القاهرة ـ أكرم علي واصل المعتصمون في ميدان التحرير إغلاق مجمع التحرير لليوم الثالث على التوالي، في إطار الاعتصام المدني الذي دعوا إليه كخطوات تصعيدية للضغط على الحكومة لتنفيذ مطالبهم، ومنعوا الموظفين والمواطنين أصحاب المصالح من الدخول للمجمع الضخم الذي يضم دوائر حكومية مختلفة، فيما ألقت قوات الأمن القبض على 21 شخصًا، خلال الاشتباكات التي شهدها محيط قصر الاتحادية الإثنين، بين المتظاهرين وقوات الأمن.
وحاول المواطنون إقناع المعتصمين في التحرير، بفتح المجمع لرغبتهم في إنهاء معاملاتهم ومصالحهم المعطلة، وهو ما رفضه المعتصمون، الذين حاولوا إقناع المواطنين بأن إغلاق المجمع يأتي كخطوة تصعيدية منهم للضغط على الحكومة لاستكمال تنفيذ أهداف الثورة التي سيعم خيرها على جميع المواطنين، في حين دعا عدد من المواطنين قوات الأمن المصري إلى تولي فتح مجمع التحرير، متذرعين أنهم جاءوا من المحافظات والأقاليم ويريدون إنهاء معاملاتهم ومصالحهم الشخصية، معتبرين إغلاقه "نوعًا من البلطجة ووضع اليد".
وشهد ميدان التحرير هدوءًا ملحوظًا في ظل انخفاض أعداد المتظاهرين بعد انتهاء فعاليات المسيرات التي شهدها الميدان، الإثنين، لمناسبة الذكرى الثانية لتنحي الرئيس السابق حسني مبارك، ورصد "العرب اليوم" قيام عدد من الصبية وأطفال الشوارع، صباح الثلاثاء، برشق قوات الأمن المتواجدة في شارعي قصر النيل والشيخ ريحان بالحجارة، وهو ما تقابله قوات الأمن بحالة من ضبط النفس التام ولم تطلق أي من قنابل الغاز المسيلة للدموع، حيث دعا أحد القيادات الأمنية الصبية إلى عدم إلقاء الطوب والحجارة وأن يبتعدوا عن المنطقة.
في المقابل، ساد الهدوء التام محيط قصر الاتحادية في مصر الجديدة غرب القاهرة، بعد توقف الاشتباكات التي دارت، بين قوات الأمن والمتظاهرين حتى الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، حيث أكد شهود عيان لـ"العرب اليوم" غياب المتظاهرين بشكل تام عن محيط قصر الاتحادية، وكذلك قوات الأمن التي تمركزت فقط في المحيط الخلفي للقصر من ناحية منطقة الكوربة التي تتواجد إلى جوار البوابة الرابعة للقصر، بينما عادت الحركة المرورية إلى صورتها الطبيعية في شارع الميرغني الذي شهد اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن ليل الإثنين، وكذلك الشوارع كافة والمحاور المرورية المحيطة بالقصر.
وأكد مصدر أمني في وزارة الداخلية، إلقاء القبض على 21 شخصًا، خلال الاشتباكات التي شهدها محيط قصر الاتحادية الإثنين، بين المتظاهرين وقوات الأمن، وقالت "الداخلية" في بيان لها، "إنه تم اتخاذ الإجراءات القانونية كافة اللازمة حيال المضبوطين، وإحالتهم إلى نيابة مصر الجديدة لمباشرة التحقيق معهم.
وألقت الأجهزة الأمنية القبض على 18 شخصًا خلال الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن، فيما أوضح المصدر الأمني ذاته، أن الـ 19 شخصًا الذين تم إلقاء القبض عليهم خلال أحداث العنف التي شهدها قصر الاتحادية خلال "جمعة الكرامة" تم ترحيلهم جميعًا إلى سجن طره.
وقد طعن رئيس نيابة مصر الجديدة إبراهيم صالح، بالاستئناف على قرار قاضي المعارضات بمحكمة الجنح الصادر بإخلاء سبيل 19 متهمًا، بارتكاب أعمال العنف والشغب التي وقعت أمام قصر الاتحادية الجمعة الماضية، وتحددت جلسة الأربعاء لنظر طعن النيابة العامة أمام محكمة جنح مستأنف مصر الجديدة.
وأكدت هيئة الإسعاف المصرية، أن جميع الإصابات التي تم نقلها إلى المستشفيات القريبة من القصر بسبب الاختناق الناتج عن القنابل المسيلة للدموع، حيث بلغ عدد الإصابات في أحداث الإثنين 12 حالة تقريبًا، تم علاجهم بالكامل وخرجوا صباح الثلاثاء من المستشفيات.