بغداد ـ جعفر النصراوي خرج عشرات آلاف العراقيين إلى التظاهر، الجمعة، مطالبين بإسقاط النظام السياسي وتغيير الدستور، رافعين شعارات ارحل"، و"لك يوم يا ظالم"، تنديدًا بالحكومة ورئيسها نوري المالكي، الذي أكد استعداده إلى "تنفيذ مطالب المتظاهرين المشروعة شريطة استمرارهم بالصبر والالتزام بالقانون"، لافتًا إلى أنه "لا يجد ضيرًا من التحرك بقوة لتنفيذ هذه المطالب خدمة لهؤلاء المواطنين، الذين لا يحملون أجندات سياسية ولا طائفية، ولا يريدون إلغاء الدستور".
وتظاهر الآلاف من أهالي الفلوجة، على الطريق الدولي السريع المحاذي للمدينة، وسط إجراءات أمنية مشددة، وتنسيق بين المتظاهرين وقوات الأمن المحلية دون مشاركة الجيش.
وأفاد منظمو التظاهرة أن "قوات الشرطة المحلية والمتظاهرين شكلوا لجانًا مشتركة لتأمين المتظاهرين والتنسيق في ما بينهم  للإبلاغ عن أية حالة مشبوهة، فضلاً عن منع أي ملثم من المشاركة بهدف الحفاظ على أمن المتظاهرين واستمرار سلمية فعالياتهم".
وخرج المئات إلى الخط السريع في الرمادي للمشاركة في أداء صلاة موحدة تحت شعار "جمعة وفاء لشهداء الفلوجة"، و"جمعة أرحل يا مالكي". وفي محافظة  صلاح الدين توجه  عشرات الآلاف لأداء صلاة الجمعة والتظاهر في 6 أماكن هي: تكريت (170كم شمال بغداد)، وقضاء الشرقاط (120كم شمال تكريت)،  وقضاء بيجي (40كم شمال تكريت)، وناحية الإسحاقي (60كم جنوب تكريت)، وناحية الضلوعية (100كم جنوب تكريت)، وناحية يثرب، (110كم جنوب تكريت)، وفي سليمان بيك التابعة لقضاء طوز خورماتو،(90كم شرق تكريت).
وفي محافظة كركوك (250كم شمال بغداد) توافد المئات للخروج في تظاهرتين أحدهما وسط كركوك والثانية في ساحة الاحتفالات جنوب المدينة، فيما أوضح المنظمون أنها "ستكون الأكبر منذ بدئها، وسوف يُعلِن المصلون تضامنهم مع شهداء الفلوجة، ومطالب المتظاهرين في أنحاء العراق".
وفي الموصل (405 كلم شمال بغداد) توافد عشرات آلاف المصلين  على ساحة "الأحرار" للتظاهر وسط الموصل وجامع النبي شيت، فيما خرج المئات للمشاركة في تظاهرة أخرى جرت على الجانب الأيسر من المحافظة في جامع الرحمة شرق الموصل تحت شعار "لك يوم يا ظالم".
وفي محافظة ديالي، احتشد الجموع إلى الصلاة، استعدادًا للتظاهر في 6 أماكن، حيث توافد الآلاف على جامع سارية، ومنطقتي الحديد السعدة في بعقوبة (55 كلم شمال شرق بغداد)، بالإضافة إلى ناحية قرتبه (110كم شمال بعقوبة)، وناحية جلولاء (90كم شمال شرق بعقوبة)، وفي قضاء المقدادية (35كم شمالي شرق بعقوبة).
وقد أعلنت لجان تنسيق التظاهرات على مدى الأسبوع الماضي أنها تُحضر لإطلاق تظاهرات مليونية الجمعة، تحت شعاري "ارحل" و "لك يوم يا ظالم"، من أجل إسقاط رئيس الحكومة نوري المالكي والنظام السياسي الحالي في البلاد وتغيير الدستور.
في المقابل، أكد المالكي أن حكومته "سوف تمضي في تنفيذ مطالب المتظاهرين المشروعة، شريطة التزامهم بالقانون"، فيما شدد على أن اللجنة الوزارية المكلفة بمتابعة مطالبهم أحرزت "تقدماً كبيراً".
وقال المالكي في بيان الجمعة، وتلقى "العرب اليوم" نسخة منه:" إن الحكومة مستعدة لتنفيذ مطالب المتظاهرين المشروعة شريطة استمرارهم بالصبر والالتزام بالقانون"، مؤكدًا أن "الحكومة سوف تمضي في تنفيذ هذه المطالب"، لافتًا إلى أن "اللجنة الوزارية المكلفة بمتابعة مطالب المتظاهرين أحرزت تقدمًا كبيرًا في عملها خلال الفترة الماضية"، لافتا إلى أن " اللجنة كلما قطعت شوطًا كانت نتائجها أكثر وضوحًا وظهورًا".
وشدد المالكي، على أن " الحكومة لا تجد ضيرًا من التحرك بقوة لتنفيذ هذه المطالب خدمة لهؤلاء المواطنين، الذين لا يحملون أجندات سياسية ولا طائفية، ولا يريدون إلغاء الدستور".
وتشهد محافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين وكركوك وديالى وبعض مناطق بغداد، منذ 25 كانون الأول/ ديسمبر الماضي تظاهرات حاشدة، شارك فيها علماء دين وشيوخ عشائر ومسؤولون محليون للمطالبة بإطلاق سراح السجينات والمعتقلين الأبرياء ومقاضاة "منتهكي أعراض" السجينات، فضلاً عن تغيير مسار الحكومة.