الرئيس التونسي محمد المنصف المرزوقي ورئيس الوزراء الليبي علي زيدان
تونس - أزهار الجربوعي
رحب الرئيس التونسي محمد المنصف المرزوقي بمنح الائتلاف الوطني السوري المعارض مقعد سورية في الدورة الرابعة والعشرين للقمة العربية المنعقدة في العاصمة القطرية، تحت شعار "الوضع الراهن وآفاق المستقبل"، داعيًا إلى التفكير في مشروع عربى وأممي لإعادة إعمار سورية، في حين تعهد رئيس الائتلاف السوري
معاذ الخطيب بمتابعة ملف المقاتلين التونسيين في سورية، مشيرًا إلى أن أعدادهم عشرات، وليسوا بالآلاف كما تم تضخيمها إعلاميًا.
وبحث الرئيس التونسي مع رئيس الوزراء الليبي علي زيدان ووزير الخارجية الجزائري مراد المدلسي آليات تدعيم أفق التعاون بين دول المغرب العربي، لا سيما أمنيًا وعسكريًا، ارتكازًا على أمن الحدود المشتركة.
وشدد المرزوقي، في كلمته أثناء افتتاح القمة العربية، على أن "سقوط النظام السوري لا يمكن أن يكون غاية في حد ذاته، وإنما لا بد من الضغط السياسي على حلفاء النظام المُجرم"، ورحب بحصول الائتلاف الوطنى السوري المعارض على مقعد سورية في القمة العربية، حيث قال أنه "لم يعد مقبولاً، لا أخلاقيًا ولا سياسيًا، أن يواصل ممثلو النظام المنتهي تمثيل شعب كبير مثل الشعب السوري"، داعيًا إلى "تكثيف المساعدات الإنسانية، لإغاثة أبناء الشعب السوري"، مناديًا بضرورة التفكير في مشروع عربي ودولي، تحت مظلة الأمم المتحدة، لإعادة إعمار سورية.
وفي الشأن الفلسطيني، أعرب الرئيس التونسي محمد المنصف المرزوقي عن دعمه لمقترح الأمير القطري القاضي بإنشاء "صندوق القدس"، متعهدًا بمساهمة بلاده في تمويله.
وفي سياق متصل، التقى رئيس الجمهورية التونسية، على هامش الدورة العادية الرابعة والعشرين للقمة العربية، مع رئيس الائتلاف الوطني السوري معاذ الخطيب، ورئيس الحكومة الانتقالية غسان هيتو، حيث تركزت المباحثات على تطورات الوضع في سورية، وسبل توفير الدعم الإنساني للشعب السوري، لاسيما في مخيمات اللاجئين، والذي يعاني من ظروف معيشية قاسية.
كما تطرق اللقاء إلى ملف الشباب التونسي المنضم إلى الثورة السورية، والذي يقاتل في صفوف المعارضة، حيث طالب الرئيس المرزوقي رئيس الائتلاف الوطني السوري بمتابعة هذا الملف، الذي صار يكتسي بعدًا إنسانيا هامًا لدى الشعب التونسي.
من جانبه، تعهد معاذ الخطيب بأن الائتلاف الوطني السوري سيعطي لهذا الملف أولوية، مشددًا على أن عدد الشباب التونسي في سورية قد تم تهويله إعلاميًا، موضحًا أن أعداد التونسيين في سورية يُمثلون بضع عشرات، وليس بالآلاف.
وحضراللقاء كل من وزير الخارجية التونسي عثمان الجرندي والمتحدث الرسمي باسم الرئاسة التونسية عدنان منصر.
والتقى الرئيس التونسي محمد المنصف المرزوقي، على هامش مشاركته في القمة العربية بالدوحة، مع رئيس الوزراء الليبي علي زيدان، حيث تركزت المشاورات بين الطرفين على العلاقات التونسية الليبية وسبل تطويرها.
وأكد زيدان أنَ "اللقاء مثّل فرصة للتشاور بشأن آليات تعميق الشراكة بين البلدين", معتبرًا أنَه "لابدَ من النهوض الحقيقي بمستوى العلاقات بين البلدين، لاسيما في الميدان التجاري والخدماتي، وتنمية المناطق الحدودية تنمية فعلية تنتشلها من التهميش والفقر، وترسي واقعًا تنمويًا آخر".
كما أجرى المرزوقي، في مقر القمة العربية، محادثات مع وزير الخارجية الجزائري مراد المدلسي، تركزت على آليات إحكام التنسيق الأمني والعسكري بين البلدين الشقيقين، لاسيما على مستوى الحدود.
وأشار مراد المدلسي إلى أن "الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أكد ضرورة رفع التعاون في هذا المجال، لمواجهة التحديات الأمنية الطارئة، التي تواجه البلدين وكامل المنطقة، لاسيما في ضوء الحرب الدائرة في مالي وانتشار ظاهرة تهريب السلاح".
كما تطرق اللقاء الذي جمع بين الرئيس التونسي ووزير الخارجية الجزائري، إلى تطوير العلاقات الاقتصادية والارتقاء بحجم التبادل بين البلدين، وتنمية المناطق الحدودية، حيث أكد المدلسي أن "هناك توصيات رسمية بإرجاع نسق توافد السياح الجزائريين على تونس إلى نسقه الطبيعي، لتبلغ ما يقارب المليون سائح جزائري نهاية العام الجاري".
وكان الرئيس المرزوقي قد بحث مع وزير الخارجية المغربي سعد الدين العثماني سبل دفع مشروع المغرب العربي الكبير وتخطي العقليات التي تعطل قيام هذا التكتل، الذي يبقى الحل الوحيد لمواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، التي تواجه بلدان المغرب العربي.
وأقر المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية التونسية عدنان منصر أن وزير الشؤون الخارجية عثمان الجارندي سيدعو إلى تنظيم اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد المغاربي في الأيام المقبلة، لبحث المشاكل الأمنية بين الدول المغاربية.
يذكر أن النيابة العامة التونسية قد أذنت أخيرًا بفتح تحقيق بشأن الاشتباه في جود شبكات مختصة لتجنيد مقاتلين تونسيين في صفوف الجيش السوري "الحر" المعارض ، بعد أن تحدثت تقارير إعلامية وأممية عن وجود أعداد هائلة من الشباب التونسي المجندين في سورية، تقدر بالآلاف وتتجاوز نسبتهم الـ40% من المقاتلين ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وكانت تونس ثاني دولة عربية، بعد ليبيا، تقرر طرد السفير السوري، وسحب اعترافها الرسمي بسلطة بشار الأسد الحاكمة في دمشق، احتجاجًا على المجازر المرتكبة في حق الشعب السوري.