رئيس جمهورية الكوت ديفوار الحسن واتارا ورئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان
بيروت ـ جورج شاهين
توافق رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان ورئيس جمهورية الكوت ديفوار الحسن واتارا على ضرورة تطوير العلاقات اللبنانية - الإيفوارية، والإفادة من الخبرات المتبادلة في مختلف الميادين، عبر تفعيل الاتفاقات القديمة وتوسيع مجالات التعاون بغية التوصل إلى شراكة حقيقية بين البلدين، من شأنها أن تخدم مصالح
البلدين الوطنية بإنصاف واحترام متبادل، بينما أكد سليمان خلال استقباله في مقر الإقامة وفد السفراء العرب المعتمدين في الكوت ديفوار، الذين تحدث باسمهم عميد السلك الدبلوماسي في كوت ديفوار سفير فلسطين مرحبًا ومنوهًا بالزيارة وبأهميتها، أن العرب لا تنقصهم القوة العسكرية ولا الاقتصادية، ولبنان رغم صغر حجمه وتواضع قوته استطاع مواجهة إسرائيل، وطالما أن بؤرة التوتر قائمة في المنطقة من خلال التعنت الإسرائيلي سيبقى الاعتدال مفقودًا، ويصعب أن تأخذ الديمقراطية مكانها الحقيقي في المنطقة.
وشدّد الرئيس سليمان على ضرورة تشجيع الحوار والتفاهم على المستوى الوطني، وتعزيز السلام المرتكز على العدالة على المستوى الدولي، والعمل معًا لمواجهة تهديدات الارهاب المتمادية مشيرًا إلى أن هذا يفترض تعزيز عمليات حفظ السلام، والحؤول دون نشوب النزاعات في منطقة الساحل كما في مجمل غرب أفريقيا.
وجدد التأكيد على أن الجيش اللبناني تقع على عاتقه منع كل المظاهر التي تشكل خرقًا لإعلان بعبدا، ونحن معنيون ومسؤولون عن منع تسلل السلاح والمسلحين عبر الحدود بين لبنان وسورية.
وأكد الرئيس واتارا نية بلاده العمل على إعادة فتح سفارة للكوت ديفوار في بيروت، ولفت الى أن اللبنانيين يشاركون بطريقة مهمة وفاعلة وإيجابية في الوضع الاقتصادي والتطور الاجتماعي والانمائي للكوت ديفوار، مؤكدًا التزام بلاده تمتين علاقات الروابط والتعاون الثنائي.
جاءت مواقف الرئيسين سليمان وواتارا في خلال مؤتمر صحافي مشترك عقداه في ختام محادثات رسمية، شارك فيها عن الجانب اللبناني الوفد الرسمي المرافق، أما عن الجانب الإيفواري فشارك عدد من الوزراء منهم وزيرا الخارجية والداخلية.
وكان الرئيس سليمان وصل والوفد الرسمي المرافق الحادية عشرةً صباح الجمعة، الى القصر الرئاسي في ابيدجان، حيث كان في استقباله الرئيس الحسن واتارا.
وبعد مراسم التشريفات، بدأت المحادثات الرسمية باجتماع موسع تم التداول في خلاله في سبل تفعيل العلاقات الثنائية وتطويرها، وتلاه لقاء ثنائي، ثم توقيع اتفاقات تعاون في المجال الزراعي، والسياحي والصحة العامة، والتعليم العالي والبحث العلمي، ومشروع اتفاق بشأن النقل الجوي.
وإثر المحادثات تلا وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور ونظيره الإيفواري بيانًا مشتركًا قال إن الرئيسين شددا على ضرورة تعزيز الإطار المؤسساتي لتعاونهما، من خلال إعادة تفعيل الاتفاق الموقّع في أيار/ مايو 2009، والذي ينص على إنشاء اللجنة العليا المشتركة للتعاون.
ولهذه الغاية، وقّعا على نتائج أعمال وزرائهما بشأن الكثير من مسائل التعاون، منها: التوقيع على ستة (6) اتفاقات، الاتفاق المتعلق بالجرائم؛ الاتفاق المتعلق بحماية العمال؛ الاتفاق في مجال الصحة؛ الاتفاق في المجال الزراعي؛ الاتفاق في مجال السياحة؛ الاتفاق في مجال التعليم العالي والبحث العلمي. والكثير من مشاريع الاتفاقات في مجالات التعاون الثنائي، التي تتصل بالمسائل السياسية والأمنية.
وأطلع الرئيس الحسن واتارا الرئيس ميشال سليمان على التقدّم الذي تمّ إحرازه على صعيد عملية المصالحة الوطنية، وإعادة إعمار الكوت ديفوار.
