صورة لعراقية تدلي بصوتها في الانتخابات
بغداد ـ جعفر النصراوي
أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، عصر السبت، إغلاق المراكز الانتخابية في المحافظات المشاركة جميعها بالاقتراع العام لانتخابات مجالس المحافظات بعد عشر ساعات من فتحها فيما هنأت الولايات المتحدة العراقيين لتمسكهم بالديمقراطية رغم أحداث العنف التي تشهدها البلاد ، بينما حذر زعيم
القائمة العراقية من مغبة التزوير فيها.
وقال مدير الدائرة الانتخابية في المفوضية، مقداد الشريفي لـ"العرب اليوم" إن "المفوضية قررت إغلاق الصناديق في الموعد المقرر وهو الساعة الخامسة عصراً بحسب التوقيت المحلي، ولم يتم تمديد موعد الإغلاق إلا في المراكز التي توجد فيها طوابير للمقترعين ستبقى مفتوحة لحين انتهاء تلك الطوابير وإدلاء الناخبين المنتظرين فيها بأصواتهم".
وبدأت منذ الساعة السابعة من صباح السبت (20 نيسان 2013) عملية الاقتراع العام لانتخابات مجالس المحافظات في 12 محافظة عراقية،وسط إجراءات أمنية مشددة وفرض حضر التجوال طيلة ساعات الاقتراع العشر.
وسجلت المفوضية العليا للانتخابات قرابة 13 مليوناً و800 ألف ناخب عراقي للإدلاء بأصواتهم في 5190 مركزاً انتخابياً و32102 محطة اقتراع في الانتخابات إضافة إلى محافظات إقليم كردستان والأنبار وكركوك ونينوى التي سيسمح فيها بالتصويت للمهجرين من المحافظات المشاركة في الانتخابات.
وأكدت منظمات مجتمع مدني أن نسبة الإقبال كانت دون مستوى الطموح حيث لم تتجاوز ال40% ولأسباب عدة، فيما أشارت إلى خروقات رافقت عملية الاقتاع.
وقال رئيس منظمة شمس الدولية المتخصصة في مراقبة الانتخابات حسين الإبراهيمي لـ"العرب اليوم" إن أفراد المنظمة الذين توزعوا على محافظات العراق التي شهدت السبت الانتخابات للمجلس المحلية أكدوا أن نسبة الإقبال لم تكن بمستوى الطموح حيث لم تتجاوز ال40%
وأضاف أن أسباب تدني النسبة كثيرة منها أن معظم العراقيين لم يجدوا أسماءهم في سجلات الناخبين وكذلك الإجراءات الأمنية المشددة التي فرضت في المناطق التي جرى فيها الاقتراع وعدم تمكن الآلاف من الوصول إلى مراكز الاقتراع.
وأشار الإبراهيمي إلى أن المنظمة سجلت خروقات عدة في المحافظات وأهم هذه الخروقات غدم التزام الكيانات السياسية بالصمت الانتخابي وتواصلت حملاتها الدعائية واستعمال المركبات الحكومية لرفع صور مرشحي هذه الأحزاب.
وتجري العادة أن يتم عد وفرز صناديق الاقتراع في المراكز الانتخابية المنتشرة في المدن والأقضية والأرياف في حضور المراقبين من الكتل السياسية، ومن ثم تسجل الأصوات وتقيد في سجل وبعدها تعاد كل استمارة إلى صندوقها الأصلي ويختم بأختام جديدة مرقمة وترسل الصناديق إلى مركز العد والفرز الرئيسي في بغداد من أجل إعادة العملية وبحضور المراقبين أيضا.
ويتنافس في الانتخابات 139 كياناً وائتلافاً سياسياً بمشاركة 8275 مرشحاً، ويراقبها أكثر من 66 ألف مراقب محلي ودولي.
من جهتها هنأت الولايات المتحدة الأميركية الشعب العراقي لتمسكه بالديمقراطية لخلق مستقبل خال من الخوف والترهيب.
وقالت السفارة الأميركية في بغداد في بيان تلقى "العرب اليوم" نسخة منه أن في ظل المخاطر الأمنية، مارس الملايين من المواطنين العراقيين حقهم الديمقراطي والإدلاء بأصواتهم في صناديق الاقتراع في 12 محافظة في مختلف أنحاء البلاد، لاختيار مجالس محافظات جديدة. وتعد هذه الممارسة، خطوة واضحة إلى الأمام من أجل الديمقراطية العراقية ورفضاً شديداً لمتطرفي العنف الذين سعوا لعرقلة عجلة التقدم الديمقراطي وزرع بذورالفتنة بين العراقيين.
