طرابلس ـ مفتاح السعدي قررت المحكمة الليبية في مدينة الزنتان، الخميس، تأجيل النظر في قضية سيف الإسلام، نجل الزعيم الليبي الراحل معمّر القذافي، والمتهم فيها بـ"المساس بأمن الدولة ومحاولة الهروب من المحكمة"، إلى جلسة 2 أيار/مايو المقبل، لتوكيل محامٍ لسيف الإسلام في هذه القضية، وإخطار وفد محكمة الجنايات المتهم بتهريب وثائق له للحضور. وأكّد الناطق الرسمي باسم مكتب النائب العام الليبي طه بعرة، في تصريح، أن سيف الإسلام القذافي مثل للمرة الأولى أمام محكمة في مدينة الزنتان، منذ اعتقاله فيها خلال محاولته الهروب باتجاه النيجر في 19 تشرين الثاني/نوفمبر العام 2011، موضحًا أنه واجه خلال جلسة المحكمة تهمة المساس بأمن الدولة، ومحاولة التنسيق مع وفد من محكمة الجنايات الدولية للهروب، وأن المحكمة قرّرت تأجيل النظر قضية سيف الإسلام إلى 2 أيار/مايو المقبل، وذلك لإخطار وفد محكمة الجنايات الذي أُفرج عنه للحضور في الموعد، وتوكيل محامٍ لسيف الإسلام في هذه القضية.
وقال بعرة، خلال اليومين الماضيين، أن محكمة سيف الإسلام القذافي ستتم خلال هذا الشهر في مدينة الزنتان، إلا في حال اضطرار المحكمة لضم قضيته إلى باقي المتهمين من النظام السابق، وبالتالي ستتم محاكمته في العاصمة طرابلس.
من جانبه، صرح المتحدث باسم النائب العام الليبي، بأن "سيف الإسلام متهم بتورطه مع وفد المحكمة الجنائية الدولية، المتهم بحمل مستندات وأشياء أخرى ترتبط بأمن ليبيا، وقد اتهم خلال التحقيقات بارتكابه جرائم حرب، وسيتم إعادة محاكمته بشأن ذلك في وقت لاحق"، فيما قال مصدر قضائي في وزارة العدل الليبية لـ"يونايتد برس إنترناشنال"، إن "المحكمة التي مثل أمامها سيف الإسلام، الخميس، لا علاقة لها بالتهم الأخرى التي ستوجه إليه في محكمة ثانية، وتتعلق بدوره في التحريض على قتل الليبيين خلال الثورة على نظام والده الراحل معمّر القذافي".
وقد تم إلقاء القبض على المحامية الأسترالية ميلندا تايلور، التي عينتها المحكمة الجنائية لسيف الإسلام، وتقرر حبسها لمدة ثلاثة أسابيع للاشتباه في قيامها بتسليم عملائها وثائق تخل بالأمن القومي، وكذلك أُلقي القبض على إحدى زملاء المحامية، ولم يحضر أحدهما جلسة المحكمة.
يُشار إلى أن وفد المحكمة الجنائية الدولية الذي قام بزيارة سيف الإسلام في شهر حزيران/يونيو الماضي، أُوقف في مدينة الزنتان بسبب ما أُعلن في حينه عن أن المحامية تايلور قامت بتسليمه وثائق اعتبرت أنها تمس الأمن القومي الليبي، فيما وجهت السلطات الليبية للمحامية، وهي رئيسة قسم دعم المحامين في المحكمة الجنائية الدولية، بالإضافة إلى المترجمة اللبنانية هيلين عساف، تهمة محاولة تسليم سيف الإسلام قلمًا عبارة عن كاميرا، ورسالة مشفّرة من مساعده محمد إسماعيل، غير أنه تم الإفراج عنهما.
ويُعد سيف الاسلام مطلوبًا من قِبل المحكمة الجنائية الدولية لاتهامه بجرائم حرب، ويأمل بأن تقوم المحكمة بترحيله إلى لاهاي، بيد أن السلطات الليبية تود محاكمته في ليبيا حيث من المحتمل أن يواجه عقوبة الإعدام.
وكانت التظاهرات قد اندلعت ضد معمر القذافي في شباط/فبراير 2011 ، وكانت مدن عدة قد أعلنت استقلالها عن حكم القذافي، كما أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بشأن القذافي ونجله سيف الإسلام، وتم أسر القذافي وقتله في تشرين الأول/أكتوبر 2011، ويواجه سيف الإسلام محاكمة بتهم القتل والتعذيب وإعدام مدنيين في الأيام الأولى للانتفاضة الليبية، وتم اعتقاله في تشرين الثاني/نوفمبر 2011، أثناء محاولة الفرار إلى النيجر، ومنذ ذلك الحين وهو موجود في مكان سري في زنتان غرب ليبيا.