بيروت ـ جورج شاهين أكد قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي أن دماء العسكريين التي هدرت في عرسال، الجمعة الماضي، لن تذهب هدرًا، فالجيش سيتابع هذه القضية حتى توقيف المجرمين وتحقيق العدالة كاملة"، وردًا على ما بثته شاشة "المنار" التي يديرها "حزب الله" عن صدور ما يقرب من 30 مذكرة توقيف قد صدرت عن القضاء اللبناني بحق أبناء من عرسال الذين شاركوا في الاعتداء على الجيش اللبناني،  و من جانبه أكد المدعي العام التمييزي القاضي حاتم ماضي، في اتصال مع الوكالة الوطنية للإعلام مساء الأحد أن لا صحة للمعلومات التي أوردتها هذه المحطة، فيما التقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وفدًا من هيئة العلماء المسلمين يرافقهم مشايخ عرسال، ونقل له وفد الهيئة نتيجة زيارتهم إلى عرسال ونتيجة مشاهدتهم في أعقاب اللقاءات التي عقدوها مع ممثلين عن عائلات البلدة ، و وقالت مصادر ميقاتي لـ " العرب اليوم" إن الوفد الإسلامي أبدى استعداده للتعاون لتطويق ذيول الأحداث المؤلمة التي شهدتها البلدة في أعقاب المواجهة غير المحسوبة التي شهدتها الجمعة الماضي، هذا وكان قد شيع لبنان، الأحد، أحد ضباطه بالإضافة إلى رقيب في الجيش اللبناني، قتلا في الكمين المسلح في بلدة عرسال البقاعية، أثناء توقيف أحد المتهمين باختطاف الآستونيين السبعة قبل عامين، والمتورط كذلك في سلسلة اعتداءات على الجيش اللبناني، حيث وصل قائد الجيش العماد جان قهوجي، لتقديم التعازي إلى عائلة الضابط، لحقه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وسط حشد شعبي كبير، للاحتفاء بالضابط الشهيد.
هذا وقد قدم  قائد الجيش اللبناني العماد قهوجي تعازيه الحارة لأفراد عائلة الرائد الشهيد بيار بشعلاني بعد مشاركته في تشييع جثمانه إلى مثواه الأخير، منوهًا بمناقبية الشهيد وصفاته القيادية المميزة، تفقد قهوجي العسكريين الجرحى في المستشفى العسكري المركزي - بدارو ومستشفى رزق في الاشرفية، حيث وقف على أوضاعهم الصحية، متمنيا لهم الشفاء العاجل. مؤكدا "ان دماء الرائد بيار بشعلاني ودماء رفيقه المعاون الشهيد إبراهيم زهرمان والعسكريين الجرحى كافة لن تذهب هدرا، فالجيش سيتابع قضيتهم حتى توقيف المجرمين وتحقيق العدالة كاملة".
و أكد العماد جان قهوجي أن دماء العسكريين التي هدرت في عرسال، الجمعة الماضي، لن تذهب هدرًا، فالجيش سيتابع هذه القضية حتى توقيف المجرمين وتحقيق العدالة كاملة".
وردًا على ما بثته شاشة "المنار" التي يديرها حزب الله عن صدور ما يقرب من 30 مذكرة توقيف قد صدرت عن القضاء اللبناني بحق أبناء من عرسال شاركوا في الاعتداء على الجيش اللبناني أكد المدعي العام التمييزي القاضي حاتم ماضي، في اتصال مع الوكالة الوطنية للإعلام، مساء الأحد، أن لا صحة للمعلومات التي أوردتها هذه المحطة.
وأشار إلى أنه وجه استنابة قضائية إلى مديرية المخابرات في الجيش لإيداعه كل ملفات التحقيقات الجارية حتى الآن، وخصوصا التصريحات التي صدرت عن رئيس بلدية عرسال، تمهيدا للاطلاع عليها واتخاذ الإجراءات المناسبة في شأنها، لافتا إلى أنه يشرف على التحقيقات التي تقوم بها مديرية المخابرات، ولم يتم إصدار أي مذكرة توقيف في حق الموقوفين حتى الآن.
فيما  أثارت في ليل السبت المشاهد  التي بثها تلفزيون "أل بي سي آي" عما تعرض له العسكريون في عرسال، مشاعر أهالي بلدة المريجات، مسقط الرائد الشهيد بيار بشعلاني، فعمد عدد من الشبان إلى قطع الطريق الدولية بين المريجات وضهر البيدر، بسواتر ترابية والإطارات المشتعلة، تعبيرا عن غضبهم مما تعرض له ابن بلدتهم ورفاقه قبل أن تتدخل وحدات الجيش لتعيد فتحها قبيل منتصف الليل بعد ساعتين على قطعها.
