صور أرشيفية لأفراد من تنظيم "القاعدة"
الجزائر - خالد علواش
اتهم تنظيم "القاعدة" في بلاد المغرب الحكومة الجزائرية استثمار الطفرة النفطية في تقوية الأجهزة القمعية، ﻹذﻻل ﻛﻞ ﺣﺮ ﻳﺮﻳﺪ وﺿﻊ ﺣﺪ ﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻘﻬﺮ واﻟﺘﻬﻤﻴﺶ، أو ﻳﻨﺸﺪ الحياة اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ، مؤكدًا مساندته للشباب الجزائري.
وأعلن التنظيم، في بيان أصدره السبت، وبثته "وكالة نواكشوط للأنباء"، أن
الشعب الجزائري "يواجه منذ استقلاله ظلمًا لم يتعرض له أي شعب من الشعوب العربية والإسلامية"، مضيفًا أن "الشعب الجزائري يدفع ضريبة اختياره الشريعة الإسلامية كمنهج حياة"، وجاء في البيان أن " الحكم اﻟﻌﺴﻜﺮي سلّط ﺷﺘﻰ أﻧﻮاع اﻟﺘﻨﻜﻴﻞ واﻟﺘﻌﺬﻳﺐ، ﺑﺪءًا ﺑﻤﻌﺘﻘﻼت اﻟﺼﺤﺮاء، ﺛﻢ ﺗﻠﺘﻬﺎ حملات اﻟﺴﺠﻦ اﻟﻌﺸﻮاﺋﻴﺔ، والمصحوبة ﺑﺄﺷﺪ ﻃﺮق اﻟﺘﻌﺬﻳﺐ الجسدي والنفسي، ولم ﻳﻨﺞ ﺷﺒﺎب الجزائر ﻣﻦ حملات الخطف واﻟﻘﺘﻞ اﻟﻔﺮدي والجماعي ﺪون محاكمة".
وقال التنظيم، الذي يقوده عبد المالك درودكال، موجهًا اتهامه للسلطات الجزائرية أنها "استثمرت الطفرة النفطية للعشرية الأخيرة، مسخرة إياها لتقوية الأجهزة القمعية، ﻹذﻻل ﻛﻞ ﺣﺮ ﻳﺮﻳﺪ وﺿﻊ ﺣﺪ ﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻘﻬﺮ واﻟﺘﻬﻤﻴﺶ، أو ﻳﻨﺸﺪ الحياة اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ لهذا اﻟﺸﻌﺐ المسلم المقهور"، مشيرًا إلى أن "هذا الخير الذي يصب على الجزائر كانت نتائجه عكسية على الشعب الجزائري، إضافة إلى تفشي ظاهرة الفساد بتورط نافذين في السلطة".
وأضاف بيان "القاعدة" قائلاً أن "غنى الجزائر جعلها ﻣﻠﻚ ﺧﺎص لجنرالات الجزائر، وواﺟﻬﺘﻬﻢ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻔﺎﺳﺪة، وتحول ﺷﺒﺎب الجزائر إلى متسوّلين ﻳﻠﻬﺜﻮن وراء فرصة عمل، لا يحصل ﻋﻠﻴها إﻻ ﺑﺸﻖ اﻟﻨﻔﺲ، وإراﻗﺔ ﻣﺎء اﻟﻮﺟﻪ، ما دﻓﻊ بهؤلاء اﻟﺸﺒﺎب إلى اﻣﺘﻄﺎء ﻗﻮارب الموت، أو اﻟﺘﻈﺎﻫﺮ في اﻟﺸﻮارع، ﺿﺪ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﻘﻬﺮ واﻟﺘﻬﻤﻴﺶ، ﻓﻜﺎن ﺟﺰاؤﻫﻢ في ﻛﻞ ﻣﺮة الهراوت واﻟﻐﺎزات، ﺑﻞ واﻟﺮﺻـﺎص الحي في الكثير ﻣﻦ الحالات".
