دمشق ـ جورج الشامي قالت مصادر دبلوماسية فرنسية إن اجتماعاً لوزراء خارجية مجموعة الدول الـ11 لأصدقاء الشعب السوري، سيعقد في العاصمة القطرية الدوحة السبت لبحث سبل تقديم مساعدة عسكرية إلى مقاتلي المعارضة السورية, وقالت مصادر أميركية إن عمليات تسليح المعارضة السورية بإدارة أميركية ستبدأ في أي لحظة، وصوّر متحدث المشهد "وكأن الطائرات تمّ تحميلها بالأسلحة والذخائر وتنتظر على مدرّج المطار وتنتظر الوقود فقط"، فيما ذكرت مصادر دبلوماسية موثوقة أن رئيس فريق التفتيش الدولي للأسلحة الكيماوية في سورية، اكي سلستروم، سيقوم بزيارة إلى تركيا الأسبوع المقبل، لإجراء مزيد من التحقيقات في استخدامات الأسلحة الكيميائية خلال الأزمة الحالية المتفاقمة في سورية، بحسب ما ذكرت قناة "العربية"، الخميس 20 يونيو/حزيران.
وقالت مصادر دبلوماسية فرنسية إن اجتماعاً لوزراء خارجية مجموعة الدول الـ11 لأصدقاء الشعب السوري، سيعقد في العاصمة القطرية الدوحة السبت لبحث سبل تقديم مساعدة عسكرية إلى مقاتلي المعارضة السورية. وتتكون المجموعة من كل من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا والأردن والسعودية وقطر والإمارات وتركيا ومصر، وقالت هذه المصادر إن اجتماعاً على مستوى الخبراء سيعقد الجمعة للإعداد للقاء وزراء الخارجية.
وفي وقت أكد فيه الرئيس الأميركي باراك أوباما في برلين الأربعاء أن بلاده مع تسوية سياسية في سورية، أعلن "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والتغيير" احتفاظه "بحق استخدام الوسائل كافة للوصول إلى ذلك، وعلى رأسها العمل العسكري".
وفي هذا الإطار برز تطور أمني لافت في مدينة اللاذقية الساحلية، حيث سمع صوت انفجار مدوٍّ قرب موقع عسكري تابع للقوات الحكومية، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "سانا" عن مصدر سوري مسؤول قوله إن الانفجار نجم عن خطأ فني وأسفر عن وقوع 6 جرحى، إصاباتهم طفيفة.
في غضون ذلك، شهدت العملة السورية تدهوراً جديداً غير مشهود في الأيام الأخيرة. ويتوقع خبراء اقتصاديون أن يصل سعر صرف الدولار الواحد إلى 300 ليرة سورية مطلع شهر رمضان المقبل، أي 6 أضعاف ما كان عليه سعر الصرف قبيل الثورة في مارس (آذار) 2011.
وقالت مصادر أميركية إن عمليات تسليح المعارضة السورية بإدارة أميركية ستبدأ في أي لحظة، وصوّر متحدث المشهد "وكأن الطائرات تمّ تحميلها بالأسلحة والذخائر وتنتظر على مدرّج المطار وتنتظر الوقود فقط".
وبدأت تبرز معالم القرار الأميركي منذ الخميس الماضي، عندما أعلنت إدارة أوباما أنها ستقدّم المساعدة العسكرية للقيادة العسكرية الموحّدة والجيش الحرّ، فقد طلب الأميركيون من الأطراف الإقليميين ممن يساعدون الثوار السوريين بوقف الشحن الأحادي، والامتناع عن إيصال أي شحنات من الذخائر أو الأسلحة الى الفصائل المنتشرة على الأراضي السورية وتحارب النظام السوري.
ويريد الأميركيون من هذه الخطوة منع تأثير الأطراف الإقليمية على القيادة الموحّدة لأسباب سياسية كما يريدون التأكد من ضبط الثوار تحت قيادة الجيش الحرّ والأهم أن الأميركيين يريدون منع الأطراف أو الأشخاص من إيصال أي ذخائر أو أسلحة أو أموال الى عناصر جبهة النصرة ويعتبرها الأميركيون تنظيماً إرهابياً وإحدى جماعات القاعدة.
وبدا واضحاً خلال الشهر الماضي أن البريطانيين والفرنسيين أخذوا المبادرة في دعم الثوار السوريين وسبقتهم كل من السعودية وقطر وتركيا والآن يريد الأميركيون تولّي إدارة العمليات من جهتين، تنظيم المساعدات وضبط قيادة وقرارات المجلس الموحّد.
