الرئيس أوباما وإلى جواره السيناتور تشوك هاجيل المرشح لتولي منصب وزير الدفاع الأميركي
لندن ـ سليم كرم
أكد محللون سياسيون، أن المرشح لتولي منصب وزير الدفاع الأميركي السيناتور تشوك هاجيل، يتعرض إلى حملة هجوم شرسة من قِبل المسؤوليين الأميركيين الذين نصبوا أنفسهم حماة لإسرائيل، "نظرًا لانتقاده قوة نفوذ اللوبي اليهودي في أميركا، التي اعتادت معاقبة أي مسؤول أميركي يحاول أن يشذ عن فكرة أن
إسرائيل لا يمكن أن تخطئ، بالإضافة إلى تأكيده ضرورة خفض موازنة البنتاغون، ورأيه الداعم للجهود الدبلوماسية في ملف النووي الإيراني".
ونشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، مقالاً يدافع عن السيناتور هاجيل، أكدت فيه أن "هاجيل سيأتي بالواقعية المطلوبة في البنتاغون"، إلا أن صحيفة (واشنطن بوست) ترى غير ذلك وتعمل على تضليل وخداع السلطة في أميركا"، مشيرة إلى مثل شعبي قديم يقول معناه "إنه بالإمكان الحكم على شخص ما من خلال سمعته عند أعدائه، وإذا ما طبقنا هذا المثل على السيناتور تشوك هاجيل المرشح بقوة لقيادة البنتاغون، نجد أن الهجوم الشرس ضده، قد رفع كثيرًا من سمعته وجدارته لتولي المنصب".
وأضافت "الغارديان"، "لقد بدأت الحرب على هاجيل فور صعود إسمه كمرشح لتولي المنصب، على لسان مصادر معروفة للجيمع وأولهم هؤلاء الذي نصبوا أنفسهم حماة لإسرائيل، وتزعموا حملة التشكيك في شخصه لأنه ينتقد مساعي اللوبي اليهودي في أميركا التي اعتادت معاقبة أي مسؤول أميركي يحاول أن يشذ عن فكرة أن إسرائيل لا يمكن أن تخطئ، ولم يمض وقت طويل حتى قامت مجلة (ويكلي ستاتدرد) التي تعكس وجهة نظر المحافظين الجدد، بإعلان عزمها على إثبات أن هاجيل معادي للسامية، والسؤال هو: ما الذي يجعلهم يقولون بأن هاجيل كاره لليهود؟ والسبب في ذلك أنه ألمح ذات مرة إلى أن اللوبي اليهودي يرعب الشعب الأميركي على نحو يفوق قدرة قلة من السياسيين على ذلك، وفي أعقاب ذلك الهجوم جاء الهجوم الأعنف في افتتاحية لصحيفة (واشنطن بوست) تحت عنوان: تشوك هاهيل ليس الاختيار الصحيح لمصب وزارة الدفاع".
وتابعت الصحيفة البريطانية، "لابد من الإشارة هنا إلى أنه عندما يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية الأميركية أو أمن القومي الأميركي نجد أن افتتاحيات صحيفة (الواشنطن بوست) دائمًا ما تبتعد عن الصواب، وأنه كلما كانت القضية صخمة كلما زاد خطأ الصحيفة الأميركية، والدليل على ذلك أنها أخطأت في ما يتعلق بالحرب على العراق والحرب في أفغانستان، والتي لاتزال تواصل حتى الآن أرائها غير الصائبة بشأنها، وها هي الآن تخطئ بشكل قاطع في ما يتعلق بالسيناتور تشوك هاجيل، ولهذا فإن الأمر يتطلب أن نتعامل مع كل ما تقوله (واشنطن بوست) بقليل من الشك والتحفظ، وبخاصة ما يرد بصفحات الرأي داخلها"، لكنها أوضحت "ولا يعني هذا أن هاجيل هو المرشح الأمثل لمنصب وزير الدفاع، فحقيقة الأمر هو أنه وعندما يعلن رئيس ديمقراطي استعداده لاختيار شخص جمهوري لمنصب وزارة الدفاع، فهذه خطوة لا تخدم سوى فكرة أن الديمقراطيين لا يدعمون بالقدر الكافي الجيش في تولي الأمن القومي في الحكومة الأميركية، كما أن الأفراد الذين يحملون لقب سيناتور لم يثبتوا جدارتهم في تولي المناصب القيادية".
وأوضحت "الغارديان"، أن "النقطة السابقة ليست وجهة النظر التي تطرحها صحيفة (واشنطن بوست) بشأن هاجيل، وإنما تعترض فقط على مواقفه من قضايا ومسائل حرجة، والواقع أن هاجيل جمهوري ينتمي إلى المدرسة الواقعية القديمة، ترى الصحيفة الأميركية أنه نوع يوشك على الانقراض، وأنه بمثابة مارق ومرتد عن الخط العام للفكر الأيديولوجي للمحافظين الجدد من الجمهوريين، فهو يعتقد على سبيل المثال أن موازنة وزارة الدفاع تضخمت وأنها بحاجة إلى الخفض، كما أنه يؤيد خفضًا في بعض النفقات الخاصة التي ستسري اعتبارا من الشهر المقبل والتي ستمس موازنة البنتاغون، وكل ما تريده (واشنطن بوست) هو أن يكون المرشح لتولي منصب وزارة الدفاع شخص لا يؤمن بأن موازنة البنتاغون قد تضخمت وترهلت، وتدعم حملتها ضد هاجيل بأراء البعض الذي يرى أن أي خفض من شأنه أن يؤثر على مستقبل البحرية الأميركية، وآراء بعض القادة العسكريين الذين يعتقدون بأن خفض موازنة البنتاغون من شأنه أن يحد من القدرات العملية للجيش، وهي تصريحات وآراء يلجأ إليها المسؤولين في أي وزارة بهدف تخويف الكونغرس والصحافيين، وتصوير الأمر على أن الخفض سيكون بمثابة كارثة".
ورأت الصحيفة البريطانية، أنه "بالإضافة إلى موقف هاجيل من الموازنة العسكرية في الولايات المتحدة، هناك أيضًا موقف الرئيس باراك أوباما من إيران"، مستشهدة بتشكيك هاجيل في استخدام القوة لمنع إيران من الاستمرار في برنامجها النووي، ودعمه للجهود الدبلوماسية، وتشكيكه أيضًا في فعالية العقوبات المفروضة على طهران"، موضحة أن "تشكيك هاجيل في مدى فعالية استخدام القوة ضد إيران، تجد لها صدى في أوساط الغالبية من القيادات العسكرية الأميركية الرسمية وكذلك في أوساط القيادات الغير عسكرية، وأن معارضته للعقوبات صحيحة تمامًا، في ضوء ما ثبت من أنها غير فعالة كوسيلة لإجبار الدولة على تغيير سياستها"، وتخلص الصحيفة إلى أن هاجيل هو الأنسب لتولي منصب وزارة الدفاع في الولايات المتحدة".