المعتقلين اليمنيين في"غوانتانامو"
صنعاء- علي ربيع
أكدت الحكومة اليمنية، الأحد، أنها بصدد البدء في محادثات مع الولايات المتحدة الأميركية بشأن طريقة استلامها بعد أن قررت واشنطن أخيراً رفع القيود المفروضة على إعادتهم إلى صنعاء، رغم المخاوف المتزايدة من أن يؤدي ذلك إلى انخراطهم في صفوف تنظيم"القاعدة" الناشط
في مناطق متفرقة من اليمن.
وقال وزير الخارجية اليمني الدكتور أبو بكر القربي في تصريحات رسمية، الأحد، "إن اليمن سيبدأ بالتواصل مع الولايات المتحدة الأميركية لبحث كيفية استلام اليمنيين المعتقلين في سجن "غونتانامو". متوقعاً أن تقوم واشنطن بتسليمهم إلى اليمن"على شكل دفعات" متوالية.
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قرر الخميس الماضي رفع الحظر المفروض على إعادة أكثر من 90 معتقلاً يمنياً في "غوانتانامو" إلى بلادهم، في سياق خطته لإغلاق المعتقل سيئ الصيت بشكل نهائي، إثر تزايد الضغوط والانتقادات الحقوقية لاستمراره.
وفي حين استمر إضراب السجناء اليمنيين لدى أميركا عن الطعام منذ شباط/فبراير الماضي، كان أوباما اعترف في خطاب الخميس، أن اللجوء إلى إطعامهم بالقوة عمل غير إنساني ويتنافى مع القيم الأميركية.
إلا أنه في الوقت نفسه دافع بشدة عن سياسته في استخدام طائرات "درونز" من دون طيار في اليمن وأفغانستان لاستهداف مسلحي"القاعدة"، معترفاً بأنها قتلت أربعة أميركيين خارج أراضي الولايات المتحدة، ثلاثة منهم في اليمن.
وكشف أوباما عن توقيعه وثيقة تمنع استخدام هذه الطائرات على الأراضي الأميركية وتقيد استخدامها خارجها بما يضمن عدم سقوط ضحايا مدنيين خلال الضربات التي تنفذها.
ويؤكد اليمن أنه أعد برنامجاً متكاملا لاستقبال سجناء"غوانتانامو" لإعادة تأهيلهم وإدماجهم في المجتمع. وسط مخاوف من أن يؤدي إطلاق سراحهم لاحقاً إلى انضمامهم إلى صفوف تنظيم"القاعدة" النشط في مناطق متفرقة من البلاد، كما حدث مع عائدين يمنيين وسعوديين سابقين من"غوانتانامو".
على صعيد آخر لجأت السلطات اليمنية، إلى الاستعانة برجال الدين، الذين بدأوا الأحد الانتشار في مناطق مأرب ونهم القبلية(شرق صنعاء) لإقناع السكان بعدم مهاجمة خطوط نقل الطاقة وأنابيب تصدير النفط، وكذا عدم قطع الطرقات وخطف المدنيين.
وقال وزير الأوقاف والإرشاد اليمني، الأحد، إن وزارته أرسلت 100 من علماء الدين والوعاظ إلى مناطق نهم ومأرب(شرق صنعاء) لإقناع السكان القبليين بحرمة مهاجمة المصالح الحيوية وخطف المدنيين للضغط على الحكومة.
وشهدت اليمن انفلاتاً أمنياً غير مسبوق، خلال الأسابيع الأخيرة، صاحبه هجمات متكررة على المصالح الحيوية من قبل مسلحي القبائل(شرق صنعاء)، في وقت تعيش البلاد عملية انتقالية برعاية دولية وأممية بعد تنحي الرئيس السابق علي عبدالله صالح عن السلطة وانتخاب نائبه هادي رئيساً توافقياً خلفاً له في شباط/فبراير2012، تنفيذأ لخطة كانت قدمتها دول الخليج لإنهاء الأزمة التي تفجرت إثر احتجاجات عارمة مطلع 2011.
كما بدأت بموجب الخطة ذاتها فعاليات مؤتمر حوار وطني واسع في 18آذار/مارس الماضي، في ظل مقاطعة فصائل من المعارضة في الجنوب تتمسك بالانفصال، يفترض أن يفضي في نهايته في أيلول/ سبتمبر القادم إلى حلول لمشكلات البلاد وتوافق على كتابة دستور الجديد.