جانب من الاشتباكات الأخيرة في مصر
غزة ـ محمد حبيب
استنكرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، "الهجمة الشرسة التي يشنها ضدها وسائل الإعلام المصري وبخاصة المعارضة منها، بزج قطاع غزة مرة أخرى في الأحداث الدائرة في مصر، واتهام الحركة بالتدخل في الأزمة المصرية"، وذلك بعد تردد أنباء عن دخول عناصر من كتائب "القسام"
الجناح العسكري لـ"حماس" إلى سيناء بعتاد يصل إلى سبعة ألاف عنصر لحماية حكم الرئيس محمد مرسي التابع لجماعة "الإخوان" المسملين والمقرب والداعم لحكم "حماس" في غزة.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة "حماس"، د. محمود الزهار، إن "الإعلام المصري نشر بعض الأكاذيب ومارس التضليل الإعلامي وأراد تشويه صورة الفلسطينيين، ويسعى إلى شيطنة حركة (حماس)".
وأضاف الزهار في تصريحات متلفزة، مساء الثلاثاء، "الإعلام المصري لا يزال يحاول أن يصور (حماس) بالشيطان الرجيم، ويتهمها بأنها التي جاءت بالحروب إلى مصر لصالح فلسطين، وهذه الشائعات غير سليمة، ولا أساس لها من الصحة"، مؤكدًا أن "أصحاب مصالح مضللين مرتبطين بالنظام المصري السابق، يسعون إلى استكمال الفوضى الخلاقة التي أوجدتها أيدي ما قبل الثورة".
وأشار الزهار إلى أن "التطهير في أي بلد سيكلفها سقوط الدم والاقتصاد، ورغم ذلك فاقتصاد مصر قوي، ولن ينهزم"، موضحًا أن "التغيير حصل في مصر، والتدافع لا يزال يحصل، وسينتهي بتطهير البلاد، ويعود عليها بالخير الوفير، وأن ما يجري هو سنة من سنن الكون، وأن مصر ما بعد الثورة، تختلف عما قبلها من داخلها، ومع الشعب الفلسطيني، وأن الحرب على قطاع غزة عام 2008-2009، أعلنتها وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني من داخل مصر، بيد أنه في (حرب حجارة السجيل) 2012، خرج الرئيس المصري محمد مرسي ليشدد على وقف العدوان عن غزة"، وفق قوله.
من جهة أخرى، طالب القيادي الحمساوي مصر بتفعيل التبادل التجاري بينها وبين قطاع غزة، والضفة المحتلة، منوهًا إلى أن التبادل يصبح نشطًا اذا كانت هناك إرادة شعبية، مضيفًا "يحدث التبادل بين مصر وفلسطين عندما يشكل مجلس الشعب حكومة قوية، وبها يستطيع أن يفرض اتفاقات"، داعيًا مصر إلى أن "تأخذ دورها في تثبيت القدس المحتلة اقتصاديًا"، مؤكدًا أنها "تحتاج إلى كفاءة شعبها، وأن مصر قادرة على الخروج من أزمتها الحالية، وتثبيت نفسها، والوقوف أمام التضليلات".
وأعربت "حماس" عن استغرابها من قيام بعض وسائل الإعلام المصرية ببث الأكاذيب والأقاويل الملفقة على الشعب الفلسطيني وحركة "حماس" وكتائب "الشهيد عز الدين القسام"، حيث اعتبر المتحدث باسم الحركة فوزي برهوم في تصريح له عبر صفحته على "فيسبوك"، أن "كل ذلك مجرد افتراءات تهدف إلى دق الأسافين بين مصر وفلسطين، ومحاولة بائسة لتشويه سمعة (حماس) وكتائبها المقاومة المدافعة عن فلسطين وعزة وكرامة الأمة العربية والإسلامية".
ورأى المتحدث باسم الحركة في ذلك أيضا "محاولة لدق الأسافين بين أبناء الشعبين المصري والفلسطيني"، وقال "(حماس) إذ تقف على مسافة واحدة من كل أبناء الشعب المصري وأحزابه السياسية نؤكد على أن المستفيد الوحيد من هذه الفبركات الإعلامية هم أعداء مصر وفلسطين"، داعيًا إلى "وقف هذه الحملة المبرمجة والممنهجة، التي لطالما أثبتت فشلها ولن يكتب لها النجاح"، كما قال.
وفي السياق، أعربت الحكومة الفلسطينية المقالة في مؤتمر صحافي عقده الناطق باسمها طاهر النونو، مساء الثلاثاء ، عن استغرابها من محاولة بعض وسائل الإعلام المصرية إقحام الفلسطينيين في الأحداث المصرية الداخلية، مؤكدًا أن "مثل هذه المحاولات تأتي لتشويه صورة الفلسطينيين وتأجيج المشاعر وافتعال معارك وهمية".