وحيّا الرئيس سليمان عودة السلام والاستقرار إلى الكوت ديفوار، وأعرب عن دعمه للرئيس الحسن واتارا، وللحكومة والشعب الإيفواريين على جهودهم في إعادة الإعمار، والنهوض الاقتصادي للبلد.
وأعاد الرئيسان التأكيد على أنه لا يمكن تحقيق التطوّر والتقدم من دون الاستقرار الداخلي وشبه الإقليمي.
وأقرّا الحاجة إلى تعاون متزايد على مستوى الشرطة، من أجل مكافحة الأشكال الجديدة للجريمة، كالإرهاب والجرائم الإلكترونية والقرصنة البحرية.
وفي ما يتعلق بمعاملة المهاجرين، اتفق الرئيسان على إيلاء اهتمام خاص لتسوية هذا الملف.
وتعهّد الوفدان تعزيز تعاونهما في المجالات الآتية التي تحمل إمكانات كبيرة: التجارة والصناعة والمياه والغابات والموارد الحيوانية والسمكية والمناجم والنفط والطاقة والنقل والتربية والثقافة والفرانكوفونية وتعزيز الشباب والرياضة.
وفي ما يتعلّق بمشاريع اتفاقات التعاون المحدّدة لاحظ الرئيسان أن البلدين تبادلا الكثير من مشاريع اتفاقات التعاون.
وأثنى الرئيسان على الدور الإيجابي الذي تلعبه المجموعة الاقتصادية لتنمية غرب أفريقيا CEDEAO في تسوية النزاعات في منطقة غرب أفريقيا.
واشاد الرئيس اللبناني ميشال سليمان بالدور الاستثنائي والحاسم الذي يواصل رئيس جمهورية الكوت ديفوار الحسن واتارا الاضطلاع به بصفته رئيس الـ CEDEAO، في حل النزاعات شبه الإقليمية، كما هنّأه على إعادة انتخابه رئيسًا لهذه المؤسسة.
وعلى الصعيد الدولي، أشاد الرئيسان بقرب وجهات نظرهما بشأن المسائل المتعددة الجوانب، وتوافقا على تنسيق سياساتهما أكثر فأكثر في المحافل الدولية والمنظمات الإقليمية وشبه الإقليمية.
ووجّه الرئيس العماد ميشال سليمان دعوة الى الرئيس الحسن واتارا للقيام بزيارة رسمية الى لبنان، وقد قُبِلَت الدعوة، وسيتم تحديد موعدها بالقنوات الدبلوماسية.
بعد ذلك عقد الرئيسان سليمان وواتارا مؤتمرًا صحافيًا مشتركًا ألقى في مستهله الرئيس سليمان البيان الآتي: أجريت مع الرئيس واتارا جولةً من المحادثات المفيدة والمثمرة، تناولت الوسائل الكفيلة بتوطيد علاقات الصداقة والتعاون بين بلدينا، على الصعد السياسية والاقتصادية والثقافية، كما استعرضنا التطوّرات الحاصلة على الصعيدين الاقليمي والدولي، والتي من شأنها أن تؤثر على السلام والاستقرار والأمن في منطقتينا.
نوّهنا بالدعم السياسي الذي يتبادله بلدانا على الصعيد الدولي من أجل تغليب حقوقهما، وصون سيادتهما وسلامة أراضيهما واستقرارهما، على قاعدة المبادئ الناظمة للديمقراطية ومقتضيات القانون.
انطلاقًا من إدراكنا لأهمية الاستقرار من أجل دفع قضية التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة قدمًا في منطقتينا وبلدينا على التوالي، شدّدنا على ضرورة تشجيع الحوار والتفاهم على المستوى الوطني، وتعزيز السلام المرتكز على العدالة على المستوى الدولي، والعمل معاً لمواجهة تهديدات الإرهاب المتمادية. هذا يفترض تعزيز عمليات حفظ السلام، والحؤول دون نشوب النزاعات في منطقة الساحل كما في مجمل غرب أفريقيا؛ إضافةً إلى إعادة إطلاق العملية الآيلة إلى إيجاد حل عادل وشامل لأوجه الصراع العربي-الاسرائيلي كافة، وخاصةً المشكلة الفلسطينية، على قاعدة قرارات الشرعية الدولية.
كذلك، سوف نعمل على تفعيل الاتفاق الموقع العام 2009 والمتعلقة بإنشاء لجنة عليا مشتركة، لمتابعة المسائل ذات الاهتمام المشترك.