و في السياق ذاته التقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وفدًا من هيئة العلماء المسلمين يرافقهم مشايخ عرسال، ونقل وفد الهيئة إلى ميقاتي نتيجة زيارتهم إلى عرسال ونتيجة مشاهدتهم في أعقاب اللقاءات التي عقدوها مع ممثلين عن عائلات البلدة .
هذا و قالت مصادر ميقاتي لـ " العرب اليوم" إن الوفد الإسلامي أبدى استعداده للتعاون لتطويق ذيول الأحداث المؤلمة التي شهدتها البلدة في أعقاب المواجهة غير المحسوبة التي شهدتها الجمعة الماضي.
واشترط الوفد بحسب المصادر عينها تحقيقًا في الحادث مبدين كل استعداد للمساهمة في تسليم المطلوبين من قيادة الجيش في أعقاب هذا التحقيق .واعتبر الوفد أمام ميقاتي أن رد فعل أهالي عرسال لم يكن مبررا على الإطلاق.
ومن جانبه رأى رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" السيد هاشم صفي الدين، في حفل تأبيني في مسجد القائم في الضاحية الجنوبية، أن "الاعتداء على الجيش اللبناني، هو نتاج تحريض متراكم، يهدف إلى إضعاف دوره في حماية الدولة والوطن والسلم الأهلي، من اجل النفاذ للداخل اللبناني".
وقال: "لا فرق بين الاعتداء على الجيش العربي السوري لإضعاف دوره في المقاومة، والاعتداء على الجيش اللبناني بهدف إضعاف دوره الحامي للوحدة الوطنية والنيل من أساسه المتين في بناء الدولة".
و في السياق ذاته تقدمت "القوات اللبنانية - الحركة التصحيحية"، في بيان مساء الأحد، ب"أحر التعازي من أهالي الشهيدين الرائد بيار بشعلاني والمعاون إبراهيم زهرمان ومن رفاقهما في المؤسسة العسكرية، قادة وضباطا وأفرادا"، متمنية الشفاء للعسكريين الجرحى.
ورأت أنه "من نهر البارد إلى أحداث طرابلس وعكار، إلى مجزرة عرسال (...) الهدف واحد وهو إضعاف الجيش وتحييده حتى يتسنى لهم القضاء على الوطن، فلا وطن من دون أمان، ولا أمان من دون الجيش، لا أمن بالتراضي ولا دويلات أمنية على حساب الوطن".
وختمت: "إننا نقف وراء جيشنا بكل فخر وإعتزاز، متضامنين، داعمين وآملين ان يبسط الجيش والقوى الأمنية اللبنانية سيطرتهما على كل شبر من لبنان. فلتقطع اليد التي تمتد على جيشنا من جذورها أيا كانت وفي أي ظرف كان".
على صعيد آخر انتشرت أنباء ليل أمس عن اشتباكات عنيفة  داخل الأراضي السورية على أطراف منطقة تل كلخ السورية وتساقطت أكثر من 14 قذيفة مدفعية في خراج بلدات لبنانية شمالية قريبة من الحدود وتوزعت هذه القذائف على الضفة اللبنانية لمجرى النهر الكبير في خراج بلدات الدبابية والنورا وحكر جانين، وسقطت أحداها في تلة بلدة العبودية، دون الإفادة عن وقوع إصابات.
هذا وكانت قد شيع لبنان، الأحد، أحد ضباطه بالإضافة إلى رقيب في الجيش اللبناني، قتلا في كمين مسلح في بلدة عرسال البقاعية، أثناء توقيف أحد المتهمين باختطاف الآستونيين السبعة قبل عامين، والمتورط كذلك في سلسلة اعتداءات على الجيش اللبناني، حيث وصل قائد الجيش العماد جان قهوجي، لتقديم التعازي إلى عائلة الضابط، لحقه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وسط حشد شعبي كبير، للاحتفاء بالضابط الشهيد.
