روسيا تعتزم تسليم سورية صواريخ "إس 300"
دمشق ـ جورج الشامي
أعلنت روسيا، أنها ستستمر في تسليم سورية صواريخ متطورة من طراز "إس -300" المضادة للطائرات، وأن هذا النوع من الأسلحة سيساعد في ردع أي تدخل أجنبي، فيما حذر وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون، من إتمام تلك الصفقة، في حين رشح اتفاق روسي أميركي استثناء أي نقاش بشأن بعض
الوزارات السورية مثل الأمن والقوات المسلحة والمخابرات والبنك المركزي في مؤتمر "جنيف 2"، تزامنًا مع تأكيد وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، أن بلاده لا تنوي تسليح المقاتلين السوريين في الوقت الراهن رغم قرار الاتحاد الأوربي برفع حظر السلاح عن المعارضة السورية.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، الثلاثاء، للصحافيين، إن موسكو ستمضي قدمًا في تسليم سورية صواريخ متطورة من طراز "إس-300" المضادة للطائرات، وأن هذا النوع من الأسلحة سيساعد في ردع أي تدخل أجنبي، وأن هذه الصواريخ تُشكل عامل استقرار، هدفه ردع أي مخطط لتدخل خارجي في النزاع في هذا البلد، مضيفًا "نعتبر عملية التسليم هذه عامل استقرار، ونرى أن إجراءات كهذه تردع إلى حد كبير بعض العقول المحتدة من التفكير في سيناريوهات يتخذ فيها النزاع منحى دوليًا بمشاركة قوات أجنبية، وأن الأمر يتعلق بتسليم أسلحة دفاعية لحكومة البلاد للدفاع عن البنى التحتية والجيوش".
وأدلى المسؤول الروسي بهذه التعليقات، غداة رفع الاتحاد الأوربي الحظر على تسليم أسلحة للمعارضين السوريين، وهو القرار الذي انتقدته موسكو، معتبرة أنه يضر بجهود تنظيم مؤتمر دولي للوصول إلى تسوية سلمية، حيث أكد ريابكوف أن "العقد المتعلق بصواريخ (إس-300) وقع قبل سنوات مع الحكومة السورية.
وقد نشرت الصحافة الأميركية في مطلع أيار/مايو، معلومات من مصادر إسرائيلية، مفادها أن تسليم هذه الأنظمة الدفاعية المتطورة وشيك، فيما حذر وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون، الثلاثاء، من أن إسرائيل "تعرف ما ستفعله، إذا سلمت روسيا أنظمة دفاع جوي إلى سورية، وأن شحن الأسلحة لم يتم ونأمل بألا يتم".
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، "إن يعالون يلمح بذلك إلى غارات جوية جديدة، يمكن أن تشنها إسرائيل، كما فعلت مطلع الشهر الجاري قرب دمشق، حينما ذكر مسؤولون إسرائيليون أن القصف هدف إلى منع عمليات نقل أسلحة إلى (حزب الله).
وأعلن مصدر روسي، أن حكومة موسكو متفائلة بشأن مؤتمر "جنيف 2" لحل الأزمة السورية، بناء على تفاهم جرى بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ونظيره الروسي سيرغي لافروف، وأنه تم الاتفاق على أن يستثنى من النقاش في المؤتمر، وزارات الأمن والقوات المسلحة والمخابرات والبنك المركزي.
وأضاف المصدر، أن "اتفاق كيري - لافروف سمح للطرفين الاعتراض على الطرف الآخر، وهذا يعني إعطاء وفد الحكومة السورية حق الاعتراض على مشاركة أي عضو في وفد المعارضة، ووسع دائرة المعارضة التي لا تشمل فقط وفد الائتلاف الوطني، بل تضم أيضاً أطراف المعارضة الأخرى، بما فيها المحسوبة على الحكومة السورية.
وأكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن "تنظيم مؤتمر دولي لتسوية النزاع السوري، لن يكون مسألة سهلة"، وذلك بعد مشاوراته مع كيري في أحد فنادق باريس لمناقشة موعد المؤتمر الدولي المزمع انعقاده، وهوية المشاركين فيه من ممثلي الحكومة السورية والمعارضين له، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس".
وقال كيري في المؤتمر الصحافي نفسه، "إن البلدين ملتزمتان بمبادئ (اجتماع جنيف) بشأن سورية في 2012، والذي دعا إلى تشكيل حكومة انتقالية بموافقة الرئيس بشار الأسد وجماعات المعارضة".
ومن المقرر أن يجتمع كيري ولافروف في وقت لاحق، مع نظيرهما الفرنسي لوران فابيوس، حيث عبر الوزيران أيضًا عن قلقهما بشأن الاستخدام المحتمل للأسلحة الكيميائية في الصراع السوري، حيث قال كيري، "عبرنا عن مخاوفنا المشتركة بشأن أي استخدام محتمل للأسلحة الكيميائية، وضرورة التوصل إلى الأدلة، والتأكد مما حدث في هذا الشأن".
وأفاد وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، إثر اجتماع مع نظرائه الأوروبيين في بروكسل، أن بلاده لا تنوي تسليح المقاتلين السوريين المعارضين "على الفور"، على الرغم من قرار الاتحاد الأوروبي برفع الحظر على الأسلحة، موضحًا أنه "رغم أنه لا توجد خطة فورية لإرسال أسلحة إلى سورية، فإن رفع الحظر يتيح القيام بذلك مستقبلاً، إذا استمر تدهور الوضع".
وأكّد الناطق باسم الجيش السوري الحر، لؤي المقداد، أن "قرار الاتحاد الأوروبي رفع حظر السلاح عن المعارضة السورية خطوة إيجابية جدًا، وأن الشروط الأوروبية للبدء بإرسال السلاح متفق عليها، وعلى رأسها ضبط استعماله ووجود آليات واضحة لجمعه بعد سقوط النظام".
وعن رأي "الحر" بالخطوة الأوروبية، قال المقداد في حديث إلى وكالة "آكي" الإيطالية للأنباء، "إننا ننظر إلى القرار الأوروبي كخطوة إيجابية جدًا، ومفصل حقيقي في معركتنا مع هذا النظام المجرم الذي أمعن في قتل الشعب السوري، ونأمل بأن يُترجم هذا القرار بأسرع وقت على أرض الواقع، لأن كل دقيقة إضافية في عمر هذا النظام ثمنها أرواح السوريين الأبرياء".