نواكشوط ـ محمد أعبيدي شريف كشفت مصادر أمنية الجمعة عن أن "القوات الموريتانية المرابطة على الحدود مع مالي، تعتقد أن ما لا يقل عن 10 من الموريتانيين الناشطين في تنظيم القاعدة المسلح في مالي، قد تمكنوا بالفعل من التسلل إلى التراب الموريتاني"، مؤكدة أن "عملية تمشيط واسعة تقوم بها قوات الأمن من أجل كشف وجهة المتسللين الذين يعتقد أنهم محميون من طرف شبكة تأمين واسعة حسب مصادر أمنية".
وذكرت المصادر نفسها أن "خطة التسلل، تعد الخطة البديلة لدى هؤلاء العناصر، ولم يكشف عما إذا كانت هذه الخطة انشقاقًا رسميًا عن التنظيمات المسلحة التي تم طردها من المدن في الشمال المالي؟، أم أنها تأتي بالتنسيق مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والحركات المتحالفة معه؟.
فيما رحجت معلومات أخرى أن "يكون الجهاديون الموريتانيون قرروا اللجوء إلى بلادهم، فرارًا من العمليات العسكرية البرية التي تقوم بها القوات الفرنسية والتشادية ضد معسكرات المسلحين التابعين للجماعات الناشطة في الشمال المالي"، فيما أكدت مصادر إعلامية سنغالية الجمعة أن "فرنسا عاودت استخدام القاعدة العسكرية الفرنسية السابقة في السنغال، لشن طلعات وغارات جوية على الشمال المالي"، وأضافت أن "طائرات عسكرية تتوقف في قاعدة "وكام" في داكار أثناء رحلتها من فرنسا إلى شمال مالي للمشاركة في العمليات العسكرية في الشمال المالي"، مشيرة إلى أن "الطائرات الحربية الفرنسية التي تمر بهذه القاعدة منذ عدة أيام، تقوم بمراقبة الأجواء الجوية، وتحدد الأهداف المحتملة في الشمال المالي، كما تقوم بتقصي المعلومات عن الجماعات المسلحة، لتكون هذه المرة الأولى التي تستخدم فيها فرنسا قاعدتها العسكرية "واكام" السابقة في السنغال، لأغراض عسكرية  منذ إغلاقها بداية العام 2010 بعد أكثر من 36 عامًا على وجود القوات الفرنسية على الأراضي السنغالية، على الرغم من الاتفاق المسبق بين البلدين الذي ينص على إمكان استخدام القاعدة في أعمال إنسانية فقط".
وتزامنًا مع أحداث الضربات الجوية الفرنسية التي تشنها ضد الجماعات الجهادية المقاتلة في شمال مالي وأنباء عن تسلل جهاديين إلى موريتانيا، جدد عرب أزواد انتقاداتهم لفرنسا التي تتهمها بالقيام بمجازر ضدهم، وهو ما أكده  القيادي البارز في الجبهة العربية الأزوادية، محمد الأمين ولد أحمد الذي شدد على أن  "الجيشين الفرنسي والمالي يقومان بمجازر ضد عرب الشمال المالي"، مؤكدًا أن "قوات عسكرية مشتركة بين الجيشين المالي والفرنسي فتحت النار الخميس على مجموعة من البدو في منطقة "تلفنتقت" الواقعة على بعد 120 كيلومترًا شمال شرق مدينة غاو، مما أسفر عن مقتل رجلين و11 امرأة وإصابة  16بجروح متفاوتة الخطورة"، مضيفًا أن "القوة العسكرية غادرت منطقة "تلفنتقت" ومرت بمخيمات أخرى من البدو الرحل، واعتقلت كل من فيها من الرجال والنساء والأطفال"، فيما نقلت مصادر إعلامية موريتانية، الجمعة، عن مصادر قولها إن "الجيش المالي اعتقل بعض أبناء العرب والطوارق مساء الخميس عند بئر على بعد عشرات الكيلومترات شرق مدينة غاوب الشمال المالي"، موضحة أن "الجيش المالي لا يزال يواصل حملة اعتقالاته للعرب والطوارق التي بدأها مع اندلاع الحرب في المنطقة".
وكانت الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية دولية، قد طالبت بفتح تحقيق في الانتهاكات التي يقوم بها الجيش المالي ضد الطوارق والعرب والفلان في منطقة شمال مالي، لكن الرئيس المالي بالوكالة أكد للرئيس الموريتاني الأسبوع الماضي في العاصمة نواكشوط أثناء زيارة لمناقشة أزمة بلاده أن "باماكو ستقوم بتحقيق بشأن تلك الاتهامات بتصفية العرب والطوارق".