وو وصل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان إلى المريجات، حيث قدم واجب العزاء إلى عائلة الشهيد الرائد بيار بشعلاني، وقد قابل والد الشهيد قائلاً "هذا قدره"، كما أكد رئيس الجمهورية اللبنانية على أن "قيادة الجيش مصممة على توقيف المعتدين على دوريتها في عرسال"، مشددًا على "ضرورة الالتفاف حول الجيش، ورفض المتطرفين والإرهابيين، وعدم إيواء المسلحين". وأضاف سليمان "يجب أن تكون الكلمة للدولة والجيش فقط، ونأمل أن يأخذ الحق مجراه، وأن يتم إلقاء القبض على المجرمين"، وختم بالقول "إن شاء الله يأخذ الحق مجراه، وفي أسرع وقت ممكن، و يعاقب المجرمون شر عقاب".
من جانبه، دعا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى ترك الحرية للجيش اللبناني لحل الإشكال الذي وقع في البلدة، وتسليم الجناة من المسلحين الذين أطلقوا النار على الجيش، وقتلوا نقيبًا ورقيبًا، وأكد ميقاتي بعد زيارته إلى وزارة الدفاع لتقديم التعازي على  ضرورة أن  يحل هذا الإشكال بأسرع  وقت ممكن، وأن يتم تسليم مطلقي النارعلى الجيش اللبناني إلى الجهات القضائية المختصة.
وردًا على سؤال بشأن تورط رئيس البلدية ونجله في الاعتداء على الجيش، وعن طريقة تعاطي الحكومة مع هذا الموضوع، قال ميقاتي "وفق ما سمعت، حتى رئيس البلدية كان يدّعي أن الجيش لم يكن ظاهرًا، وأن السيارات لم تكن  للجيش، وهو يعلن تأييده للجيش، وفي المقابل، فإن قيادة الجيش تؤكد أن العناصر المستهدفة كانت بلباسها العسكري، والتحقيق سيكشف كل الحقائق"، مؤكدًا أن "الجيش اللبناني يملك الغطاء السياسي الكامل للقيام  بواجبه".
كذلك وجه قائد الجيش العماد جان قهوجي أمرًا إلى العسكريين في هذه المناسبة، جاء فيه "أتوجه إليكم وأنتم تودعون اليوم شهيدين من خيرة أبناء المؤسسة العسكرية بتحية احترام وتقدير، لوقوفكم في وجه مخطط إدخال بلدنا في أتون الفوضى الإقليمية التي يحاول الجيش جاهدًا تحييده عنها.
في هذا اليوم الحزين، نقول للذين يراهنون على استهداف الجش، مخطىء من يعتبر أن تعاطينا بحكمة مع الأحداث ضعف، ومخطىء من يفكر أن عملنا لمكافحة الإرهاب الذي يريد ضرب استقرار مجتمعنا والعيش المشترك بين أبناء وطننا قد يتوقف لأي اعتبار.
اليوم نؤكد لرفيقينا وللجرحى الذين سقطوا أن معمودية الدم لمواجهة مخطط الفتنة مستمرة، ولن نسكت أو نقبل أي مساومة سياسية على دم شهيدينا، الرائد بيار بشعلاني والمعاون إبراهيم زهرمان، ونرفض أي محاولة من أي طرف أتت للتخفيف من وطأة وبشاعة الجريمة التي ارتكبت بحق الجيش، عن سابق تصور وتصميم، وبأساليب همجية بعيدة عن معتقداتنا المسيحية والإسلامية، فالجيش لن يتراجع مهما كلف الأمر، إلى أن يقتص من المجرمين، أيًا كانت هويتهم وكان انتماؤهم، ومهما علت صرخات المدافعين عنهم، ووعدنا لشهيدينا وعائلاتهما ورفاقهما أن ينال الفاعلون والمتواطئون ما يستحقونه، مهما دفعنا من أثمان، نبذلها في سبيل وحدة لبنان وأمنه واستقراره".
وفي الإطار نفسه، أكد وزير الدفاع فايز غصن على أن "الحكومة اللبنانية لن تترك جريمة الاعتداء على الجيش في عرسال تمر مرور الكرام من دون محاسبة وعقاب للمجرمين"، مشيرًا إلى أن "الجيش يقوم بعمليات البحث والتحري عن الفاعلين من أجل القبض عليهم وإحالتهم إلى القضاء"، لافتًا إلى أن "قائد الجيش العماد جان قهوجي قد قطع زيارته إلى العاصمة الفرنسية باريس، وعاد إلى لبنان من أجل أخذ الإجراءات الأمنية، مؤكدًا "لا سلطة فوق سلطة الجيش اللبناني والقانون، وأي يد تمتد إلى الجيش سيتم قطعها، لأنها ستنال من هيبة وشرف وكرامة ورمز الوطن".