بيروت ـ جورج شاهين أكدت مصادر واسعة الاطلاع لـ "العرب اليوم" أن هناك معطيات جديدة قد تفضي إلى إعادة ملف المخطوفين الشيعة التسعة في إعزاز الى الواجهة في وقت قريب، بعد مرور أكثر من عام وثلاثة أشهر على اختطافهم في طريقهم من "المقدسات الإيرانية" إلى لبنان عبر شمال سورية، فيما التقى الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سلام موفد زعيم "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط وينتظر أن يزور رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، الإثنين، في حين هدد سلام بعدم الانتظار طويلاً بشأن تشكيل الحكومة، قائلاً إنه سيفعل ما يمليه عليه ضميره الوطني.
وقالت المصادر إنه لا يمكنها أن تلتزم بأية مواعيد جديدة سوى أن هناك معلومات توفرت عن تقدم مفاجئ ومهم في المسعى التركي للتقدم في المفاوضات الجارية لترتيب عملية التبادل، التي سيكون المخطوفون التسعة في جانب منها.
وأعلنت مصادر "العرب اليوم" أن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم زار سرًا مطلع الأسبوع الماضي العاصمة السورية، والتقى المعنيين بهذا الملف لاستكمال البحث في بعض المعطيات التي تعني جوانب من صفقة التبادل، ونال أجوبة سورية مشجعة يمكن أن تساهم في توفير خرق معين في المفاوضات المعقدة التي تعني هذا الموضوع.
وأكدن المصادر عينها أن اللواء إبراهيم تواصل مع الجانب التركي في الأيام القليلة الماضية لاستكمال البحث، وتبادل المعطيات المتوافرة.
ورفضت المراجع إعطاء أية مواعيد في هذا الملف في انتظار ما ستسفر عنه المساعي المتجددة، وخصوصًا ان الأتراك يسعون الى اتمام العملية في مرحلة تلي تجاوز حكومة رجب طيب أردوغان الأزمة الداخلية التي تسببت فيها التحركات التي قادتها المعارضة انطلاقًا من ساحة تقسيم، ولا بد للعودة التركية إلى ساحة الأزمة السورية من منفذ ما، وربما من خلال إتمام الصفقة التي ستعطي الجانب التركي مصداقية كبيرة في هذه المرحلة بالذات.
ويزور الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام، قبل ظهر الإثنين، رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، كما كشفت مصادره لـ "العرب اليوم" لاستئناف البحث في آخر التطورات التي انتهت إليها حملة الاتصالات التي أجراها الرجلان على مستوى السعي لتشكيل الحكومة الجديدة، وما آلت إليه مساعيهما.
وعلم "العرب اليوم" أن سلام التقى، مساء الأحد، وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور موفدًا من زعيم "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط، حيث جرى استعراض للتطورات على الساحة اللبنانية، وتأثير ما يجري في سورية والمنطقة على الوضع في لبنان، وملف تشكيل الحكومة بشكل خاص، كما أطْلع ابو فاعور سلام على حصيلة الاتصالات التي يجريها موفدو جنبلاط في أكثر من اتجاه، بعدما سجلت للوزير غازي العريضي جملة اتصالات نهاية الأسبوع، ومن بينها اللقاء الذي جمعه ورئيس مجلس النواب نبيه بري، والذي لم ينته إلى تفاهم على مخرج لتأمين النصاب في جلسة مجلس النواب التي دعا إليها في ما بين 16 و18 تموز/ يوليو الجاري ما دام بقي متمسكًا بجدول الأعمال.
لكن أوساطًا نيابية نقلت إلى "العرب اليوم"، ليل الأحد، أجواء حلحلة لدى الرئيس نبيه بري الذي أبلغ أحد الوسطاء استعداده للنقاش في جدول أعمال الجلسة العام، مقترحًا توفير صيغة تحدد أولويات القضايا المطروحة على الجلسة، حتى يمكن التخلي عن بعض القضايا المددرجة على جدول أعمالها المعلن، في إطار السعي إلى التلاقي حول نقاط مشتركة يمكنم التفاهم بشأنها ما يؤدي إلى حلحلة الموضوع.
وبعد ظهر الأحد، عممت أوساط سلام عنه قوله أمام زواره، الأحد، استمرار المساعي مع كل الأطراف من أجل تشكيل الحكومة، وشدد على أنه لن ينتظر إلى ما لا نهاية، وأنه سيتخذ القرارات الوطنية التي يمليها عليه ضميره ومصلحة الوطن والمواطنين.
وأمل الرئيس سلام، حسب ما نقل عنه الزوار، أن ما يهم في تشكيل الحكومة هو أن تكون منتجة وفاعلة، وأن تحيّد البلد عن المشكلات الخطيرة الحاصلة في المنطقة.
وأضافت المصادر إلى "العرب اليوم" أن سلام اطّلع على دراسات وإحصاءات عدة تقول "إن أكثرية الشعب اللبناني تتطلع الى حكومة محايدة لا تنغمس في القضايا الخلافية الكبرى التي ينقسم بشأنها السياسيون، وإن المهم أن تدير الملفات الاجتماعية والاقتصادية وملف التعيينات الإدارية، وملء الشواغر في مواقع حساسة لوضع حد للرشاوى التي بلغت حدودًا معلنة في بعض المواقع، وبات لكل معاملة وخصوصَا في المؤسسات الخدماتية والتي تتعاطى مع قضايا الناس اليومية سعر شبه محدد".