون الأول / يناير 2012)، تظاهرات أسبوعية حاشدة شارك فيها علماء دين وشيوخ عشائر ومسؤولون محليون، للمطالبة بإطلاق سراح السجينات والمعتقلين الأبرياء ومقاضاة "منتهكي أعراض" السجينات، فضلاً عن تغيير مسار الحكو