الرئيس المصري محمد مرسي
لندن ـ سليم كرم
أثارت تصريحات أحد مستشاري الرئيس المصري، بشأن المحرقة اليهودية الهولوكوست، الغضب في الأوساط اليهودية، إذ قال إن "الهولوكوست كذبة من اختراع الولايات المتحدة".
وذكرت صحيفة "الديلي ميل" البريطانية أن "فتحي شهاب الدين الذي يشغل منصب رئيس لجنة الثقافة والإعلام
في مجلس الشوري ورئيس لجنة معايير اختيار رؤساء تحرير الصحف القومية المصرية، وهو أحد الشخصيات المقربة من الرئيس المصري محمد مرسي، قال إن "الستة ملايين يهودي الذين قتلهم هتلر، قد تم نقلهم في واقع الأمر إلى أميركا".
وتأتي تلك التصريحات في الوقت الذي يحتفل فيه العالم بذكرى "الهولوكوست" التي توافق الأحد الماضي، كما تأتي كذلك بعد قرابة أسبوع من الكشف عن تصريحات سابقة للرئيس مرسي نفسه والتي وصف فيها اليهود بأنهم "أحفاد القردة والخنازير".
وقال شهاب الدين إن "خرافة الهولوكوست هي صناعة أميركية اختلقتها أجهزة الاستخبارات الأميركية بالتعاون مع نظيراتها في دول الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية، بهدف تدمير صورة وسمعة خصومها في ألمانيا، ولتبرير هجماتها وتدميرها للمنشآت المدنية في دول المحور وتبرير ضرب هيروشيما وناجازاكي بالقنبلة الذرية".
وأضافت الصحيفة البريطانية أن "هذه التصريحات تثير المخاوف من أن الحكومة المصرية تضم مثل إيران، عناصر بارزة ترفض الاعتراف بالمحرقة اليهودية التي تشير الصحيفة إلى أنها "موثقة تاريخيًا".
وأوضحت الصحيفة أن "تلك الصريحات الغريبة تثير أيضًا قلق إسرائيل التي كانت لديها علاقات طيبة مع الرئيس المصري السابق حسني مبارك الذي أطاحت به الثورة المصرية قبل عامين".
ويقول المدير الإسرائيلي لمركز سيمون ويسينثال المتخصص في مكافحة معاداة السامية، والذي يقوم بتدريس الهولوكوست لأجيال المستقبل، إفرام زوروف ، إن "الآراء التي أعلن عنها شهاب الدين تكشف عن شخصية ذات توجهات خطيرة". وأضاف في تصريحات أدلى بها لـ "موقع فوكس نيوز" على الإنترنت "أن المقلق في الأمر، أن هذه المزاعم تصدر عن شخص في مثل موقعه". وأوضح أن "الحقيقة المحزنة تكمن في أن هذه الآراء شائعة نسبيًا في العالم العربي، وأن ذلك يرجع إلى الجهل من ناحية، وإلى الحكومات التي تتبنى فكرة إنكار "الهولوكوست" من ناحية أخرى".
وكان البيت الأبيض قد أدان في مطلع كانون الثاني/يناير الجاري، الرئيس مرسي بعد الكشف عن تصريحاته التي سبق وأن وصف فيها اليهود بأنهم "أحفاد القردة والخنازير".
وتشير "الديلي ميل" البريطانية إلى تقارير تنسب إلى زعيم الإخوان المسلمين مطالبته للمصريين "بتربية أطفالهم وأحفادهم على الكراهية". كما تنسب إليه في تصريحات أخرى قوله إن "الصهاينة هم مصاصو دماء يعتدون على الفلسطينيين، وأنهم من نسل القردة". وتؤكد الصحيفة البريطانية أنه "سبق وأن أدلى بهذه التصريحات قبل ثلاث سنوات، ولكن لم يكشف النقاب عنها إلا في الآونة الأخيرة".
وقال المتحدث باسم الرئيس الأميركي باراك أوباما في البيت الأبيض، جاي كارني إن "هذه اللغة التي رأيناها "مهينة جدًا". وأضاف "نحن نرفض تمامًا مثل هذه التصريحات، مثلما نرفض أي تعبيرات تحض على الكراهية الدينية". وأكد أن "مثل هذا النوع من الخطاب صار شائعًا في المنطقة منذ فترة طويلة، وأنه ضد السلام".
وقد عكست آراء مرسي وتوبيخ إدارة أوباما لها، مرحلة جديدة من التوتر في العلاقة المعقدة التي تربط حاليًا بين الولايات المتحدة ومصر التي تحبو على طريق الديموقراطية.
يذكر أن مرسي ومنذ انتخابه رئيسًا لمصر في حزيران/يونيو العام 2012 ، في أعقاب الثورة المصرية التي أطاحت بنظام مبارك، دائمًا ما يعد بالالتزام ببنود معاهدة السلام مع إسرائيل.
وتؤكد الصحيفة أن "مرسي أبدى أسلوبًا عمليًا وبراجماتيًا في تسهيل اتفاق وقف إطلاق النار في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، بين إسرائيل وقادة حماس في قطاع غزة، على الرغم من رفضه التحدث مباشرة مع المسؤولين الإسرائيليين آنذاك".
وعلى الرغم من ذلك، لكن الغرب يتخوف من أن يكشف مرسي عن نهج إسلامي متطرف في المستقبل. وترى الصحيفة أن "مرسي في الوقت الحاضر دخل في صراع مع العناصر الديموقراطية المعارضة داخل مصر بشأن الدستور الجديد الذي يمنحه سلطات واسعة".