الجزائر ـ خالد علواش جدّد ، الإثنين ، عزم الدولة على متابعة قضايا الفساد، ومعاقبة المتورطين فيها، مؤكدا أن الدولة الجزائرية لن تتوانى إطلاقًا عن محاسبة كل من تثبت إدانته قانونيًّا، مع الحرص على استعادة الحقوق المغتصبة في ما يخص تبديد المال العام. وأكد بوتفليقة أن القانون سيطبق بكل حزم على كل من يسعى إلى الثراء على حساب المال العام و الشعب، مشيرًا إلى أن المشاريع الكبرى في كل أنحاء البلاد تحتاج إلى كفاءات مخلصة تنفذها بأقل التكاليف، ملمحًا إلى أوجه القصور التي شابت تنفيذ بعض المشاريع.
وأوضح رئيس الجمهورية في رسالة إلى المشاركين لمناسبة إحياء الذكرى الـ51 لعيد النصر، قرأها نيابة عنه المستشار في رئاسة الجمهورية، محمد علي بوغازي أنه في ما يتعلق بمحاولات الإثراء بغير وجه حق وعلى حساب المال العام وحقوق المجموعة الوطنية، فإن سلطان القانون سيكون الفاصل والفيصل، مشيرًا إلى أن ستفرض الجدية والنزاهة في العمل ولن تتوانى إطلاقا عن محاسبة كل من تثبت إدانته قانونيا مع الحرص على استعادة الحقوق المغتصبة".
وأضاف بوتفليقة أن العدالة الآن تتمتع بكفاءة عالية ما يجعلها قادرة على المتابعة، مشيرا إلى أن كل ما يحيط بنا من الواجبات يملي على الدولة أن تكون قوية مهابة تمارس سلطتها الكاملة في كنف قوانين الجمهورية، وبالشكل الذي يعزز اطمئنان الجميع إلى قدراتها على حماية الناس في أرواحهم وأرزاقهم وكرامتهم".
وقال رئيس الجمهورية في رسالته " إن الجزائر وهي تبذل جهودها وتعمل بعزيمة وطنية صادقة على توظيف جميع إمكاناتها وحماية ثرواتها وتنويع مصادر دخلها بحاجة إلى كفاءات أبنائها في المقام الأول"، مشيرا إلى أن الكفاءة المطلوبة لا تقتصر على المهارة التقنية والتحكم في مجال النشاط بل ينبغي أن يتعدى ذلك إلى التقيد بواجبات المسؤولية وبفريضة صون الأمانة وترجمة ذلك بالإخلاص ونظافة اليد ومراعاة مصلحة البلاد أولا وأخيرًا.
وأشار بوتفليقة إلى أن المشاريع الكبرى في كل أرجاء الجزائر تحتاج إلى هذا الصنف من الكفاءات المخلصة وتحتاج إلى من يوصلها إلى غايتها المنشودة بأقل الخسائر، فهي مشاريع تبنى بثروات الأمة ولصالح الأمة وهي أمانة ثقيلة، موضحًا أن هناك جوانب من التقصير والأخطاء التي رافقت عمليات إنجاز بعض المشاريع منها ما يجد عذره لأسباب كثيرة ومنها ما يجب الوقوف عنده ومحاسبة المقصرين فيه مهما كانت مناصبهم.
وذكّر رئيس الجمهورية في رسالته بالجهود المبذولة في مختلف الميادين قائلا "إننا جميعا بذلنا ما في الوسع طوال السنوات الماضية من أجل تدارك ما فات وتوفير أسباب الانتقال الفعلي إلى مرحلة جديدة في مجال البناء".
واعتبر بوتفليقة أن ما تحقق من منشآت قاعدية كبرى وما أنجز في مختلف ميادين الإعمار والطرق وحشد الموارد المائية والتعليم والصحة وغيرها هي شواهد إثبات على هذا الجهد وعلى أن هناك من أبناء هذا الوطن من يعمل بوعي وبملء الشعور بالمسؤولية والإخلاص".