بيروت – جورج شاهين حذر مفتي الجمهورية اللبنانية محمد رشيد قباني من تشريع الزواج المدني في لبنان وتقنينه ولو اختياريا واصفا كل من يوافق عليه من المسؤولين المسلمين في السلطة التشريعية والتنفيذية ، بانه سيكون مرتدا" وخارجا" عن دين الاسلام ولا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين. في وقت برز اختلاف في الرأي بين رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي بشأن هذا الموضوع.
واشار المفتي قباني في فتواه التي اصدرها ، الى أن "المسلمين لطالما كانوا روادا للحضارة من خلال تطبيق شريعة الله وسنتصدى للمشاريع التي تحاول استهداف مؤسساتنا الدينية في دار الفتوى من خلال مشروع التعديلات الذي يعمل لطرحه في المجلس الشرعي ونقف لها بالمرصاد"، لافتاً الى انه "ومن خلال استهداف احوالنا الشخصية مجددا بمحاولة تقنين الزواج المدني، كل ذلك ليس خيارا لنا اسقاطه فقط بل فرض عين على كل مسلم ومسلمة وواجب على جميع العلماء المسلمين في لبنان من كل الطوائف الاسلامية".
وأكد ان " العلماء هم قادة الامة وهم ورثة الانبياء وهم حملة امانة الاسلام من بعدهم، ووجوب قيام العلماء بهذا الواجب والتحذير من قيامهم به"، مضيفاً "ليكن جميع المتربصين بشرعنا في احوالنا الشخصية اليوم بمحاولة زرع جرثومة الزواج المدني والمتربصين بمؤسساتنا الدينية بالتعديلات التي يراد طرحها بالمجلس الشرعي، ليكونوا على يقين ان العلماء لن يتوانوا ابدا عن القيام بواجبهم وسيهزمون كل محاولة من ذلك".
موقف المفتي قباني جاء في وقت تبادل فيه خلال الساعات الأخيرة الماضية رئيسا الجمهورية والحكومة في لبنان الجدل عبر حساب كل منهما على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي، بشأن طرح موضوع قانون الزواج المدني في بلد ذات تركيبة سياسية وطائفية هشة.
وكتب رئيس الجمهورية ميشال سليمان على حسابه الرسمي على الموقع "للتجاوب مع التطور ومتطلبات الشعب وايجاد القوانين المناسبة لموضوع الزواج المدني"، مشيرا في تغريدة ثانية  الى ان "هناك مرجعيات تعارض الزواج المدني ولكن هذا لا يبدل قناعاتي وسعيي لوضع القطار على السكة الصحيحة".
رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ،سارع الى الرد على الرئيس سليمان ، من دون ان يسميه، مؤكدا من خلال الموقع نفسه ان "اولوية المرحلة لا تسمح بفتح مواضيع سجالية وخلافية جديدة"، مبديا اعتقاده بان موضوع الزواج المدني لا يمكن ان يتم التعامل معه كمقاربة من اعلى الى اسفل، واتبعها بتغريدة اخرى اعرب فيها عن اعتقاده بان الامر "يعود الى نيل اجماع كل المكونات الوطنية حوله".
ويثير موضوع الزواج المدني جدلاً في لبنان في الفترة الاخيرة، وتبايناً بين موقف رئيس الجمهورية "الماروني" ورئيس مجلس الوزراء "السني". وسبق لسليمان ان اعلن تأييده لاقرار القانون، بينما اعتبر ميقاتي ان "لا طائل من مناقشة هذا الموضوع".