وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي
الجزائر ـ سفيان سي يوسف دافع وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي، الأحد، على رد فعل الحكومة الجزائرية والتي استنكرت بشدة التصريحات التي أطلقها زعيم حزب "الاستقلال" المغربي حميد شباط، التي طالب فيها باسترجاع مناطق تندوف وبشار لكونها أراضي مغربية استعمرتها الجزائر، وهي التصريحات التي وصفتها الجزائر بـ"الخطيرة وغير المقبولة". وتساءل رئيس الدبلوماسية الجزائرية، خلال ندوة صحافية مشتركة مع وزراء الشؤون الخارجية لاتحاد المغرب العربي، في الرباط، "هل يمكننا قبول تصريحات يقوم بها البعض من إخوتنا في المغرب عافهم الله بشأن أشياء تجاوزها الزمن وتمت تسويتها منذ مدة، دون التحرك؟"، وكان الأمين العام لحزب الاستقلال المغربي، حميد شباط قد طالب باسترجاع كل من تندوف وبشار كونها أراضي مغربية استعمرتها الجزائر. وشدد من جهته، وزير خارجية الجزائر، في الرباط على أنه لا ينبغي طرح مسألة الصحراء الغربية على الصعيد الثنائي بين البلدين، وإنما على مستوى منظمة الأمم المتحدة، وقال مدلسي "لا ينبغي طرح مسألة الصحراء الغربية على الصعيد الثنائي (الجزائر-المغرب) لأنها توجد على مستوى الأمم المتحدة، كما أن الزيارة الأخيرة لوزير الشؤون الخارجية المغربي إلى الجزائر منذ عام ونصف كانت قائمة على هذا الاتفاق". وأكد مدلسي عقب أعمال الدورة 31 لمجلس وزراء الشؤون الخارجية لاتحاد المغرب العربي أن الجزائر والمغرب تربطهما "الطموحات نفسها" ضمن علاقاتهما الثنائية، معرباً عن أمله في أن تتطور هذه العلاقات بشكل "ايجابي وسريع حتى تصبح طبيعية" في المجالات كلها مهما كانت المشاكل التي يواجهها البلدان، معتبرا أنه من الضروري إرساء مناخ ملائم لاسيما من خلال الصحافة للتقدم في الاتجاه الصائب، وخاطب مدلسي الصحافة المغربية قائلا "هذا ما ننتظره منكم (وسائل الإعلام)". وفيما يتعلق بقضية إعادة فتح الحدود البرية بين البلدين، أكد رئيس الدبلوماسية الجزائرية، أن هذه المسألة تعد منذ زمن طويل محل دراسة ولكن "ليست مدرجة في جدول أعمال اتحاد المغرب العربي، غير أنه جدد أن إعادة فتح الحدود لن تخرج عن إطار يتجاوز إرادة الشعبين والدولتين الجزائر والمغرب. وكانت الحكومة الجزائرية، انتقدت الجمعة، تصريحات زعيم حزب "الاستقلال" المغربي حميد شباط، التي طالب فيها باسترجاع مناطق تندوف وبشار لكونها أراضي مغربية استعمرتها الجزائر، ووصفتها "بـ"الخطيرة وغير المقبولة"، وشدد الناطق الرسمي للخارجية الجزائرية، على أن "سيادة الجزائر ووحدة أراضيها وحرمة الحدود الجزائرية، لا يمكن أن تكون، في أي حال من الأحوال، وتحت أي ظرف من الظروف، محل مناورات سياسية أو حزبية طائشة، والتي من شأنها أن تلغّم علاقات حسن الجوار"، محذراً من تكرار مثل هذه التصريحات. وأضاف بلاني، "أن هذا المسؤول، الذي كان قد أدلى في الماضي القريب، بتصريحات مشابهة، يستحسن أن توجه له النصيحة، في عدم المثابرة في الاستفزاز والمغامرة، والتي تعد طعنا في الاتفاقية المتعلقة بترسيم الحدود بين الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية والمملكة المغربية، والتي وقعت بتاريخ 15 حزيران/يونيو 1972، والتي ضمت خرائط ملحقة، وتم تسجيلها لدى الأمانة العامة للأمم