وكشفت السفارة في بيانها التحاق عدد من موظفي بعثة الولايات المتحدة بالدبلوماسيين والمراقبين الآخرين لمشاهدة عملية التصويت في مواقع عدة في بغداد والبصرة تلبية لدعوة المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ناهيك عن زيارة عدد من المرافق المخصصة لمهجري الداخل قرب أربيل .
وأشارت السفارة إلى أن الولايات المتحدة تحث الحكومة العراقية على إعادة النظر في قرارها تأجيل الانتخابات في كل من محافظتي الأنبار ونينوى، وعدم ادخار أي جهد ممكن في سبيل إعادة جدولة التصويت مجددا. كما أن المخاوف الأمنية يجب أن لا تكون حائلا يمنع المواطنين العراقيين من التعبير عن أنفسهم بطريقة ديمقراطية عن طريق صناديق الاقتراع.
وفي السياق ذاته، حذر زعيم ائتلاف العراقية الموحد إياد علاوي من "تزوير" نتائج الانتخابات، وأكد بلهجة شعبية "الله يستر"، في حين اتهم الحكومة بشن حملة اعتقالات واسعة في مناطق شمال بابل ومنع المواطنين في جنوب بغداد من التوجه إلى مراكز انتخابات، مُعتبراً السلطة الحالية "غير قادرة" على حماية المواطنين وصناديق الاقتراع.
وقال علاوي لـ"العرب اليوم" عقب إدلائه بصوته في المركز الانتخابي في فندق الرشيد وسط العاصمة بغداد والذي خصص للمسؤولين السياسيين، إن "من الممكن حصول تزوير لنتائج الانتخابات من خلال التلاعب بعملية عد الأصوات"، مؤكداً بلهجة شعبية "الله يستر".
واتهم علاوي "الحكومة بتنفيذ اعتقالات واسعة،في مناطق شمال بابل ومنع المواطنين في مناطق اليوسفية واللطيفية التي تقع جنوبي العاصمة من الذهاب إلى مراكز الانتخابات"، مشيراً إلى أن "الحكومة لم تصدر وثائق تسمح بحركة السيارات التابعة لجهات سياسية تتعارض مع سياستها ومنها ائتلاف العراقية الموحد".
وتابع رئيس ائتلاف العراقية الموحد أن "السلطات الحكومية بدت عاجزة عن منع اغتيال مرشحي الائتلاف والذين بلغ عددهم قرابة 15 مرشحاً والآن تعرقل مشاركتهم بالانتخابات"، وأكد أن "الائتلاف سيقدم شكاوى للمفوضية عن الخروقات التي حصلت خلال الحملة الانتخابية والاقتراع العام"، مبينا أن "السلطة الحالية غير قادرة حماية المواطنين وصناديق الاقتراع".
وقال رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي السبت إن "المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات تعكس قدرة العراقيين على مواصلة السير على طريق بناء الدولة العراقية وفق أسس ديمقراطية".
وأكد " سنحارب "البعث" و"القاعدة" من خلال صناديق الانتخاب إضافة إلى المواجهة الشديدة لهم، إنهم غير قادرين على إيقاف زحف العراقيين نحو بناء وطنهم وفق أسس ديمقراطية".
وصرح المالكي بعد الإدلاء بصوته في المركز الانتخابي الخاص بكبار المسؤولين "إن عراقنا بأيدينا ورسالتي لكل السياسيين أثبتوا للعالم وللمنطقة التي نحن فيها أنكم أهل لقيادة بلد مثل العراق، إن الانتخابات التي تُجرى اليوم هي الأولى بعد خروج القوات الأجنبية من العراق وهي دليل على كفاءة وقدرة وصلابة العملية السياسية وسيطرة وقدرة الحكومة على إجراء مثل هذه الانتخابات.
وتزامن إجراء العملية الانتخابية مع إجراءات أمنية مشددة، شملت فرض حظر على السيارات التي لا تحمل ترخيصاً خاصاً باليوم الإنتخابي، إلى جانب زيادة حواجز التفتيش على الطرقات.
ورغم الإجراءات الأمنية المشددة سقطت السبت قذائف هاون على مناطق سكنية في محافظة بابل العراقية واستهدفت أخرى عدداً من مراكز الاقتراع في مناطق مختلفة، وذلك بالتزامن مع عملية التصويت في انتخابات مجلس المحافظات.
وقالت مصادر أمنية، إن 9 قذائف هاون سقطت على مناطق سكنية في قضاء المسيب في بابل كما تعرض مركزان انتخابيان في مدينة الحلة جنوب بغداد لهجومين بالعبوات الناسفة، ما أدى إلى جرح عدد من الأشخاص، كما انفجرت سيارة مفخخة في منطقة جبلة دون وقوع إصابات.