وكان من اللافت أن إدارة أوباما حين أعلنت قرارها بتقديم الدعم العسكري، لم تتحدث عن توفير السلاح الأميركي للمعارضة السورية، وهي لم تقدّمه حتى الآن، لكن معلومات "العربية.نت" تؤكد أن الكونغرس الأميركي أقرّ طلب الإدارة بمساعدات عسكرية تتخطى 150 مليون دولار أميركي، وأن الولايات المتحدة ستقدّم وتنظّم تسليح الجيش السوري الحرّ ويشمل هذا التسليح صواريخ مضادة للطائرات وصواريخ مضادة للدروع ووسائل اتصال متطوّرة، وتلتزم الولايات المتحدة بتقديم وتنظيم الذخائر بدون توقّف أو انقطاع من لحظة إطلاق عملية التسليح بإدارتهم، وهذا ما يجب أن يبدأ في أي لحظة، فـ "الطائرات تمّ تحميلها بالأسلحة والذخائر وتنتظر على مدرّج المطار وتنتظر الوقود فقط" كما وصف المشهد مصدر يعمل على تنظيم هذه العمليات بين وزارة الدفاع ووكالة الاستخبارات المركزية والمعارضة السورية.
ويرى الأميركيون أن النظام السوري نجح في السيطرة على منطقة متواصلة تبدأ من درعا صعوداً الى دمشق وشمالاً إلى حمص وحماه وحلب وغرباً الى البحر، ومع السيطرة على القصير فتح طريق الإمداد الدائم بالرجال والعتاد مع حزب الله، وقطع الطريق على داعمي المعارضة السورية عن طريق لبنان.
ويخشى الأميركيون من اتخاذ النظام السوري وأعوانه قراراً بمتابعة التقدّم لكسر المعارضة السورية المسلّحة، خصوصاً أن روسيا مصرّة على متابعة تسليح نظام بشار الأسد، وردّاً على ذلك، يريد الأميركيون التأكد من أن الجيش الحرّ لن يصاب بهزيمة عسكرية أخرى خصوصاً في حلب أو على الحدود الأردنية السورية، وتهدف استراتيجية الأميركيين إلى وقف اندفاع النظام وخلق بؤر استنزاف له.
فيما تشمل المرحلة الأخيرة من دعم الأميركيين للمعارضة السورية تقديم أسلحة متطوّرة قادرة على ضرب وتدمير مراكز القيادة التابعة لألوية النظام السوري ووزارة الدفاع، وتوفير الاستطلاع المباشر، وربما فرض منطقة حظر جوّي وإن جزئية.
ويرى الأميركيون أن التقدّم من مرحلة الى مرحلة في التسليح يتمّ فقط لو نجحت الولايات المتحدة في "إدارة المعركة" وحصل شيء ما لا يمكن السكوت عنه.
وذكرت مصادر دبلوماسية موثوقة أن رئيس فريق التفتيش الدولي للأسلحة الكيماوية في سورية، اكي سلستروم، سيقوم بزيارة إلى تركيا الأسبوع المقبل، لإجراء مزيد من التحقيقات في استخدامات الأسلحة الكيميائية خلال الأزمة الحالية المتفاقمة في سورية، بحسب ما ذكرت قناة "العربية"، الخميس 20 يونيو/حزيران.
وستركز زيارة سلستروم، الأسبوع المقبل إلى تركيا، وفقاً لمصادر "العربية"، بالدرجة الأولى على الحديث إلى الأطباء السوريين في مخيمات اللاجئين.
وواجه رئيس فريق التحقيق الدولي في استخدامات الأسلحة الكيماوية في سورية، مؤخراً انتقادات كثيرة من الدول الغربية لاعتماده وبصورة رئيسية على معلوماتهم الاستخباراتية.
ويعتبر بعض الدبلوماسيين أن زيارة العالم والمحقق السويدي سولستروم إلى تركيا، بمثابة أول تحقيق حقيقي يقوم به رئيس فريق التحقيق بالحديث إلى الأطباء السوريين كشهود عيان عالجوا من تعرضوا للهجمات الكيمياوئية أثناء عملهم في المستشفيات.
وعلمت "العربية" أيضاً أن سلستروم سيزور بعد تركيا، لبنان والأردن بحثاً عن مزيد من الشهود من الأطباء السوريين.
أما الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، فهو يأمل أن تسمح الحكومة السورية للمحقق السويدي بدخول أراضيها أثناء وجوده في المنطقة الأسبوع المقبل، باحثاً عن الأطباء السوريين في دول الجوار.
وقال بان كي مون "لديّ ثقة كبيرة في مصداقية وحرفية سلستروم وفريقه، فاستخدام أي طرف للسلاح الكيماوي يعتبر جريمة ضد الإنسانية. وبالنظر إلى خطورة الاتهامات باستخدام تلك الأسلحة وعواقبها الخطيرة، أناشد ثانية الحكومة السورية بالسماح لرئيس التحقيق سولستروم بدخول أراضيها، كما طلبنا منذ أمد طويل".
