عناصر من الأمن الوطني يؤمنون مقر انعقاد الحوار الوطني
صنعاء ـ علي ربيع
أعلنت شخصيات حزبية وقبلية يمنية، مقاطعتها للحوار الوطني الذي يبدأ، الاثنين، كانت قد وافقت على المشاركة في الحوار الوطني الذي يأتي ضمن متعلقات العملية الانتقالية في البلاد. وقررت ثلاثة أحزاب صغيرة ضمن تكتل أحزاب "اللقاء المشترك" الذي قاد المعارضة ضد نظام صالح، أعلنت في بيانات لها،
مقاطعتها للحوار، لتدني تمثيلها فيه، وقال نائف القانص القيادي في "اللقاء المشترك" "إن حزب البعث علق عضوية مشاركته في مؤتمر الحوار الوطني بسبب تجاهل مطالبهم".
ويضم "اللقاء المشترك" 3 أحزاب كبيرة بينها حزب الإصلاح الإسلامي(الإخوان)، بالإضافة إلى الاشتراكي والناصري، وحصلت الأحزاب الثلاثة مجتمعة على نحو118 مقعدًا في الحوار مقابل 15 مقعدا فقط لأحزاب: البعث، والحق، واتحاد القوى الشعبية.
وأعلنت خمس شخصيات من جنوب اليمن وردت أسماؤهم ضمن قائمة المشاركين في الحوار أنهم لن يشاركوا فيه، من بينهم النائب في البرلمان أحمد سيف حاشد، الذي قال في تصريحات على "فيسبوك" لن أخذلكم ولن أخذل الثورة والشهداء وسأعلن غدا رفضي المشاركة في مثل هذا الحوار".
من جهته أعلن الزعيم القبلي البارز ورجل الأعمال حميد الأحمر، والقيادي في حزب الإصلاح في بيان صادر عن مكتبه، وتلقى "العرب اليوم" نسخة منه، مقاطعته لمؤتمر الحوار الوطني، احتجاجًا على قرار الرئيس هادي بشأن تشكيل أسماء المشاركين في الحوار" معتبرًا أنه اشتمل على "تجاوزات ومخالفات للمبادرة الخليجية"، وأقصى شريحة علماء الدين.
كما انتقد الأحمر عدم تشاور الرئيس هادي مع رئيس الحكومة محمد سالم باسندوة بشأن الدعوة إلى مؤتمر الحوار، وانتقد موافقته على منح جماعة الحوثي (الشيعية)35 مقعدًا في الحوار، وتجاهل مكونات سنية أخرى في صعدة التي يسيطر عليها الحوثيون(شمال اليمن).
وفي حين يضم الحوار الوطني اثنين من أشقاء الملياردير الأحمر، يعد من أبرز معارضي نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح، كما أنه قيادي بارز في حزب الإصلاح (الإخوان) ويمتلك عشرات التوكيلات الأجنبية والشركات التجارية، من بينها أكبر شركة اتصالات في اليمن.
وانتقد ناشطون سياسيون وحركات شبابية، على صفحاتهم في"فيسبوك" مشاركة أعضاء في مؤتمر الحوار اليمني، تربطهم علاقات قرابة عائلية، وأحصوا في سياق استشهادهم نحو 70 مشاركًا ومشاركة تربطهم علاقات أسرية، كالأب والابن، والأشقاء، والزوج والزوجة، والابن والعم، والأب والبنت، ووصفوا مؤتمر الحوار الوطني علي سبيل السخرية بـمؤتمر"الحوار العائلي".
وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أصدر السبت قرارًا رئاسيًا ضم أسماء 565 شخصية للمشاركة في الحوار الوطني يمثلون مختلف الأحزاب والقوى والجماعات السياسية في البلاد، إلا أنه استبعد شخصيات دينية مثيرة للجدل، كما استبعد في قراره تمثيل الطائفة اليهودية المحدودة في اليمن، والتي لا تتجاوز عشرات الأشخاص.
من ناحية أخرى، تشهد مدن جنوب اليمن استعدادات لحشد الآلاف من أنصار"الحراك الجنوبي" في تظاهرات ترفض الحوار الوطني وتتمسك بمطلب انفصال الجنوب عن شمال اليمن، فيما وصل الأحد، إلى العاصمة صنعاء القياديان في الحراك الجنوبي، أحمد بن فريد الصريمة ومحمد علي أحمد للمشاركة في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الحوار اليمني.
وكان الصريمة وأحمد اللذان يقودان فصيلاً في المعارضة اليمنية الجنوبية، قد أعلنا المشاركة في الحوار على قاعدة ما أسموه" استعادة الدولة في الجنوب"، في حين تمسك الفصيل الذي يقوده نائب الرئيس الأسبق علي سالم البيض بمقاطعة الحوار،مع قادة جنوبيين آخرين يقيمون في الخارج.
وتواصلت الأحد، بحسب مصادر محلية، دعوات فصائل في "الحراك الجنوبي" للاحتشاد، الإثنين في مدينة عدن(كبرى مدن الجنوب) تعبيرًا عن رفضهم للحوار، وسط مخاوف من مصادمات وأعمال عنف قد تشهدها المدينة، ومدن جنوبية أخرى.
إلى ذلك، قررت الحكومة اليمنية، الأحد، أن يكون يوم الإثنين عطلة رسمية لموظفيها، لمناسبة بدء مؤتمر الحوار الوطني، وسط تشديد أمني فوق المعتاد تحسبًا لأي أعمال إرهابية قد تعكر أجواء الحوار الوطني.
ويستمر الحوار الوطني في اليمن نحو شهرين ونصف، بحسب قرار الرئيس هادي، السبت، غير أن أعضاء في لجنة التحضير للحوار قالوا لـ"العرب اليوم" إنهم يشكون في أن تكون المدة كافية لإنجاز الملفات المطروحة على طاولته.
ويسعى المتحاورون اليمنيون للتوافق على شكل جديد للدولة وعلى وضع دستور جديد، تقام بموجبه انتخابات عامة في شباط/فبراير 2014 إنهاء للعامين الانتقاليين اللذين أعقبا تنحي صالح عن السلطة عقب انتفاضة شعبية عارمة في العام 2011.