الرئيس الأميركي باراك أوباما مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو
لندن ـ سليم كرم
أعرب بعض المحللين السياسيين والكتاب الصحافيين عن تفاؤلهم من إمكان اعتبار زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى منطقة الشرق الأوسط بمثابة بداية لحملة أميركية من أجل سلام عادل، وذلك على الرغم من أن الفلسطينين لديهم الكثير من المبررات التي تجعلهم غير متفائلين. ونشرت صحيفة
"غارديان" البريطانية مقالاً للكاتب الفلسطيني سامي عبد الشافي قال فيه "إنه من غير الواقعي أن نتوقع انفراجة في الموقف من زيارة أوباما إلى إسرائيل، وذلك إذا ما أخذنا في الاعتبار حجم التشاؤم الفلسطيني تجاه دور الإدارة الأميركية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والأمل ينحصر في ألا تؤدي الزيارة إلى تفاقم الأوضاع وازدياد الأمور سوءًا. ومع ذلك فإنه لا يمكن تجنب تدهور الموقف إلا إذا قام الفلسطينيين أنفسهم باستغلال زيارة أوباما عن طريق دفع الموقف نحو ما إذا كانوا يستحقون العيش بكرامة مثل أي أمة ذات سيادة".
أضاف عبد الشافي "ولم تعترف أي من الحكومات الإسرائيلية بالفلسطينيين كشعب مثل غيره من الشعوب، ناهيك عن الشعب الإسرائيلي نفسه، واستمرت الحكومات الإسرائيلية في سياسة إخضاع الفلسطينيين، وتجريدهم من ممتلكاتهم كافة بحجة المتطلبات الأمنية، ولا شك في أن استمرار هذه السياسية يضع إسرائيل في صورة محتل عدواني ذي نزعة غريزية شرسة. فالحكومة الإسرائيلية تغض الطرف عن سرقة الأراضي الفلسطينية، والتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس، أضف إلى ذلك حصارها لغزة، وازدراءها السافر لعملية السلام".
وأردف "من الضروري أن يسعى الفلسطينيون للتأثير على الرئيس الأميركي في ما يتعلق بمفهوم الأمن عند إسرائيل، ولا بد أن يفسروا له ما يعنيه هذا المصطلح في حقيقة الأمر، وكيف أن إسرائيل تستخدمه بمهارة كتعبير مخفف ومبرر لعدوانها، واستمرار احتلالها للأراضي الفلسطينية".
وتابع عبد الشافي "ولا يمكن استمرار سحق وتدمير سبل العيش للفلسطينيين. ولنا أن نسأل: كيف يمكن لتصدير الزهور من غزة إلى الضفة الغربية أن يؤثر على أمن إسرائيل؟ وهل يتحقق أمن إسرائيل بمنع الناس العاديين من السفر بين غزة والضفة الغربية لزيارة أقاربهم؟ وكيف يتضرر أمن إسرائيل من تحقيق التنمية الاقتصادية للفلسطينيين، حتى يتمكنوا من التحرر من الاعتماد الكامل على المعونات الأجنبية؟".
واستطرد "من المهم أيضًا طرح السؤال الآتي: كيف يمكن أن تساعد عملية الفصل بين الإسرائيليين والفلسطينيين ونظرة كل طرف إلى الآخر على أنه غريب ودخيل، في حماية أمن إسرائيل؟".
وأوضح عبد الشافي أنه "من المنطقي قيام أوباما بالتأكيد على الالتزام الأميركي بالدعم المتواصل لأمن إسرائيل، مع الاعتراف بأنه لا يمكن أن يكون على حساب قتل آمال شعب يتطلع إلى حياة كريمة، وإذا لم يتحقق ذلك، فإنه ليس أمامنا سوى الافتراض بأن إسرائيل سوف ترى في ذلك استعدادًا من الإدارة الأميركية لضمان دعم مزيد من الرفض الإسرائيلي للتفكير في حل حضاري للصراع".
وأكد أن "الكثير من الفلسطينيين لا يدرك تمامًا كيف أن أوباما انتهى به المطاف في الشرق الأوسط إلى حال هو في صالح إسرائيل، بعد الأمال الكبيرة التي كانت معلقة عليه في بداية توليه الرئاسة الأميركية. وعلى الرغم من أن أوباما خيب آمال الفلسطينيين فيه، إلا أن الفلسطينيين أنفسهم يقع عليهم اللوم بسبب انقساماتهم الداخلية وبسبب سماحهم باقتران قضيتهم بما يسمى بثورات الربيع العربي".
واستطرد عبد الشافي بالقول "إن إعادة تركيز الفلسطينيين على كامل حقوقهم كشعب يقتضي منهم أيضًا فصل قضيتهم عن ثورات الربيع العربي. إن الميل إلى تصوير الصراع العربي الإسرائيلي في ضوء ما يحدث من تطورات في العالم العربي كان أمرًا حتميًا، ويتعذر اجتنابه، ومع ذلك فقد ساهم ذلك في منح إسرائيل مجالاً واسعًا لمواصلة سياساتها العدوانية، التي لا يتم رصد غالبها تقريبًا".
وأكد الكاتب في ختام المقال على أنه لا يزال متفائلاً بإمكان قيام الفلسطينيين بمعاونة أوباما على مساعدتهم ومساعدة الإسرائيليين، من خلال تحقيق قفزة مهمة، وأعرب عن اعتقاده بأن "أوباما من منظور كونه رئيس دولة تدعم الحياة والتحرر، وتسعى لتحقيق العدل والإنصاف، سوف يقوم بتذكير كل من الفلسطينيين والإسرائيليين بالمساواة في الحقوق بينهما ككائنات بشرية. ومن شأن ذلك أن يشكل البداية لرغبة الولايات المتحدة في الاندفاع نحو سلام عادل".