أخيرًا، أكّد لي الرئيس واتارا قراره القاضي بإعادة فتح سفارة الكوت ديفوار في بيروت، وسرّني أن أوجّه له دعوة للقيام بزيارة رسمية إلى لبنان في أقرب فرصة ممكنة.
ثم تحدث الرئيس واتارا فقال: أشكر الرئيس سليمان على اختياره الكوت ديفوار كإحدى المحطات في جولته الأفريقية، ولنا كل الشرف باستقبالكم، وقد لمستم ذلك من خلال الاستقبال الحار الذي شهدتموه لكم وللوفد المرافق. وقد اتفقنا على أن نقوم بكل ما من شأنه تقوية العلاقات الثنائية، وأود أن انوه أيضًا باللقاءات التي تحصل بين الجانبين على المستوى الرسمي، وكذلك بين كبار المسؤولين من القطاع الخاص.
وأؤكد أننا عبّرنا عن نيتنا في العمل على إعادة فتح سفارة الكوت ديفوار في بيروت، التي أقفلناها العام 1988 لسبب الاحداث آنذاك، وذلك قبل اواخر العام الجاري.
وهذا ما قلته لوزير الخارجية، والذي يعبر عن إرادتنا في هذا الاتجاه، ويدل على تطوير التعاون والعلاقات بيننا. وهناك اجتماع للجنة المشتركة الذي سيحصل في يونيو/ حزيران المقبل سيساعد في إعادة تفعيل الاتفاقات وتحريك الملفات. ولديّ شرف كبير بأن أزور لبنان في أقرب وقت ممكن.
ثم دار حوار مع الرئيسين سليمان وواتارا، فسئل الرئيس سليمان: اشتعلت، الخميس، الحدود السورية اللبنانية السورية وهذا شكل قلقاً للمجتمع الدولي. ووزارة الخارجية السورية أيضًا أصدرت بيانًا قالت فيه أنه لا يمكن أن تبقى على سياسة ضبط النفس إلى ما لا نهاية، وهددت بضرب مجموعات مسلحة في عمق الاراضي اللبنانية. فما هو موقف الدولة اللبنانية؟
أجاب: بيان وزارة الخارجية السورية قيد الدرس، ونحن بصدد تحديد الموقف المناسب حياله. لقد اعتمد لبنان سياسة النأي بالنفس حيال الأحداث السورية، وهذا الموقف ترجم في إعلان بعبدا، والموقف المتخذ هو سياسة الحياد عن الأحداث السورية، وهو الموقف الذي اتخذ في جامعة الدول العربية ومجلس الأمن وكل المحافل والمؤتمرات الدولية. فلبنان وبحسب هذا الإعلان لن يسمح أن يكون ممرًا للسلاح والمسلحين عبر حدوده. ولا إقامة قواعد عسكرية او بؤر أمنية للمسلحين على أرضه من كل الاتجاهات.
إن الجيش اللبناني تقع على عاتقه منع كل هذه المظاهر التي تشكل خرقًا لإعلان بعبدا، ونحن معنيون ومسؤولون عن منع تسلل السلاح والمسلحين عبر الحدود بين البلدين.
وسئل الرئيس واتارا: هذه الزيارة الرسمية هي الأولى لرئيس جمهورية لبنان إلى الكوت ديفوار، حيث يوجد الجالية اللبنانية الاكثر فاعلية. هل تستطيع أن تعد اللبنانيين الموجودين هنا بتحسين أوضاعهم بعد هذه الزيارة الرئاسية، خصوصًا لحل مشكلة الضرائب الإضافية وتوفير التسهيلات؟
أجاب: زيارة الرئيس سليمان ليست مهمة فقط بالنسبة إلى كوت ديفوار بل أيضًا مهمة للجالية اللبنانية هنا. والكوت ديفوار، إذا لم أخطئ أنها الدولة الرابعة التي استقبلت لبنانيين بعد البرازيل وكندا وكولومبيا، وهنا 100 ألف من أصل لبناني، يشاركون بطريقة مهمة وفاعلة، وإيجابية في الوضع الاقتصادي والتطور الاجتماعي والانمائي. ونعوّل كثيرًا على ذلك، ونحن ملتزمون تمتين الروابط والتعاون، وسنعمل لإعادة فتح سفارتنا في لبنان، ونحن نرغب في توفير التسهيلات لهذا التعاون، وتقويته.
