صورة  من الارشيف لسجين في سجن "غوانتانامو" صنعاء ـ علي ربيع جددت السلطات اليمنية، مساعيها لدى السلطات الأميركية، لإطلاق نحو 90 يمنيًا في سجني "غوانتانامو" و"باغرام"، كانوا قد اعتقلوا في أفغانستان بعد دخول القوات الأميركية إليها على خلفية هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001، مؤكدة التزامها بإعادة تأهيل المفرج عنهم على الأراضي اليمنية، وإقناعهم بالتخلي عن الفكر المتشدد المرتبط بتنظيم "القاعدة".
وذكرت مصادر رسمية يمنية، الجمعة، أن وزير الخارجية اليمنية أبو بكر القربي، بعث برسالة إلى نظيره الأميركي جون كيري، يهنئه فيها لمناسبة تعيينه على رأس الخارجية الأميركية، مجددًا خلالها مطالبة اليمن لواشنطن باستكمال إجراءات إطلاق نحو 90 يمنيًا موجودين في معتقلي "غوانتانامو" و"باغرام"، على ذمة علاقتهم بتنظيم "القاعدة" وجماعة "طالبان" الأفغانية، فيما تعهد القربي في رسالته، بأن "اليمن سيتخذ بحق المفرج عنهم، التدابير الدبلوماسية والأمنية والتأهيلية كافة على الأراضي اليمنية، لهدف إدماجهم في المجتمع، وإقناعهم بالتخلي عن الأفكار المتشددة"، مؤكدًا أن "إغلاق ملف غوانتانامو، سيُعيد الثقة في قيم الحرية والعدالة".
وكثفت السفارة اليمنية في واشنطن، من اتصالاتها مع المسؤولين الأميركيين، ومع محاميي المعتقلين اليمنيين، لبحث عملية تسريع الإفراج عنهم، حيث قال مصدر مسؤول في السفارة لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية، الجمعة، "إن السفارة اليمنية في واشنطن تكثف من تواصلها ولقاءاتها واجتماعاتها مع المسؤولين الأميركيين في وزارات الخارجية والعدل والدفاع، وكذلك مع محامي المعتقلين اليمنيين والمنظمات الحقوقية، لبحث السبل الكفيلة بإعادة المعتقلين اليمنيين إلى وطنهم".
وكشف المصدر الدبلوماسي اليمني، عن ترتيبات جارية لتنظيم زيارة إلى الولايات المتحدة، يقوم بها وفد يمني حكومي برئاسة وزيرة حقوق الإنسان حورية مشهور، في الأيام المقبلة، بمشاركة اللجنة المعنية بمتابعة قضية المعتقلين اليمنيين لدى السلطات الأميركية، مضيفًا أن "الزيارة تهدف إلى استكمال عملية التفاوض مع الجانب الأميركي، في ضوء التقدم الذي سبق إحرازه في هذا الشأن، وبحث السبل الكفيلة بإزالة أية عوائق تحول من دون عودة المعتقلين اليمنيين، وأن السفارة اليمنية في واشنطن تتابع حاليًا الوضع الصحي للمعتقلين اليمنيين في السجون الأميركية، وبخاصة أولئك الذين بدأوا إضرابًا مفتوحًا عن الطعام منذ شهر شباط/فبراير الماضي".
وأرجعت السفارة اليمنية، سبب تأخر عملية الإفراج عن المعتقلين اليمنيين في السجون الأميركية، إلى ما وصفته بـ"الاضطرابات الأمنية التي شهدها اليمن خلال العام 2011، بالإضافة إلى محاولات تنظيم (القاعدة) المتكررة لاستهداف طائرات مدنية في الأجواء الأميركية، وكذلك انخراط عدد من المواطنين اليمنيين والسعوديين العائدين من غوانتنامو في صفوف (القاعدة) في اليمن، أو صفوف الجماعات المتشددة المرتبطة به مثل جماعة (أنصار الشريعة)، وهو ما أدى إلى عرقلة المفاوضات مع الأميركيين، والتي كانت قد وصلت إلى مرحلة متقدمة، قبل أن يرضخ الجانب الأميركي إلى صدور قوانين جديدة، قضت بتجميد عملية نقل المعتقلين إلى اليمن".
يُذكر أن عددًا من المعتقلين اليمنيين، فارق الحياة في سجن "غوانتانامو"، خلال السنوات الأخيرة، في ظل ظروف غامضة، وشكوك متزايدة من المنظمات الحقوقية بأن وفاتهم كانت ناجمة عن المعاملة غير الإنسانية، في حين تتهم أسر المتوفين اليمنيين السلطات الأميركية بـ"تصفيتهم خارج نطاق القضاء والمحاكمة العادلة".
والتقى الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، في نهاية أيلول/سبتمبر الماضي، وزير العدل الأميركي في واشنطن، على هامش زيارته إلى الولايات المتحدة، وأكد للوزير الأميركي أن "اليمن سيتكفل بدفع نفقات بناء إصلاحية خاصة بالمعتقلين اليمنيين، وتأهيلهم حتى يعودوا إلى رشدهم، ويكفوا عن ممارسة التطرف والإرهاب".