تظاهرات "جمعة الكرامة" في  ميدان التحرير القاهرة ـ أكرم علي توافد المئات من المتظاهرين المصريين على ميدان "التحرير" في مسيرات خرجت من مساجد عدة في القاهرة، للمشاركة في تظاهرات "جمعة الكرامة"، التي دعا إليها 36 حزبًا وحركة سياسية، للمطالبة بإقالة هشام قنديل وإسقاط حكم "الإخوان المسلمين"، فيما قام الحرس الجمهوري بتشديد التأمين أمام قصر الاتحادية تحسبًا لأعمال عنف قد تندلع أثناء التظاهرات المنطلقة إلى محيط القصر الجمهوري، بينما انبرى خطباء المساجد ينبذون العنف، ويدعون إلى استكمال طريق الثورة.
وتجمع مئات المتظاهرين حول المنصة الرئيسية لميدان التحرير مرددين هتافات منددة بسحل "حمادة صابر"، ومنددة بجماعة الإخوان المسلمين والرئيس مرسي، هاتفين "يسقط يسقط حكم المرشد".
وبدأت المنصة الرئيسية في ميدان التحرير، عقب صلاة الجمعة، إحياء فعاليات مليونية "الكرامة أو الرحيل"، بإذاعة الأغاني الوطنية وترديد المشاركين هتافات ضد النظام.
وردد المتظاهرون هتافات: "ارحل"، "يسقط يسقط حكم المرشد"، "المحاكمة للعصابة اللى الحاكمة"، " الشعب يريد إسقاط النظام"، " ياللي جاي بالصندوق الشعب منك بقى مخنوق"، ولا تزال الأعداد في الميدان قليلة، وسط توقعات بتزايدها عند وصول المسيرات القادمة من مختلف الميادين.
وانطلق المئات من المتظاهرين أيضًا من أمام مسجد مصطفى محمود بالمهندسين، عقب صلاة الجمعة، في اتجاه ميدان التحرير، وردد المتظاهرون هتافات مناهضة للرئيس مرسي وحكم الإخوان المسلمين.
فيما خرجت مسيرة تضم عددًا من الحركات والائتلافات الثورية والشباب المستقل، متجهة إلى قصر الاتحادية عقب صلاة الجمعة في مسجد النور بالعباسية، للمشاركة في فعاليات "جمعة الكرامة"، للمطالبة بالقصاص للشهداء وإقالة النائب العام، ووقف آلة البطش والإرهاب ضد كل الشعب.
ورفض الشباب المتظاهرون في مسيرة النور استهداف النشطاء السياسيين ورموز المعارضة، كما رفضوا ممارسات الداخلية.
وعلى جانب آخر، شهدت المسيرة نداءات عدة من قبل المتظاهرين بالشوارع الجانبية، بجوار مسجد النور، لحشد أكبر عدد من أهالي العباسية، للانضمام إلى المسيرة المتجهة إلى الاتحادية، للمطالبة بإسقاط حكم المرشد والقصاص للشهداء.
ومن جانبه، قال خطيب الجمعة في ميدان التحرير الشيخ محمد عبد الله نصر "إن الإسلام الذي تسير عليه جماعة الإخوان المسلمين ليس إسلام النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، لأن ديننا الإسلامي يعلي من الشأن والكرامة الإنسانية، ولا يحطها مثلما فعل (الإخوان المسلمين) من اعتداء على الكرامة المصرية"، موجهًا رسالة للإخوان المسلمين بأن "دينكم يجب أن يطلق عليه دين السحل والهتك، وليس دين الإسلام، فيجب أن تتأكدوا أن كرامة المصري فوق المأكل والمشرب".
كما وجه نصر، رسالة إلى الرئيس محمد مرسي قائلًا له "سنكبر عليك يوم رحيلك، وجماعتكم لا تمثل مصر لأنها هي الجماعة التي قال مرشدها السابق مهدي عاكف "سلطة مصر"، وهدفكم الموت في سبيل الكرسي، وليس الموت في سبيل الله كما تدعون".