وفي المجال الاقتصادي، أعلنت مساء الخميس، أن هناك 3 آلاف مؤسسة وشركة لبنانية، أو لأشخاص من أصول لبنانية في كوت ديفوار، وهي تشغّل 300 ألف شخص أو أكثر، ما يساعد في رفد الاقتصاد بالكثير من الاموال. وفي موازنة الدولة، بما يناهز 15 % منها. نحن نتعامل مع كل الشركات بعدالة، وأنا أعترف بأن ثمة أخطاء حصلت في الماضي، ولكننا سنعمل ونعمل من أجل تصحيحها، وأنا أفهم سؤالكم بالنسبة إلى بعض الضرائب، وبالنسبة إلى تضرر عدد قليل من المؤسسات. لكن هناك مؤسسات ايفوارية، ليس فقط لبنانية تضررت، وأما الهدف فهو العمل بكل شفافية. ونتوخى السير بمفهوم ضرائبي صحيح وشفاف وواضخ وعادل ومفيد، ولا نرغب في توسيع الضرائب، بل باعتماد الضرائب المحددة، ونحن ملتزمون العمل لتطوير وتعزيز الاقتصاد، وتمكين الشركات من العمل بكل فاعلية في هذا المجال.
إن سياستنا، وترتيباتنا الضريبية هي نفسها للشركات اللبنانية، كما الفرنسية وكما الايفوارية. وأشير ايضًا إلى أن المجلس الاقتصادي/ الاجتماعي، سيكون فيه مقعد دائم لرئيس غرفة التجارة والصناعة اللبنانية، ومقعد دائم للغرفة الفرنسية، وبما أنهما فاعلان ومتعاونان معنا، فنحن في حاجة إلى نصائحهما واستشاراتهما الدورية.
سئل الرئيس واتارا: تقولون إن الجالية اللبنانية هنا تشارك في الاقتصاد الايفواري بأكثر من 30% وتريدون أيضا تطوير هذا التعاون، أليس في ذلك مشكلة بالنسبة الى الاقتصاد الايفواري.
أجاب: كما تعلمون عندما نتحدث عن الجالية اللبنانية وفاعليتها، نتحدث بشكل عام، ونفترض أن من يعمل لدى الشركات اللبنانية، 15% منهم هم من الايفواريين، وإذا كان اللبنانيون يشكلون 30% من الاقتصاد، فهذا بالنسبة إليّ ليس مقلقًا. وأعتقد أن الايفواريين يتقدمون أكثر فأكثر في اتجاه تطوير اقتصادهم، ونحن نعمل للتسهيل للايفواريين كي يتقدموا في مختلف المجالات. إذًا، كلما كبرت ثقتنا في مشاركة الشباب بشكل أقوى في النهضة والتطور الاقتصادي تقدم الإنماء في كوت ديفوار.
وسئل الرئيس سليمان، عما قاله في السنغال عن مخططات لأخذ دور اللبنانيين والعرب في دول أفريقية.
أجاب: أريد التوضيح. هناك منافسة إسرائيلية للبنانيين في بعض دول أفريقيا، خصوصًا لأن اللبنانيين يحملون ويدعمون القضية الفلسطينية.
وأشار سليمان إلى أن الافارقة متعطشون لرؤية العرب عندهم أكثر مما هم يريدون رؤية إسرائيل. وقال إننا لا نلومهم إذا فتحوا الأبواب أمام إسرائيل لأننا غائبون عنهم، وشدد على ضرورة إعادة الأولوية للقضية الفلسطينية لأنها القضية المحورية العربية.
ورد الرئيس سليمان مشيرًا الى الاهتمام الرسمي والشعبي بهذه الزيارة لأنها أول زيارة لرئيس عربي إلى الكوت ديفوار، وأمل في أن يقوم العرب بمثل هذه الزيارات، وأبدى أسفه لأن الجامعة العربية ليس لها مكاتب في دول أفريقيا.
وتحدث الرئيس سليمان عن الصراع الدولي القائم على أفريقيا بسبب خيراتها، مركزًا على التغلغل الإسرائيلي في القارة، وفي كل مفاصل إدارات وأجهزة أمن واقتصاد الكثير من الدول فيها.
وقال: من الضروري أن يفكر العرب في أفريقيا أكثر، وهم قادرون على الدخول إلى هذه القارة أكثر من إسرائيل أو الغرب، والعرب لديهم القدرة أكثر من غيرهم على التفاهم والانسجام مع أفريقيا.
وأضاف: يجب أن ندافع عن حضورنا كعرب في أفريقيا. وأن نؤكد أمام الأفارقة على وحدة موقفنا بما ينسجم مع مواقف الجامعة العربية المعلنة، وأنا أعتبر نفسي هنا ممثلاً لكل الإخوة الرؤساء العرب في هذه الزيارة.
