رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي
بيروت ـ جورج شاهين
شجب طريقة تعاطي التلفزيون السوري مع جثث اللبنانيين الذين قُتلوا في منطقة تل كلخ السورية قبل ثلاثة أيام، واصفا إياها بـ"المقززة"، والتي تفتقد الحد الأدنى من القواعد الإنسانية واحترام حقوق الإنسان. وقال رئيس الحكومة في تصريح لـ"العرب اليوم"، ردا على
سؤال يتصل بمصير اللبنانيين الذين قُتلوا في سورية: "عندما اتخذت الحكومة قرار النأي بالنفس كان هدفها حماية لبنان واللبنانيين من أتون الصراع الدائر في سورية، وفي ما لا قدرة لنا على تحمله، وقد أيدت كل الأطراف هذا الموقف في إعلان بعبدا".
وأضاف: "من هذا المنطلق علينا نحن اللبنانيين إبعاد أنفسنا عن التدخل في الأحداث في سورية حتى لا ندفع أثمان صراع لا قدرة لنا عليه من أرواح أهلنا وأبنائنا ومواطنينا، وفي الوقت ذاته نحن نجري الاتصالات اللازمة لمعرفة مصير هؤلاء اللبنانيين وأعادتهم إلى أهلهم ووطنهم ، كما نستنكر ونشجب المشاهد المقززة التي بثت لبعضهم والتي تفتقد إلى الحد الأدنى من القواعد الإنسانية واحترام الإنسان.
وردا على سؤال يتصل بما يمكن أن يقوم به، قال: "أتابع هذا الموضوع، ولن أوفر جهدا لكشف مصير هؤلاء المواطنين اللبنانيين"، وعشية اللقاء الموسع للهيئات المانحة وسفراء الدول الأوروبية والأميركية وممثلي الهيئات، جدد ميقاتي القول عبر "العرب اليوم": "لقد سبق أن أكدنا للجميع أن طاقة لبنان الاقتصادية والصحية والاجتماعية والتربيوة تنوء تحت ثقل التهجير السوري"، ومن المهم أن يتدخل العالم لمساعدة لبنان على تجاوز هذه المرحلة الصعبة من ترددات الأزمة السورية".
وأكد ميقاتي مرة أخرى عبر "العرب اليوم"، أن "سياسة النأي بالنفس لا تتصل بأزمة النازحين الإنسانية والاجتماعية على الإطلاق، وقدرات لبنان المتواضعة وُضعت على محك المعاناة وننتظر من العالم أجمع أن يلاقينا في وسط الطريق لتقديم ما يمكن تقديمه إلى النازحين الذين تجاوزوا 150 ألفا لاستيعاب وتوفير مقومات مواجهة فصل الشتاء الذي يعد صعبا عليهم".
وتقلصت مساحة الغموض التي لفت قضية مقتل عدد من المسلحين اللبنانيين المناصرين للثورة السورية، السبت، في منطقة تل كلخ السورية، إثر وقوعهم في كمين مسلح في الطريق بين الحدود "اللبنانية– السورية" ومنطقة تل كلخ، وأعلن التلفزيون السوري أن 21 لبنانيا سقطوا بين قتيل وجريح، أثناء محاولتهم التسلسل من وادي خالد بكمين في تلكلخ".
وبث التلفزيون صورًا لعدد من الجثث وبجانبها أسلحة فردية من بينها رشاش متوسط الحجم وإخراجي قيد لبنانيين وضعا على صدر إحدى الجثث لإثبات أنها جثة للبناني، وفيما لم تتبلغ عائلات القتلى والقيادات الإسلامية في طرابلس وعكار أي معلومات رسمية عقد اجتماع مغلق لمشايخ المدينة للتداول في الحادثة، فيما لا يزال أهالي بعض المفقودين ينصبون خيمة لهم في محلة المنكوبين في طرابلس بعدما أعطوا مهلة تنتهي، الإثنين، لمعرفة مصير أبنائهم.
وقبل 24 ساعة على زيارة رئيس الجمهورية المقررة إلى اليونان، الخميس، يتوجه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى إيطاليا، الأربعاء، في زيارة رسمية يلتقي خلالها نظيره الإيطالي وكبار المسؤولين الإيطاليين، ويناقش وإياهم آخر التطورات على الساحة اللبنانية والإقليمية ولا سيما الوضع في سورية.
وقبل ظهر الاثنين، سيجمع ميقاتي كبار معاونيه للبت في جدول أعمال الزيارة وتشكيل الوفد المرافق، بالنظر إلى وجود بعض الوزراء في وفد رئيس الجمهورية إلى اليونان، وهم وزير الخارجية عدنان منصور، ووزير الدفاع فايز غصن، ووزير الاقتصاد نقولا نحاس، ووزير المال محمد الصفدي.
وعند العاشرة من قبل ظهر الثلاثاء، يرأس ميقاتي الجلسة الأسبوعية العادية لمجلس الوزراء في السرايا الكبير، وعلم "العرب اليوم"، أن الجلسة ستناقش جدول أعمال عادي للغاية لا يحوي أي قضايا كبرى، وعلى جدول الأعمال 67 بندا يتصل معظمها بقضايا إدارية ومالية وإدارية وقبول هبات مختلفة من جهات عدة .
وقبل ظهر الاثنين، يعود ملف النازحين السوريين إلى السرايا الكبير في اجتماع هو الثاني من نوعه بعد انفجار الثورة السورية، وعلم "العرب اليوم" أن الاجتماع سيخصص لعرض واقع النازحين السوريين، بعدما أكدت مفوضية شؤون اللاجئين أن عددهم في لبنان قد تجاوز 135 ألفا ماعدا حوالي ثلاثين ألفا لم يتسجلوا لأسباب عدة، منها خوف البعض منهم من تسرب اللوائح إلى أجهزة بلادهم الأمنية بعدما وقع بعض العائدين إلى سورية في مصيدة الشبيحة والأجهزة الأمنية الرسمية التي اتهمتهم بالتواطؤ على أمن وسيادة بلادهم.