وشدد النونو على أن "كل ما يقال في هذا الإطار إنما هو افتراءات وأكاذيب وادعاءات مضللة يقف من وراءها وسائل إعلام مشبوهة تسعى إلى إحداث الوقيعة بين فلسطين ومصر"، مضيفًا أن "الحكومة أكدت أكثر من مرة أنها لا تتدخل في أي من الشؤون المصرية الداخلية، وأنها تدعم بقوة أن تكون مصر قوية ومتماسكة"، مطالبا في الوقت ذاته وسائل الإعلام بـ"تحري الدقة وعدم تناول مثل هذه الإشاعات المغرضة أو الجري وراءها، وعلى أن يكون الإعلام مهنيًا وصادقًا".
يذكر أن الاتهامات التي تلوح بها عدد من وسائل الإعلام المصرية للزج بغزة في الخلافات الداخلية متواصلة، في حين أن التحقيقات التي تجرى في كل مرة ثبت براءة غزة, فكانت البداية بحريق الإسكندرية , وتلك القضية كانت قائمة ايام المخلوع حسني مبارك , حتى أظهرت التحقيقات براءة مدينة غزة , وتوالت الاتهامات وكان أخطرها اتهام غزة بمقتل 23 جنديًا مصريًا برفح المصرية خلال تناولهم وجبة الإفطار خلال شهر رمضان، ولكن مع الأحداث الدائرة في مصر, أصبح الزح في قطاع غزة في كل شاردة وواردة أسهل ما يمكن أن تفعله وسائل الإعلام المصرية والتي تحمل أجندات خارجية عدة, ليبقى السؤال الذي يطرحه المواطن الغزي لما يتم الزج بغزة في كل مرة، وما الطرق الكفيلة لتوضيح الموقف من قبل حكومة غزة و"حماس" والإعلام الفلسطيني.
من جانبه، قال الإعلامي د. نشأت الأقطش، في تصريحات صحافية، إنه "ومنذ حكم مبارك تحاول الإعلام والحكومة في حينها بإتهام قطاع غزة و(حماس) في جميع الأزمات التي تمر بها، وأن مصر لن تجد أفضل أو أسهل من قطاع غزة للزج به في جميع المشاكل والأحداث", مشيرًا إلى أن "الإعلام الجديد الذي تواجد مع بداية حكم مرسي يحاول بث الفتنه بين النظام والشعب وغزة".
وحول اذا ما وجدت إمكان محاسبة وسائل الإعلام المصرية لما يبث من اتهامات خلال الخلافات الداخلية في مصر أجاب الأقطش "من يحاسب من! نحن فقط نريد أن يكون هناك رد مقنع، وأن يكون التساؤل هل استطاعت الحكومة بغزة أن تواجه الأزمة أن تقدم الردود التي تقنع المواطنين في مصر"، فيما اتهم بعض وسائل الإعلام المصرية بـ"المأجورة والتي تحاول أن تقدم خدمة لجهة معينة", مطالبًا الجهات الرسمية في غزة بأن "تقدم البراهين عبر وسائل الإعلام لإثبات براءة غزة".
وكانت صحيفة "فلسطين "لتابعة لـ"حماس"، قد كشفت عن معلومات حصلت عليها عن سر الحملة الإعلامية التي تتعرض لها حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، طوال الشهور الأخيرة، عبر تحريض المصريين على سكان قطاع غزة، آخرها تسريب معلومات عن "إلقاء القوات المسلحة المصرية القبض على أكثر من ٢٠٠ فلسطيني يرتدون الزي العسكرى في بورسعيد، وترحيلهم إلى مقر المخابرات العسكرية للتحقيق معهم بتهمة قتل مواطنين مصريين".
وأضافت الصحيفة "وعقب رحلة بحث عن مصدر الخبر تبين أن منظمة حقوقية- قبطية، تطلق على نفسها (منظمة العدل والتنمية لحقوق الإنسان)، وتمارس نشاطها من صعيد مصر، تحديدًا من محافظة المنيا، هي التي تقف خلف تسريب عشرات الأخبار التحريضية ضد الحركة، بل وتنشر بيانات تحريضية تهدد الأمن والسلم الاجتماعي في مصر".
وكانت وسائل إعلام مصرية مكتوبة أيضًا ومصورة تداولت أخبارًا ملفقة تحدثت بأن رئيس "كتائب عزالدين القسام" في قطاع غزة مروان عيسى، قد نسق مع جماعة "الإخوان" على إدخال 3 مجموعات من أعضاء وجنود "القسام" إلى سيناء للمشاركة في ضبط الوضع الأمنى فى البلاد