دمشق - جورج الشامي   أعلن الاتحاد الأوروبي تقديم 65 مليون يورو (قرابة 84 مليون دولار) لمساعدة أكثر من أربعة ملايين سوري في الداخل أُجبروا على ترك منازلهم والهروب بسبب استمرار النزاع الدائر في سورية. في غضون ذلك تبادلت دمشق وأنقرة الاتهامات بشأن الانفجارين الذين جريا في منطقة الريحانية الحدودية وراح ضحيتها 46 شخصاً، فيما دان وزير الخارجية الأميركي جون كيري التفجيرات ووصفها بـ"المروعة"، معتبراً إياها رسالة موجهة إلى واشنطن، بينما يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمنع صفقة السلاح الجديدة المزمع إبرامها بين سورية ورسيا، وذلك خلال زيارته القادمة إلى موسكو.
وصرح وزير إسرائيلي للإذاعة الإسرائيلية العامة بأن "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي يفترض أن يتوجه قريباً إلى موسكو "مصمم" على محاولة منع بيع صواريخ روسية إلى سورية".
وقال وزير المياه والطاقة سيلفان شالوم إن "احتمال تسليم صواريخ روسية من طراز إس-300 إلى سورية يثير قلقنا إلى أبعد حد ورئيس الوزراء مصمم تماماً على إلا يتم تنفيذ هذا العقد". وأضاف شالوم أن تسليم مثل هذه الأسلحة لسورية "سيُغير توازن القوى في المنطقة وهذه الأسلحة يمكن أن تقع في أيدي حزب الله" اللبناني حليف نظام الرئيس السوري بشار الأسد وإيران. وتابع أنه إذا حصلت سورية على هذه الصواريخ "فإن تحرك الدول التي ترغب في تغيير في سورية سيصبح أصعب".
وأعلن الكرملين السبت أن نتانياهو سيتوجه قريباً إلى روسيا لإجراء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، دون تحديد موعد لذلك، وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إن هذه الزيارة ستتناول خصوصاً مسألة تسليم سورية بطاريات صواريخ أرض جو "إس-300" وهي أسلحة حديثة جداً يمكنها تدمير طائرات أو صواريخ موجهة، وأسلحة من هذا النوع يمكن أن تحد من حركة الطيران الإسرائيلي في المجال الجوي السوري أو اللبناني.
وشنت إسرائيل مطلع أيار/مايو غارتين جويتين على سورية كان هدفهما حسب مسؤول إسرائيلي منع نقل أسلحة إلى حزب الله.
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجمعة أن موسكو تضع اللمسات الأخيرة على تسليم هذه الصواريخ الدفاعية لسورية.
فيما قرر "الاتحاد الأوروبي" تقديم 65 مليون يورو (قرابة 84 مليون دولار) لمساعدة أكثر من أربعة ملايين سوري في الداخل أجبروا على ترك منازلهم والهروب بسبب استمرار النزاع الدائر في سورية، وذلك بحسب ما أفادت بعثة الاتحاد في عمّان، وقالت البعثة في بيان "نعلن تقديم 65 مليون يورو استجابة للأزمة الإنسانية الناجمة عن مستوى العنف المتنامي بشكل سريع جراء القتال المندلع في سورية". وأضافت أن "التمويل الإضافي سيتم إنفاقه داخل سورية لمساعدة أكثر من أربعة ملايين شخص أجبرهم القتال على الهرب من بيوتهم".
وقالت كريستالينا جيورجيفا مفوضة المساعدات الإنسانية في الاتحاد الأوروبي أن "أوروبا ساعدت وستستمر بمساعدة أولئك المتضررين، وهذا التمويل الجديد ما هو إلا قسط من الراحة لضحايا هذا النزاع المرعب".
وأضافت أن "عدم توقف طرفي النزاع عن القتال وفشل المجتمع الدولي في إيجاد حل سياسي لهذا العنف سيضع المجتمع الإغاثي في موقف يصبح عاجزاً فيه عن تلبية الاحتياجات غير المسبوقة واسعة النطاق"، مشيرة إلى "أننا على شفا الهاوية". وأوضحت جيورجيفا أن "العنف وعدم الأمان والصراع لأجل البقاء سحق حياة ملايين السوريين اليومية حالياً، كما أن الوضع يزداد سوءاً بشكل يومي، فالعديد من الناس فقدوا منازلهم وعائلاتهم ويتكبدون الكثير من المصاعب النفسية والجسدية ولا يبدو وجود نهاية تلوح بالأفق".
وبحسب البيان، فإنه وقبل تخصيص هذا التمويل الإضافي، "قامت المفوضية الأوروبية بإنفاق 200 مليون يورو على المساعدات الإنسانية لسورية والدول المجاورة، حيث تم تخصيص ما نسبته 49 في المائة من التمويل للداخل السوري والباقي تم توزيعه بين الأردن ولبنان وتركيا والعراق".