والأفارقة متعطشون لرؤية العرب عندهم أكثر مما هم يريدون رؤية إسرائيل. ولا نلومهم إذا فتحوا الأبواب أمام إسرائيل لأننا غائبون عنهم، وشدد على ضرورة إعادة الاولوية للقضية الفلسطينية، لأنها القضية المحورية العربية.
وقال: العرب لا تنقصهم القوة العسكرية ولا الاقتصادية، ولبنان رغم صغر حجمه وتواضع قوته استطاع مواجهة إسرائيل، وطالما أن بؤرة التوتر قائمة في المنطقة من خلال التعنت الإسرائيلي سيبقى الاعتدال مفقودًا، ويصعب أن تأخذ الديمقراطية مكانها الحقيقي في المنطقة.
ثم استقبل الرئيس سليمان وفدًا من ممثلي رؤساء الطوائف الروحية والدينية في الكوت ديفوار، الذين أجمعوا على أهمية الزيارة التاريخية وعلى حرارة الاستقبال الرسمي والشعبي، وأشادوا بالدور المهم للجالية اللبنانية.
ورحب الرئيس سليمان بالوفد منوهًا بدورهم ودور أبناء الجالية، شاكرًا للرئيس واتارا والحكومة والشعب الإيفواري اهتمامهم، لافتًا إلى أن هذه الزيارة فتحت طريقًا جديدًا لتعميق العلاقات وتوسيع آفاقها، وأبرز محطاتها ستكون زيارة مرتقبة للرئيس واتارا إلى لبنان، وقرار إعادة فتح سفارة لبلاده في بيروت.
ودعا الرئيس سيلمان جميع اللبنانيين، روحيين ومدنيين، الموجودين في هذه البلاد إلى التضامن في ما بينهم، وتوثيق علاقاتهم وعيشهم المشترك والوفاء لهذه البلاد التي استضافتهم، من دون أن ينسوا الوفاء لوطنهم الأم.
ثم استقبل الرئيس سليمان وفدًا من رؤساء الجمعيات والهيئات والمدارس والأحزاب اللبنانية، وأثنى على الدور الذي يقومون به في هذه المنطقة، وظهر ذلك من خلال استقبال الإخوة في الكوت ديفوار ولهفة المسؤولين هنا للتعرف على الدولة اللبنانية، وقال إن "هذه الزيارة هي فاتحة خير على لبنان وعليكم.
وأشار إلى أن العرب يعتبرون الجالية اللبنانية قاطرة لهم، لأنهم يعتبرون مؤسساتكم وأنديتكم ركيزة لهم، يلجؤون إليها عند الحاجة. ونعدكم بمتابعة كل مطالبكم".
ثم قدم الرئيس سليمان لكل من السفير علي العجمي، ولرئيس الجالية اللبنانية في الكوت ديفوار نجيب زهر، ومدير مكتب الميدل إيست في الكوت ديفوار سيّد جواد الموسوي درعًا رئاسيًا. ثم قدم السيد زهر هدية تذكارية للرئيس سليمان.
والتقى رئيس الجمهورية الهيئة الإدارية لغرفة التجارة والصناعة اللبنانية في الكوت ديفوار، الذين هنأهم وهنأ جميع اللبنانيين من خلالهم على التقدير الإيفواري الكبير لمكانتهم في المجتمع والاقتصاد في هذه البلاد، والذي يترجم بحسن العلاقة مع المسؤولين الإيفواريين.
وأبرق الرئيس سليمان مهنئًا من الكوت ديفوار إلى البابا الجديد فرنسيس، متمنيًا التوفيق في رسالته الجديدة في خدمة الكنيسة والعالم. وجاء في برقيته:
"بغبطة كبرى تلقيت نبأ اختياركم خليفة المسيح الـ 266، ويطيب لي باسمي الشخصي واسم الشعب اللبناني أن أتقدم إليكم بأحرّ التهاني.
وعلى هامش الزيارة الرسمية التى يقوم بها الرئيس العماد ميشال سليمان إلى ساحل العاج، التقى عضو الوفد الرسمي المرافق لرئيس الجمهورية مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم، الجمعة، وزير داخلية ساحل العاج حامد باكايوكو، وعرض معه القضايا الأمنية المشتركة وسبل تعزيز التعاون بينهما، كما بحثا أوضاع جالية ساحل العاج والجالية اللبنانية في كلا البلدين.
يُشار إلى أن اللواء ابراهيم كان قد عقد لقاءات عدة مع نظرائه قادة الأجهزة الأمنية، فور وصوله الى ساحل العاج، مساء الخميس.