وأكدت مصادر "العربية" أن لدى واشنطن أدلة على استخدام الحكومة السورية أسلحة كيمياوئية ضد قوات المعارضة حتى وقت قريب في شهر مايو/أيار الماضي.
وقالت المندوب الدائم للولايات المتحدة في الأمم المتحدة سوزان رايس "أجرينا محادثات عدة مع الروس وهم يعرفون ما في حوزتنا، فنحن لدينا ثقة عالية بأدلتنا التي تثبت استخدام الحكومة السورية مرات عدة أسلحة كيماوية، بما في ذلك السارين، خلال فترة عامين ضد المعارضة. ومعلوماتنا الإضافية ستساهم في فهم فريق التحقيق لما حدث إذا سمحوا لهم (السلطات السورية) بالدخول".
وتتركز المطالبة الآن بإجراء التحقيقات على ما يوصف بالاستخدامات الأخيرة للأسلحة الكيمائية في مايو/أيار الماضي، وليس في الحالات السابقة التي تلاشت أدلتها بمرور الوقت.
 وقال المتحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، محمد أبو عساكر، إن إجمالي عدد اللاجئين السورين المسجلين لدى المفوضية منذ اندلاع الحرب في سورية قبل 27 شهراً، بلغ مليوناً و600 ألف شخص، موضحا أن "هذا العدد يشير إلى وجود لاجئ سوري كل 14 ثانية".
وأضاف أبو عساكر في تصريح له، الأربعاء، أن عدد اللاجئين السوريين الذين تم تسجيلهم لدى المفوضية خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2013، بلغ مليوناً و100 ألف لاجئ، وهو عدد اللاجئين ذاته حول العالم في عام 2012.
وجاءت تصريحات أبو عساكر بمناسبة صدور التقرير السنوي للمفوضية بشأن اللاجئين في العالم لعام 2012، حيث يؤكد التقرير أن الحرب في سورية رفعت عدد اللاجئين بشكل قياسي، لم يشهده العالم منذ قرابة 20 عاماً. وتقدر الأمم المتحدة عدد النازحين داخل سورية والفارين إلى مناطق أكثر أمناً بقرابة 4.25 مليون شخص.
ويشير التقرير إلى أنه خلال عام 2012، بلغ عدد اللاجئين خارج بلدانهم، والنازحين داخلها عبر العالم 7.6 مليون شخص، بينهم مليون و100 ألف لاجئ، و6 ملايين ونصف المليون نازح. ما يعني أن هناك لاجئاً أو نازحاً جديداً حول العالم كل 4 ثوان.
ويشير أحدث تقرير صادر عن المفوضية عن اللاجئين في العالم، إلى ارتفاع عدد المشردين في العالم إلى أكثر من 45 مليون لاجئ ونازح مع نهاية العام 2012، مقارنة مع قرابة 42 مليوناً ونصف المليون عام 2011. وتشمل هذه الأعداد 15.4 مليون لاجئ، و937 ألف طالب للجوء، و28.8 مليون شخص أجبروا على الفرار داخل حدود بلدانهم.
ويظهر التقرير أن الحروب لا تزال سبباً رئيساً في الهجرة واللجوء، إذ إن 55 في المائة من اللاجئين هم من خمس دول تشهد حروباً هي أفغانستان والصومال والعراق وسورية والسودان. كما يتحدث التقرير عن موجات نزوح جديدة من مالي، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وإثيوبيا.
وقال المفوض السامي لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس "هذه أرقام مقلقة حقاً، فهي تعكس معاناة الكثيرين على نطاق واسع، وكذلك الصعوبات التي تواجه المجتمع الدولي في منع الصراعات وتعزيز الحلول" التي تجنب اللاجئين هذه المعاناة.
ويشكل الأطفال دون سن 18 عاماً 46 في المائة من مجموع اللاجئين في العالم، حسب التقرير، الذي يؤكد أيضاً أن أكثر من 21 ألف طلب لجوء تم تقديمها خلال عام 2012 من أطفال، وهو أكبر عدد تسجله المفوضية في هذا الصدد حتى الآن.
وشهد العام 2012 وضع حد للجوء 2.7 مليون شخص، بينهم 526 ألف لاجئ و2.1 مليون نازح داخل بلدانهم. وقد تمكنت المفوضية من إعادة توطين قرابة 75 ألف لاجئ من هؤلاء في بلدان عدة.
كما شهد العام 2012 تغيراً طفيفاً عن عام 2011 في تصنيف الدول الأكثر استضافة للاجئين. فقد تربعت باكستان على رأس القائمة باستضافتها 1.6 مليون لاجئ، تليها إيران التي تستضيف أكثر من 868 ألف لاجئ، ثم ألمانيا التي لجأ إليها قرابة 590 ألف لاجئ.