ومن جهته، ألقى إمام مسجد عمر مكرم، الشيخ مظهر شاهين، خطبة الجمعة من داخل مسجده الواقع في محيط ميدان التحرير، وافتتحها بالتذكير بأهم المطالب التي قامت من أجلها ثورة كانون الثاني/ يناير قبل عامين من الآن، مضيفًا في خطبته "بعد أن راح مئات الشهداء والمصابين لم تتحقق أهداف الثورة من عيش وحرية وكرامة إنسانية، وبات الزمن الذي نعيشه مليئًا بالفتن، وعاود الذين حرموا الخروج على الحاكم آنذاك يُحرِّمون الآن مرةً أخرى الخروج على حكم الرئيس مرسي، وأصبح الحال المتعارف عليه بعد عامين من الثورة التي قامت من أجل استرداد الكرامة الإنسانية، أن يُسحل المواطنون ويُعذبوا، ويقتلوا على طريقة خالد سعيد".
ووجهة رسالة إلى رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي قائلاً: "الشعب لن يسمح بعودة عجلات الثورة إلى الخلف، والمصريون دماؤهم غالية، والخلاف السياسي لا يٌواجه بالقتل والعنف أبدًا، ومصر الآن وصلت إلى حالة من الاقتحام لم تشهدها من قبل، لأن الرئيس لا يريد مخالفة جماعته".
كما انتقد خطاب الرئيس محمد مرسي الذي أعلن فيه حالة الطوارئ وحظر التجول في مدن القنال، وأكد أن "هذا الخطاب ما كان دالاً إلا على ضعف نظام الحكم، لا سيما وأن شعب "القنال" لم يلتفت للخطاب ونزلوا الشوارع للاحتفال في ساعات حظر التجول، لافتًا إلى أن "الشعب لن يسمح لأي فصيل سياسي بأن يتدخل في شئون الأزهر وتسييسه، وأنه قادر على العبور بثورته إلى بر الأمان"، وأضاف: "سنحافظ على الثورة وأهدافها".
وبدأت عدد من المسيرات الوصول إلى الميدان في مقدمتها مسيرة مسجد الفتح قادمة من ميدان رمسيس والسيدة زينب.
وطالب القيادى العمالي، كمال أبو عيطة، بضرورة محاكمة الرئيس محمد مرسي مثلما حوكم مبارك على جرائم القتل التي وقعت بسبب سياسته الفاشلة، ووزير الداخلية، مؤكدًا استمرار الثورة حتى تحقق أهدافها، مصرحًا إلى "مصر اليوم" أنه سيشارك في تظاهرات الجمعة من أما قصر الاتحادية التي تطالب بإقالة قيادات وزارة الداخلية المسئولة عن قتل المتظاهرين.
في السياق ذاته، أكد وزير الأوقاف، طلعت عفيفي أن "المسلم يجب أن يكون قدوة في أعماله وتصرفاته، وأن العالم يتأثر بتصرفات ربع سكانه من المسلمين، ويمكن للعالم أن يرى الإسلام شيئًا جميلاً، كما يمكن أن يراه سيئا في تصرفات معتنقيه"، مؤكدًا أن "المسلم لا يخرب الممتلكات العامة والخاصة بالعباد، وأن هذه التصرفات ليست من أخلاق الإسلام، وغريبة علينا جميعًا".
وأضاف عفيفي في خطبته في الجامع الأزهر، أن "المسلم يقتدى به الجميع، فهو دائمًا ما يكون صادقًا حتى يصبح كالغيث، حيثما وقع نفع"، مؤكدًا على "أن القدوة الحسنة مطلوبة بين الجنود في قائدهم والتلاميذ في معلمهم، وأن منهج الإصلاح قول وعمل، ولا يطالب القائد من يقودهم بالإصلاح، ويخالفهم إلى غيره"، موضحًا أن "المسلم شاهد على الإسلام كالشاهد على قضية، وأن المسلم شاهد على قضية الإسلام بتصرفاته".
ورفض خطيب مسجد عمر بن عبد العزيز، المجاور لقصر الاتحادية، الشيخ محمود بكار، استغلال الدين والوطن بهدف استخدام العنف.