كما قام الاتحاد الأوروبي "قبل ثلاثة أشهر بمنح 100 مليون يورو لجهود الإغاثة وذلك في مؤتمر المانحين في الكويت". وقدم الاتحاد الأوروبي" 193 مليون يورو أخرى عبر آليات الاتحاد الأوروبي الأخرى استجابة للأزمة السورية تم إنفاقها في مجالات التعليم ودعم التجمعات والمجتمعات المضيفة".
في غضون ذلك قال نائب رئيس الوزراء التركي بشير اتالاي إن السلطات التركية ألقت القبض على 9 أشخاص جميعهم أتراك متهمين بتنفيذ تفجير سيارتين مفخختين أسفرا عن مقتل 46 شخصاً في الريحانية قرب الحدود مع سورية.
فيما أكد وزير الداخلية معمر جولر أن المجموعة التي دبّرت ونفذت الهجمات معروفة لدى السلطات التركية وعلى علاقة مباشرة بأجهزة النظام السوري الأمنية، وأشارت الحكومة التركية إلى أن التفجيرات تحمل بصمات منفذي الهجوم على بانياس.
وفي المقابل رفض وزير الإعلام السوري عمران الزعبي اتهام تركيا لبلاده بالضلوع في تفجير الريحانية، وقال إن الحكومة التركية حوّلت مناطق الحدود السورية التركية إلى مراكز للإرهاب الدولي.
وكان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو قد كشف عن إحراز تقدم كبير نحو القبض على الضالعين في تفجيرات السيارات الملغومة في مدينة الريحانية التركية، مشيراً إلى أن التفجيرات تحمل بصمات منفذي مجزرة بانياس السورية.
وأعلنت وزارة الداخلية تحديد هوية منفذي الهجوم وقالت إنهم من الداخل التركي لكنهم مرتبطون بالنظام السوري الذي دان الهجوم على لسان وزير إعلامه، رافضاً الاتهامات الموجهة للنظام.
واتهمت تركيا مخابرات النظام السوري بالوقوف وراء تفجيرات بلدة الريحانة التركية القريبة من الحدود السورية التي أوقعت أكثر من 43 شخصاً وقال أوغلو إن بلاده تحتفظ بحق الرد بأي شكل من الأشكال وبالوسائل المتاحة كلها مع استبعاد طرح الموضوع في اجتماع حلف الأطلسي المقبل قائلاً إنه لا حاجة لعقد اجتماع طارئ لحلف شمال الأطلسي، لأن هكذا اجتماع يمكن أن يقود إلى أول خطوة في تدخل الحلف في أي رد محتمل، متوقعاً مزيداً من التفجيرات تنقل الصراع في سورية إلى دول الجوار.
وقال أوغلو إن مرتكبي التفجيرات سيدفعون ثمن فعلتهم، سواء أتوا من داخل البلاد أم من خارجها.
ولا تَعتَبِر الحكومة التركية اللاجئين السوريين مسؤولين عن مثل هذه الهجمات الواقعة قرب الحدود مع سورية.
وأكد نائب رئيس الوزراء التركي بشير اتالاي أكد أن المهاجمين جاءوا من داخل تركيا لكن لهم ارتباط بالمخابرات السورية، وقال "لقد ثبت لدينا من خلال الأدلة أن للمهاجمين ارتباطا بمخابرات النظام السوري ومن المؤكد أن الهجوم ليست له علاقة باللاجئين السوريين".
وكانت أنقرة قد أبدت تردداً في حادث مماثل وفي سقوط قذائف داخل أراضيها في الرد بقوة من خلال استخدام قوتها العسكرية خشية منها فيما يبدو من اتساع رقعة النزاع من داخل سورية إلى دول الجوار.
وأشار داود أوغلو إلى أنه ليس من الصدفة حدوث هذه التفجيرات في وقت تزايدت فيه الخطوات الدبلوماسية من أجل إنهاء الصراع في سورية، متوقعاً حدوث اعتداءات أخرى، حيث أن هناك من يريد تقويض السلام في تركيا.
فيما دان وزير الخارجية الأميركي جون كيري التفجيرات ووصفها بـ"المروعة"، معتبراً إياها رسالة موجهة إلى واشنطن.
وانفجرت سيارتان مفخختان بعد ظهر السبت بفارق ربع ساعة بين التفجيرين في بلدة ريحانلي أو الريحانية الواقعة في محافظة هاتاي جنوب تركيا أوقعت العشرات بين قتيل وجريح إذ وقعت الاعتداءات في شارعين مزدحمين أحدهما يضم مقر بلدية المدينة.
وتقع الريحانية على بعد ثمانية كيلومترات من مركز حدودي مهم مع سورية وقام عشرات الأتراك بتظاهرة في المدينة وقام بعضهم بتحطيم زجاج السيارات التي تحمل لوحات أرقام سورية.