صنعاء ـ علي ربيع أقدم عناصر يعتقد أنها من تنظيم"القاعدة" في اليمن، على اغتيال ضابط في المخابرات اليمنية، الأربعاء، في محافظة لحج جنوب البلاد، بعد أقل من يوم واحد على مقتل ثلاثة طيارين يمنيين في حادثة مماثلة، في المحافظة نفسها، فيما أعلنت السلطات اليمنية اعتقال مشتبه به في اغتيال الطيارين.يأتي ذلك بالتزامن مع تنديد الرئيس  اليمني عبد ربه منصور هادي بـ"أعمال الإرهاب" المتزايدة في بلاده، وتأكيده استمرار عملية التحري والبحث عن المكان الذي يحتجز فيه ثلاثة غربيين كانوا اختطفوا في كانون الأول/ديسمبر الماضي من وسط العاصمة صنعاء، وتم تسليمهم، كما يرجح لمسلحي تنظيم"القاعدة". وأكدت مصادر أمنية في محافظ لحج لـ"العرب اليوم" أن مسلحين مجهولين يرجح أنهما من عناصر تنظيم"القاعدة" أقدما على إطلاق النار على ضابط في الأمن السياسي(المخابرات اليمنية)، يدعى محمد أحمد الكوبي، أثناء تواجده في وسط مدينة الحوطة(مركز محافظة لحج)، مستخدمين مسدساً كاتماً للصوت، ما أدى إلى مقتله على الفور، قبل أن يلوذا بالفرارعلى متن دراجة نارية". وتأتي هذه الحادثة بعد أقل من يوم على اغتيال ثلاثة طيارين يمنيين في محافظة لحج نفسها، على يد مسلحين  كانا يستقلان دراجة نارية، يعتقد أنهما من مسلحي  التنظيم، أكدت السلطات اليمنية، الأربعاء، أنها ألقت القبض على واحد من المشتبه بهما في اغتيال الطيارين الثلاثة.  وقال موقع وزارة الدفاع اليمنية على الانترنت"‘إن أجهزة الأمن تمكنت من إلقاء القبض على واحد من المتهمين وشهرته "الصاروخ"، مضيفاً أن" عمليتا البحث والتحري جاريتان عن بقية المتهمين بارتكاب هذه الجريمة الإرهابية البشعة للقبض عليهم وإحالتهم إلى أجهزة العدالة لينالوا جزائهم الرادع".  وينشط تنظيم"القاعدة" في مناطق وسط وجنوب وشرق اليمن، وتمكن الجيش اليمني في منتصف العام الماضي2012، من طرد مسلحي التنظيم من مدن في أبين، وشبوة الجنوبيتين، كان قد استولى عليها لمدة 15 شهرا،ً وأعلن فيها قيام إمارة إسلامية، كما يعتقد بمسؤولية عناصره عن تنفيذ عمليات اغتيال طالت العشرات من الضباط اليمنيين في الجيش والأمن خلال العام الماضي وهذا العام، باستخدام الدراجات النارية. وندد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، الأربعاء بـ"الأنشطة الإرهابية" المتزايدة في بلاده، مؤكداً أن البحث لايزال جارياً  عن زوجين فلنديين  وثالث نمساوي، كانوا اختطفوا من وسط العاصمة صنعاء، في كانون الأول/ديسمبر، وتم اقتيادهم إلى مكان مجهول بحوزة عناصر من تنظيم"القاعدة"، لم يتسن الكشف عنه. وترأس هادي، اجتماعاً لأعضاء مؤتمر الحوار الوطني الشامل، لمناسبة بدء النزول الميداني لأعضاء الحوار إلى المحافظات اليمنية في سياق تعرفهم على احتياجات المجتمع، وتلبيتها ضمن مخرجات مؤتمر الحوار الوطني المنعقد في صنعاء منذ 18 آذار/مارس، في سياق تنفيذ متطلبات العملية الانتقالية وبنود اتفاق التسوية السياسية المعروف بـ"المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة". وتحدث هادي، طبقاً لما نقلته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، خلال الاجتماع حول مجموعة من القضايا المتصلة بالأمن والاستقرار والأوضاع الاقتصادية ومواجهه الإرهاب، مؤكداً" أن الجهات الأمنية تتابع الإرهابيين الخاطفين للفلنديين والنمساوي من مكان إلى مكان". وقال "إننا نحرص على سلامتهم ونتوخى الحذر من أجل تخليصهم بسلام وعودتهم إلى بلدانهم "، معربا عن أسفه لمثل هذه الحوادث الإرهابية التي قال إنها" تلحق الضرر بسمعة اليمن وتزعزع أمنه واستقراره". وطلب الرئيس اليمني من القوى المجتمعية في بلاده، التعاون مع السلطات في ملاحقة"الإرهابيين" وقال" تعاون القوى المجتمعية في هذه المرحلة التاريخية مطلوب ونحن نعول على تلك القوى أن تنبذ وجود الإرهابيين في مناطقها وعليها إبلاغ الدولة والجهات المختصة عن مكان تواجدهم"، في إشارة منه إلى الغطاء القبلي الذي توفره بعض المناطق القبلية في اليمن لمسلحي تنظيم"القاعدة". واستهجن الرئيس اليمني أعمال تنظيم"القاعدة" في اليمن، وقال إن تلك الأعمال "ليست من الدين في شيء وإنما هي أعمال إجرامية وإرهابية يندى لها الجبين "، محذرا في الوقت نفسه "من مغبة التسليم بمطالب الإرهابيين"، في إشارة منه إلى رفض  التفاوض مع الخاطفين لتلبية شروطهم أو دفع فدية لهم، كما حصل مع المختطفة السويسرية في وقت سابق على يد المخابرات القطرية التي دفعت فدية لتحريرها عن طريق وسطاء قبليين وبدون علم السلطات اليمنية.