الرئيسين اللبناني العماد سليمان والإيفواري الحسن واتارا
بيروت ـ جورج شاهين
ينهي رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان، صباح السبت، زيارته الرسمية إلى ساحل العاج، وينتقل، ظهرًا، إلى غانا، التي تشكل محطته الثالثة في الجولة الأفريقية، التي شملت السنغال، وشاطىء العاج، بعد توقف تقني في الجزائر، التقى أثنائه رئيس الجمهورية الجزائرية عبد العزيز بوتفليقة.
وقال أحد
المشاركين في القمة اللبنانية /الإيفوارية لـ "العرب اليوم" أن علاقة شخصية وودية قامت بسرعة قياسية بين الرئيسين اللبناني العماد سليمان والرئيس الإيفواري الحسن واتارا، بفعل ما شهدته العلاقات بين الرئاسة الإيفوارية واللبنانيين قادة الجالية في البلاد، من تحسن بعد تسلم واتارا السلطة، وتوضيح دور الجالية اللبنانية، التي ناصبته العداء بفعل صداقتها مع الرئيس السابق غباغبو، الذي لم يعترف بنتائج انتخابات البلاد، وتسبب بأزمة عنيفة، ما زالت آثارها قائمة في القصر الرئاسي المدمر، والكثير من المناطق، التي شهدت عمليات عسكرية قبل عام ونصف.
وقال المسؤول أن الرئيس واتارا قال لسليمان "إن شعب أبيدجان خرج مرتين إلى الشوارع لاستقبال شخصيات دولية، الأولى عندما زارنا رئيس جنوب أفريقيا نيلسون مانديلا، وكنت يومها رئيسًا للحكومة، وكان الرئيس عاجزًا عن القيام بمهامه، ورافقته في الزيارة، والثانية عندما قصدتم بلدنا".
ولفت واتارا إلى أن الترتيبات تجري، لاستقبال العاهل المغربي الملك محمد الخامس، الإثنين المقبل، وأن البحث معه سيتناول الكثير من القضايا التي أثارها الرئيس سليمان، بشأن ثروات الدول الأفريقية، وكيفية الإستفادة من مواردها الأقتصادية الهائلة.
وأشاد واتارا بقدرات الجالية اللبنانية التي وفر الصناعيون والتجار فيها ضعفي وظائف الدولة، حيث بلغ عدد العاملين في شركاتهم 300 ألف وظيفة، معترفًا أن السطات المالية ارتكبت أخطاء كبيرة بحق التجار والصناعيين اللبنانيين، لكنه طلب من وزير المال، منذ أن تسلم السلطة، معاملة اللبنانيين كما الإيفواريين والأفارقة والفرنسيين وغيرهم من الرعايا الأجانب، ووقف كل أشكال الإجحاف بحق اللبنانيين.
وأبلغ الوزير عدنان منصور "العرب اليوم" أن سفارة ساحل العاج ستفتح قبل نهاية العام الجاري، وأنه توافق ووزير الخارجية، في لقاء جانبي بينهما، على هامش القمة، على تبادل الرسائل الرسمية، التي يُعبر فيها العاجيون عن النية في إحياء عمل السفارة.
وقال منصور أن اتفاقًا تم بين الرجلين على أن يكون الاتصال مباشر بينهما، أيًا تكن الحادثة، التي يمكن أن يشهدها البلدان، أو تمس بمصالح أي منهما.
وعلم "العرب اليوم" أن تفاهمًا على إجراءات مشتركة، تم التوصل إليه في اللقاء بين المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم، ووزير الداخلية الإيفواري، من شأنها تعزيز العلاقات بين البلدين، وما يضمن مصالحهما، كما اتفقا على التواصل والسعي إلى أفضل العلاقات، فور افتتاح السفارة الإيفوارية في بيروت.
وفي اللقاء بين الرئيس سليمان والسفراء العرب، أشاد السفير اللبناني بدور القوة الأردنية العاملة في إطار القوات الدولية والأفريقية المشتركة في ساحل العاج، في حماية الجالية اللبنانية، وتوفير حياة وأمن أكثر من 600 شخص لبناني، وتحدث رئيس الجمهورية عن علاقات ودية بينه والعاهل الأردني الملك عبدالله، تترجم بالاتصالات المفتوحة بين البلدين، وتبادل للرسائل كلما دعت الحاجة.
وفي اللقاء أشاد السفير المغربي بدور الجالية اللبنانية، معتبرًا أنها في طليعة الجاليات العربية، وهي حامية لمصالح العمال العرب.
ولما شكر السفير المصري الرئيس سليمان على مواقفه من القضية الفلسطينية، قال سليمان "لا يمكننا إلا أن نكون مع القضية المركزية بالنسبة إلى العرب وهي فلسطين، وبقدرة العرب بما يمتلكونه من طاقات، أو يوفروا حماية مصالحهم، متى توافقوا على استثمار هذه القوة"، وأضاف "نحن لسنا من دعاة إبادة إسرائيل، لكننا نرفض أي توجه لإبادة شعب عربي، أو دولة عربية".