المتحدة". وتأزمت العلاقات الجزائرية المغربية، في الأيام الأخيرة، لسبب ملف الصحراء الغربية، وبخاصة بعد صدور مسودة القرار الأميركي القاضي بتوسيع مهام "المينورسو" في الصحراء لتشمل مراقبة حقوق الإنسان. وكانت الحكومة الجزائرية جددت ، الأحد، تمسكها بمبادرة السلام العربية التي أطلقتها قمة بيروت، مؤكدة أن السلام لن يتحقق في الشرط الأوسط إلا من خلال قيام دولة فلسطينية مستقلة في حدود 1967، فيما حذّرت الجزائر على لسان وزيرها للشؤون الخارجية، مراد مدلسي، بخصوص الملف السوري من مغبة الانزلاق تجاه حرب أهلية طاحنة في ظل ظهور مؤشرات لتدخل أجنبي وشيك. وقال مدلسي في كلمة له في افتتاح أعمال الدورة الـ31 لمجلس وزراء الشؤون الخارجية لبلدان اتحاد المغرب العربي في العاصمة المغربية الرباط: "نجدد تمسكنا بمبادرة السلام العربية التي أطلقتها قمة بيروت وتأكيدنا على أن السلام لن يتحقق في هذه المنطقة إلا من خلال قيام دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة في حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف وكذا انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة جميعها"، وأوضح مدلسي أن "الانسداد الذي يشهده مسار السلام في الشرق الأوسط واستمرار إسرائيل في بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة وحملة تهديد وتهويد القدس الشريف، كلها تطورات تبعد كل يوم آمال التوصل إلى سلام عادل ودائم قائم على مبدأ الأرض مقابل السلام". كما وجه رئيس الدبلوماسية الجزائرية، دعوة "ملحة" لمختلف الفصائل الفلسطينية من أجل "تحقيق المصالحة ورص الصفوف للتمكن من مواجهة التحديات المقبلة". وفي الشأن السوري، حذر مدلسي من "الانزلاق نحو حرب أهلية طاحنة تكون نتيجتها الحتمية تفتيت هذا البلد الشقيق إلى كيانات في ظل استمرار العنف الأعمى"، موضحا أنه "أمام تزايد المخاطر المحدقة بهذا البلد الشقيق وظهور مؤشرات تدخل أجنبي، نجدد الدعوة إلى مختلف الأطراف في سورية إلى تغليب لغة الحوار والعقل حفاظا على مصلحة بلدهم بما يصون سيادة ووحدة أراضيه"، مجددا دعم وتأييد الجزائر للجهود التي يبذلها المبعوث المشترك الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي في سبيل التوصل إلى "جمع أطراف الأزمة كلها حول طاولة حوار لإيجاد حل سياسي يستند إلى وثيقة جنيف". ولدى تطرقه إلى الأحداث التي تشهدها مالي، دعا رئيس الدبلوماسية الجزائرية إلى "مزيد من اليقظة وتكثيف المساعي بمساعدة دول المنطقة والمجموعة الدولية لإيجاد حل دائم للأزمة التي يعيشها هذا البلد"، مشيرا إلى أن ذلك "لن يتأتى إلا من خلال إطلاق حوار جاد تشارك فيه جميع الأطراف ومكونات المجتمع الفاعلة بمختلف أطيافها في إطار خارطة طريق محددة الأهداف وتنظيم انتخابات خلال شهر جويلية المقبل بما يحفظ الوحدة الترابية وسيادة هذا البلد الشقيق". وفي إطار الحوار بين بلدان المتوسط ضمن مجموعة 5+5 الذي جرى اجتماعها الأخير في نواكشوط في نيسان/أبريل الماضي، قال مدلسي "إننا نشجع على حوار جماعي بين اتحاد المغرب العربي والاتحاد الأوروبي باعتباره يمثل فضاء سياسياً واقتصادياً لأهم شركائنا" على أن يؤسس هذا الحوار، مثلما أوضح، على "قاعدة من الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة والمنفعة المتبادلة".