وأشار بكار في خطبته أن استخدام العنف باسم حبه للوطن أو الدين، فالله والدين منه براء، ومن يستخدم العنف يكن لمصلحته الشخصية أو لهوى نفسه.
كما شدد بكار في خطبته على ضرورة احترام الاختلاف مع الآخرين، وألا '' نُعادي بعضنا بسبب اختلافاتنا''.
وبدوره ناشد الشيخ محمد حسان، المواطنين بالتزام الهدوء، وعدم الذهاب إلى قصر الرئاسة، مشيرًا إلى أن هذا "ظلم وفساد وإفساد".
وأضاف حسان، أثناء خطبته في جامع الحصري في مدينة السادس من أكتوبر، "يجب على كل مسلم شريف أن يحافظ على تراب هذا البلد"، وتابع "عبِّر عن رأيك كما شئت لكن باحترام دون حرق أو تدمير، فيا من تحرق المنشآت في مصر إنك تحرق نفسك وبيتك، فمصر نفسك ومصر بيتك".
وعلى الصعيد الأمني قامت قوات الحرس الجمهوري بالدفع بعدد من مجنديها أمام البوابتين 3 و4 في قصر الاتحادية، وذلك في ظل غياب تام لقوات الأمن المركزي عن محيط القصر، باستثناء المحور الخلفي المطل على صلاح سالم.
وتمركز جنود الحرس الجمهوري خلف الأسلاك الشائكة والحواجز المعدنية، الموجودة أمام البوابتين المطلتين على شارع المرغني وشارع الأهرام.
وفي محافظة الإسكندرية، تستعد القوى المدنية والسياسية للمشاركة في "جمعة حق الدم" في ميدان القائد إبراهيم عقب صلاة الجمعة، والتي تنطلق بمسيرة من القائد إبراهيم وتنتهي أمام منزل المحافظ في منطقة جليم، للمطالبة بالقصاص للشهداء، وإقالة حكومة قنديل والنائب العام وإسقاط الدستور.
ومن الأحزاب المشاركة في تظاهرات الجمعة، حركة "شباب 6 أبريل" وحزب "المصريين الأحرار" و"حركة كفاية" وحركة "تغيير" في الإسكندرية، كما أعلنت حركة "شباب اليسار" في الإسكندرية عن مشاركتها في فعاليات الجمعة، وإعلان مواصلة التظاهر والتصعيد حتى محاكمة وزير الداخلية وجميع مديري الأمن الذين سقط عندهم شهداء ومصابون، وتطهير وزارة الداخلية، وكذلك إقالة الحكومة، ومحاكمة رئيس الوزراء هشام قنديل على أحداث العنف وسقوط الشهداء، وإصدار قانون العدالة الانتقالية، وعودة جميع الشركات التي صدر حكم بعودتها إلى الدولة، وأيضًا إلغاء القوانين كافة المقيدة للحريات، وإلغاء قانون العمل الجديد، وإصدار قانون الحد الأدنى والحد الأقصى للأجور، وكذلك إقالة النائب العام وإصدار السلطة القضائية، والإفراج عن المعتقلين كافة في السجون، ورفض قروض البنك الدولي.
ومن ناحيتها، قامت وزارة الصحة والسكان بالدفع بحوالي 15 سيارة إسعاف بالقرب من نادى هليوبوليس في شارع المرغني، وذلك استعدادًا للمسيرات التي من المقرر أن تصل إلى قصر الاتحادية، في وقت لاحق، الجمعة، في إطار فعاليات "جمعة الكرامة".
وأعلن رئيس هيئة الإسعاف المصرية محمد سلطان عن خطة تأمين التظاهرات في ميدان التحرير والسويس وميدان القائد إبراهيم.
وأشار إلى أن ميدان التحرير سوف يتم تأمينه بـ ٦٥ سيارة إسعاف مجهزة، من بينها ٤٥ سيارة حول الميدان، و١٠ سيارات احتياطي متمركزة في معهد ناصر، و١٠ في البحر الأعظم، بالإضافة إلى تأمين ميدان القائد إبراهيم بـ٥ سيارات، والسويس بـ٥ سيارات، وباقي الميادين في المحافظات كل حسب احتياجه.