بيروت ـ جورج شاهين كشفت مراجع امنية وقضائية لـ"العرب اليوم" عن معطيات  جديدة طرأت على ملف المخطوفين اللبنانيين الشيعة التسعة في إعزاز شمال سورية بعدما اعلن وزير الداخلية مروان شربل امام وفد نقابة محرري الصحافة اللبنانية أنه "تلقى معلومات من الجانب التركي أن الخاطف "ابو ابراهيم" قد قُتل فعلاً، وأن من يشرف على المخطوفين من بعده اسمه "ابو جاسر". واضاف: إن الإتصالات قائمة بشكل شبه يومي مع الجانب التركي للوصول إلى حل وسيكون قريب ان شاء الله"، مفضلاً "عدم الدخول في التفاصيل والعمل بصمت بعيداً عن الإعلام حتى لا تحترق الطبخة".
وسط هذه الأجواء اعلنت مصادر قصر بعبدا الجمعة ان رئيس الجمهورية العماد ميشال  سليمان طلب من المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي زاره في لقائه الأسبوعي التأكد من صحة ما تناقلته وسائل الاعلام عن ارتباط للملازم اول السوري المنشق محمد طلاس بقضية المخطوفين اللبنانيين في اعزاز وما يمتلكه من معلومات في هذه المسألة. كما تم البحث في الخطوات الضرورية الاضافية الايلة الى عودتهم السريعة الى اهلهم ووطنهم.
وعلى هذه الخلفيات كشفت مصادر واسعة الإطلاع لـ" العرب اليوم" ان الخبر المتصل بإصابة "ابو ابراهيم" ليس جديدا وان المعلومات في هذا الخصوص ترددت في الأوساط الأمنية والدبلوماسية التي تتابع هذه القضية قبل اسبوع تقريبا ولكن لم تتأكد الى اليوم.
ورغم تأكيدات وزير الداخلية فقد لفت الناطق الرسمي باسم الجيش السوري الحر لؤي المقداد عبر وسائل اعلام عدة ان ابو ابراهيم لم يمت وانه اصيب في هجوم شنته وحدة من الجيش الحر على مجموعة يتزعمها في إعزاز بعدما تمادى في عمليات الخطف.
وكانت المعلومات قد اشارت الى ان مسؤولية المخطوفين اللبنانيين التسعة آلت منذ فترة الى المدعو "ابو جاسر" منذ ان تردد ان ابو ابراهيم اصيب وان أحد مساعديه  "ابو محمد" اصيب بكسور في فمه نتيجة اعتداء تعرض له في بروكسيل قبل عشرة ايام تقريبا على يد مجهولين وانه ارسل صورا لفمه ويبدو فيه فاقدا عددا من اسنانه عبر "الواتس آب" الى عدد من أصدقائه اللبنانيين والأمنيين وقد تسنى لـ "العرب اليوم" الإطلاع على هذه الصورة.
وفي المعلومات التي توافرت لـ "العرب اليوم" امس ان اللواء عباس ابراهيم ابلغ رئيس الجمهورية ان لديه ملفا كاملا عن الضابط الملازم اول السوري المنشق محمد طلاس وهو ينتظر ان يكون بتصرف المديرية بعد إحالته اليها من القضاء المختص لمباشرة التحقيقات في ما يتصل بدور له في عملية خطف اللبنانيين في إعزاز.
وتقول المعلومات الأولية لـ"العرب اليوم" ان الإرتباط وثيق بين الدور الذي كان يلعبه طلاس وعملية خطف اللبنانيين الأحد عشر وهم في طريقهم من ايران الى لبنان عبر الأراضي التركية فالسورية ولا بد من التحقيقات التي ستجرى ان توضح الكثير من خفايا هذه القضية وتلقي الضؤ على جوانب مهمة منها، وقد تكون هذه المعلومات هي التي قادت الى الشعور ببعض الإنفراجات الممكنة في قضيتهم.
وكانت اللجنة الوزراية المكلفة ملف المخطوفين قد التأمت امس في وزارة الداخلية للبحث في جديد ملفي المخطوفين واللبناني جورج ابراهيم عبدالله في مكتب وزير الداخلية، برئاسة وزير العمل سليم جريصاتي ، ومشاركة وزراء الداخلية والبلديات العميد مروان شربل ، والعدل شكيب قرطباوي ، والخارجية عدنان منصور ، وتناولت موضوعي المخطوفين اللبنانيين وقضية الاسير اللبناني جورج عبدالله .
واشار الوزير جريصاتي بعد الإجتماع الى ان لجنة المخطوفين اللبنانيين اجتمعت بعدما أناط بها مجلس الوزراء في جلسته الاخيرة الاهتمام ايضا بقضية الاسير اللبناني جورج عبدالله ، واوضح ان التحركات العملية في الملفين واعدة ، ورأى ان اللجنة انتقلت بالموضوع الاول الى استنتاجات وخطوات عملية معينة لا سيما بعد الزيارة التي حصلت الى تركيا والتي قام بها دولة رئيس الحكومة ومعالي وزير الداخلية والبلديات حيث تبين في ضوء المعلومات ان ثمة اهتماما لدى الجانب التركي بالموضوع وان ثمة خطوات عملية قد تم اتخاذها من قبل وزير الداخلية الذي وضع اللجنة في صورتها .
وقال جريصاتي، بالنسبة الى موضوع الاسير اللبناني جورج عبدالله الذي حان وقت عودته الى وطنه الام ، اتخذ تدبير عملي سيعلن عنه في حينه لانه يستلزم اتصالات وسيصار بنتيجته الى الوقوف على النية الحقيقية للحكومة الفرنسية والقضاء الفرنسي في هذا الموضوع وعندها يبنى على الشيء مقتضاه .