ووصف التنظيم دعوة شباب الجنوب الجزائري إلى التظاهر في الشوارع بأنها "اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺘﻬﻤﻴﺶ والمحسوبية اﻟﺘﻲ اﻧﺘﻬﺠﻬﺎ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻔﺎﺳﺪ في الجزائر ﻋﺎﻣﺔ، وﻫﺬه المنطقة اﻟﺘي ﺗُﻌﺪ رﺋـﺔ الجزائر ﺧﺎﺻﺔ"، ودعا التنظيم من سماهم شباب الجنوب إلى "ﺗﻮﺣﻴﺪ ﻣﻄﺎﻟﺒﻬﻢ المشروعة، وتوحيد قيادات المظاهرات، وﺣﺴﻦ اﺧﺘﻴﺎرﻫﺎ"، وحذر من الاستجابة لمن وصفهم "بالوسطاء المرتشين المتباكين على ﻣﺼﻠﺤﺔ الجزائر ﺑﺪﻣﻮع التماسيح".
كما طالب التنظيم شباب الجزائر من غير الجنوب "ﻣﺆازرة إخوانهم في الجنوب، والحذو حذوهم، ﺑالخروج واﻟﺘﻈﺎﻫﺮ ﺿﺪ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﻘﻬﺮ واﻟﺘﻬﻤﻴﺶ والمحسوبية، والحذر ﻣﻦ ﻛﺬب اﻹﻋﻼم اﻟﺮﺳﻤﻲ وافترائه على أحرار الجزائر".
كما حذر تنظيم القاعدة من احتواء النظام لما سماها "الثورة المباركة"، والرضا بأنصاف الحلول، و أعلن وقوفه "إلى ﺟﺎﻧﺐ ﺷﺒﺎب الجنوب المظلومين، وﺗﺄﻳﻴﺪنا لمطالبهم المشروعة، وﻧﺪﻋﻮﻫﻢ إلى التحلي بالصبر واﺟﺘﻨﺎب اﻟﻔﺴﺎد في مظاهراتهم، والحفاظ على ﺳﻼﻣﺔ ممتلكات المسلمين ﻣﻦ أﻳﺪي ﺑﻠﻄﺠﻴﺔ اﻟﻨﻈﺎم والمنحرفين".
وفي سياق متصل، نظم شباب الجنوب في ولايات البيض و ورقلة والأغواط، السبت، وقفات احتجاجية سلمية، ورفع المحتجون في دائرة الأبيض سيدي الشيخ جملة من الشعارات تؤكد على "الطابع السلمي" لهذه الوقفة الاحتجاجية، وتدعو إلى "النضال حتى يعمل العاطل"، مشيرين إلى أن "جنوب بلا شمال لا معنى له"، وشارك حوالي 400 شاب في هذه الوقفة، مطالبين في رسالة قرأت على الحاضرين بضرورة "ترقية دائرة الأبيض سيدي الشيخ إلى ولاية منتدبة"، و"الاستثمار السريع للثروات الباطنية في المنطقة"، و"الإسراع في إنجاز مشروع مستشفى 120 سريرًا في ذات البلدية"، و "الاعتناء بالنشاط الرياضي والثقافي".
وأوضح المحتجون أنهم ليسوا دعاة تفرقة، ولن يكونوا كذلك، داعيين إلى "الأخذ بمطالبهم بجدية"، و"إصدار نصوص تشريعية تعاقب التشغيل المباشر، وتتضمن عقوبات ردعية ضد كل المسؤولين المخالفين لذات الإطار القانوني"، إضافة إلى "تخفيض الضرائب على النشاطات التجارية في هذه المناطق"، و"تعميم منحة الجنوب على أصناف الموظفين كافة".
كذلك خرج شباب ولايتي الأغواط وورقلة للاحتجاج، السبت، مطالبين بتوفير فرص عمل، وتكافؤ الفرص والتنمية الشاملة، حيث خرج نحو 500 شاب في وقفة احتجاجية في ساحة "المقاومة" وسط حي "المعمورة" في مدينة الأغواط ، رافعين الكثير من الشعارات ورددوا هتافات منددة بـ"الإقصاء والتهميش"، والمؤكدة في الوقت ذاته على "الوحدة الوطنية"، وعلى "سلمية الوقفة".