الجزائر ـ حسين بوصالح أصدرت محكمة الجنايات لولاية بجاية شرق الجزائر، الأحد، حكم المؤبد في حق القياديين البارزين في تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، التي تحولت في العام 2007 إلى تنظيم "القاعدة" في بلاد المغرب الإسلامي بقيادة درودكال، وصدر الأمر  في حق (م.محمد) المكنى نوح أبو الأكوع و(ق.الصادق) المكنى أبو إسحاق، وتعد قضية القياديين من أكبر وأخطر القضايا التي عالجتها محكمة بجاية، وكانت النيابة العامة قد التمست حكمًا بالإعدام.
وتعود حيثيات القضية إلى عام 2006 لما توصلت فرق البحث والتحري للمركز الجهوي للتقصيات بالناحية العسكرية الخامسة، حيث تم توقيف القياديين أبو الأكوع وأبو إسحاق، وعُثر عند الأول على مسدس آلي من نوع بيريتا عيار 7.65 ملم و12 طلقة من نفس العيار وقنبلة دفاعية ف1، وعند الثاني عُثر على مسدس من نوع مالوان عيار 9 ملم واحد وثلاثين طلقة حية من نفس العيار وقنبلة دفاعية ف1.
وتأجلت جلسة محاكمة القياديين اللذين كانا يعملان تحت إمرة القيادي البارز عبد الرزاق البارا، عدة مرات كانت آخرها شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، بطلب من محامي المتهمين الذي قال إن أحد المتهمين مقبل على شهادة البكالوريا.
وامتد نشاط المتهمين حدود الجزائر، وهما ضمن القائمة المطلوبة لدى الإنتربول، والتحق أبو الأكوع بصفوف الجماعة الإرهابية سنة 1995 بطلب من عمه (م.عمر) بعدما توقف عن الدراسة سنة 1994، والتحق بالعناصر المسلحة بجبال البليدة كعضو دعم ورصد لقوات الأمن بالمنطقة، لكن عمه تم القضاء عليه في نفس السنة من قبل قوات الأمن وخوفًا من أن ينكشف أمره اختفى لمدة ستة أشهر كان ينتقل فيها بين ولايتي وهران والجلفة.
عاد نوح أبو الأكوع إلى البليدة، لكن سرعان ما غادرها إلى جبل مزين ببلدية الأربعاء، بعدما نقله الإرهابي المكنى حذيفة، أين خضع للتدريب على استخدام السلاح، ثم انقسمت المجموعة وتم تصفية القيادي (ز.محمد) من قبل جماعة منشقة تحت قيادة الأمير عنتر زوابري.
وخلال شهر تشرين الأول /أكتوبر انتقل رفقة البارا وأبو بلال الذي تم القضاء عليه عام 1999 ومصطفى الدركي المقضي عليه كذلك وهو ما حدث للمدعو لقمان في منطقة جرجرة بتيزي وزو، الذين كانوا في الطريق إلى منطقة باتنة لحضور ما سمي بـ"مؤتمر الوحدة"، لكنهم لم يتمكنوا من بلوغ منطقة باتنة لتطويقها من طرف أفراد الجيش.
وقرر البارا آنذاك  التوجه إلى سطيف، ثم جيجل وفي سنة 1999 حول إلى "سرية المهاجرين" المتمركزة في سور الغزلان في ولاية البويرة تحت إمرة الإرهابي "بواكرية عيسى"، حيث اشتركت هذه الجماعة مع جماعة البارا في نصب كمين لقوات الجيش في منطقة سور الغزلان وتم اغتيال 17 عسكريًا والاستيلاء على أسلحتهم.
وحسب ما جاء في قرار الإحالة، فإن القياديين المتهمين أبو الأكوع من مواليد 1977 وأبو إسحاق المولود  1979 منحدرين من بولاية البليدة.
تنقل أبو الأكوع في 1999 ثانية مع مجموعة إلى باتنة وحضر مؤتمر الوحدة الثاني وتم تعيين الإرهابي أبو مصعب عبد الودود أميرًا للجماعة السلفية للدعوة والقتال، و"عبد الرزاق البارا" أميرًا للمنطقة الخامسة، ثم تنقل رفقة حسان حطاب ومعهما 13 مسلحًا إلى منطقة جرجرة بتيزي وزو، وكان مريضًا ولم يشارك في أي عمل مسلح لمدة 10 أشهر.
وخلال 2001 تنقل من جرجرة رفقة سبعة مسلحين من بينهم "البارا" إلى تبسة، حيث بقي هناك لمدة سنة ثم قرر "البارا" التنقل إلى مالي فذهب رفقته وكان معهما حوالي 40 إرهابيًا، إذ تنقلوا من الوادي إلى حاسي مسعود واستولوا على 16 سيارة رباعية الدفع تابعة لشركة سونطراك استعملوها للتنقل إلى دولة مالي وبالضبط بمنطقة شوراط، مكثوا حوالي ثلاثة أشهر اشتروا خلالها رشاشين خفيفين وعشرين بندقية كلاشينكوف وقاذفين للصواريخ وكمية من الذخيرة، ثم تنقلوا إلى النيجر واشتروا أجهزة اتصال وألبسة، ثم عادوا إلى مالي.
وفي الطريق اشتبكوا مع قوات الجيش المالي، ومن ثم قتل ثلاثة جنود ماليين وجرح حوالي 12 جنديًا ومكثوا في مالي حوالي خمسة عشر يومًا عادوا بعدها إلى الجزائر، وبقي يتنقل بين باتنة وجبل بونعمان بتيزي وزو وبومرداس والأخضرية ومفتاح تحت إمرة القيادي "يوسف الطباخ" وانضم إلى "كتيبة خالد بن الوليد" بمفتاح، وزار أهله فيها، ثم انضم إلى "كتيبة الأنصار" بسيد علي بوناب، ثم تحول إلى "كتيبة طارق بن زياد" تحت إمرة القيادي "قالمي رشيد".
وتمكنت مصالح الأمن العسكري، التي قدمت من قسنطينة، من توقيف المتهمين داخل مقهى بسيدي عيش، بولاية بجاية سنة 2006.