لندن ـ سامر شهاب حذر تقرير أكاديمي بريطاني من أن ما يقرب من وذلك منذ هجمات 11 أيلول /سبتمبر. يأتي ذلك في الوقت الذي تستعد فيه رابطة الدفاع الإنكليزية اليمينية المتطرفة إلى القيام بمسيرة إلى جنوب لندن، حيث المكان الذي لقي فيه الجندي البريطاني لي ريغبي مصرعه على يد متطرفين إسلاميين.
   كما جاء في التقرير أيضاً أن عدد الهجمات المعادية للإسلام تزايدت بنسبة عشرة أضعاف في الأيام التي أعقبت مقتل الجندي في وولويتش.
   وكشفت دراسة أجرتها صحيفة الإندبندنت البريطانية انتشار هجمات معادية للإسلام في أنحاء بريطانيا كافة وشملت تلك الاعتداءات إشعال الحرائق في المساجد واستهداف المسلمين داخل بريطانيا خلال الشهر الماضي.
   وعلى الرغم من إشارات التحذير كافة في هذا السياق، إلا أن أحد كبار مستشاري الحكومة البريطانية قال في تصريحات أدلى بها إلى صحيفة الإندبندنت إن التصدي لهذه الزيادة في الاعتداءات المعادية للإسلام في بريطانيا لا يزال "يفتقد إلى الإرادة السياسية". وقال المستشار الذي رفض الإشارة إلى اسمه، إن محاولات معالجة تلك المسألة حتى قبل مقتل الجندي البريطاني في وولويتش لم تجد استجابة كافية وهو ما أشار إليه أيضا وزير الدولة لشؤون المجتمع والإدارة المحلية إريك بكليز.
  وتلقى المجتمع الإسلامي في بريطانيا الجمعة تحذيرات خلال خطبة الجمعة في 500 مسجد، من المخاطر التي تتهدد المسلمين على يد جماعات الكراهية المعادية للإسلام.
   وأعلنت السلطات القضائية البريطانية الجمعة أن محاكمة الرجلين المتهمين بقتل الجندي البريطاني وهما مايكل أديبولاجو (28 عاما) وماكيل أديبوالي (22 عاما)، ستبدأ في 18 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
   ويقول البروفيسور نيجيل كوبسي الذي أعد التقرير الخاص بتعرض نسبة تتراوح ما بين 40 إلى 60 في المائة من المساجد والمراكز الإسلامية والتي تقدر بقرابة 700، منذ هجمات 11 أيلول/سبتمبر "أن حوادث الاعتداء المعادية للإسلام تزايدت بلا شك منذ مقتل الجندي البريطاني" كما تساءل في قلق واضح عما إذا كان عدد حوداث جرائم الكراهية سيعود إلى معدلاته "الطبيعية" أم أن حادث وولويتش أحدث تغييرا تمثل في زيادة حوادث الكراهية للإسلام لتمتد إلى فترة أطول.
   وقد اعتمد كوبسي في تقريره بصورة واسعة على إحصائيات مرصد (تيل ماما Tell Mama) الذي يرقب ظاهرة كراهية الإسلام ، وتكشف تلك الأرقام أن ما يقرب من تسعة حوادث تقع يوميا بعد مقتل الجندي البريطاني ثم انخفض العدد إلى اعتدائين كل يوم على مدى الأسابيع التالية. وقال كوبسي "إن اهم ما جاء في التقرير هو مدى تورط اليمين المتطرف في جرائم الكراهية للإسلام".
   وخلال هذا الأسبوع تعرضت جدران مسجد في منطقة ريديتش للتلطيخ بحروف (EDL) و(KKK) و(NF) وهي تشير إلى منظمات معادية للإسلام. كما تعرضت منازل لعائلات مسلمة للتلطيخ برسومات لرؤوس الخنازير كما تعرض بعض الأفراد المسلمين لاعتداءات، كما تعرض مركز إسلامي شمال لندن لاعتداء آخر.
   إلا أن الخبير في جماعات التطرف ماثيو غودوين يرى أن الصورة ليست بهذا الحجم من السلبية وأن الأكثرية من الشباب يقبلون بالمسلمين في المجتمع البريطاني.
   وقال متحدث باسم وزارة شؤون المجتمع والإدارة المحلية في بريطانيا "لا مجال لكراهية المسلمين أو غيرهم في بريطانيا وإننا ملتزمون بالتعامل مع هذه الموجة المتصاعدة غير المقبول".