الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي
صنعاء ـ علي ربيع
أبدى ، السبت رفضه لأي حوار يتم خارج اليمن بشأن مشاكل الجنوب في بلاده، في ظل التحركات التي تجريها قيادات المعارضة في الخارج لعقد مؤتمر جنوبي تسعى إلى إضفاء الشرعية الدولية عليه، مؤكداً لسفراء الدول العشر الراعية للعملية الانتقالية في بلاده، أن الحوار الوحيد الذي
يعتد به هو الدائر في صنعاء، والذي تتواصل فعالياته بمشاركة القوى والأحزاب السياسية في الداخل بموجب خطوات اتفاق نقل السلطة.
جاء ذلك، في اجتماع عقده هادي في القصر الرئاسي بصنعاء، السبت، مع سفراء الدول العشر الراعية لاتفاق نقل السلطة في اليمن والمعروف بـ"المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة" في وقت تلقى فيه رسالة من الرئيس الأميركي باراك أوباما يهنئه فيها بالذكرى الـ23 للوحدة اليمنية والتي تصادف الـ22من أيا/مايو الجاري.
واستعرض الرئيس اليمني، مع سفراء الدول العشر التي تضم الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي وأربع دول خليجية، بحسب وكالة الأنباء اليمنية(سبأ)، "جملة من الموضوعات المتصلة بسير أعمال المؤتمر الوطني الشامل، وأطلعهم على التطورات والمستجدات الخاصة بمختلف الأوضاع، مشيراً "إلى ما تم اتخاذه من قرارات وخطوات وإجراءات وفي مقدمتها إعادة الهيكلة في القوات المسلحة والأمن والتي تتماشى مع ضروريات توفير الأجواء الملائمة من أجل سير الحوار الوطني الشامل دون توترات".
وقال هادي "إن الحوار يسير من نجاح إلى نجاح" مشيراً إلى بدء النزول الميداني لفرق الحوار إلى المحافظات في سياق التواصل واللقاءات المجتمعية التي ستساعد المشاركين في الحوار "على صناعة الدستور الملائم الذي يحتاج إليه اليمن".
وفي حين تطرق الرئيس اليمني إلى أهمية القرارات التي اتخذها منذ توليه السلطة في شباط/فبراير 2012، على صعيد هيكلة الجيش وتوحيد قيادته، كشف عن ميله إلى الأخذ باللامركزية في الدستور القادم، وقال" إن المركزية هي أم المشاكل ولو أن الصلاحيات موجودة في مراكز المحافظات لأمكن حلول الكثير من القضايا والمشاكل".
وأكد الرئيس اليمني أن صنعاء غير معنية بأي حوار يتمم خارج اليمن بشأن "القضية الجنوبية" محذراً السفراء رعاة العملية الانتقالية من إضفاء أي شرعية عليها أو إعطاء أي" اعتبار، بحسب قوله، للحوارات التي تجري هنا وهناك خارج اليمن لبحث المشكلة الجنوبية أو غيرها"، في إشارة منه إلى رفضه تحركات القيادات الجنوبية المقيمة في الخارج لعقد مؤتمر جنوبي جنوبي برعاية المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بنعمر، بعد أن كانوا رفضوا الانضمام إلى مؤتمر الحوار الوطني الدائر في صنعاء منذ الـ18 من آذار/مارس الماضي والمنعقد بمشاركة 565 عضوا يمثلون مختلف الأحزاب والقوى السياسية.
وأكد هادي مخاطبا سفراء العشر" إن ذلك لا يعنينا ولا يعنيكم " معتبرا أن مثل تلك الحوارات "يهدف إلى إحداث الإرباكات" وأضافضافأضا" لا حوار إلا ما يجري هنا في الداخل ترجمة للمبادرة الخليجية وآلتيها التنفيذية المزمنة، مؤكداً "أنه مفتوح لمن اقتنع بالالتحاق به".
وكان الرئيس اليمني رفض شروطاً طرحها عليه القيادي الجنوبي أحمد الصريمة لنقل الحوار إلى عاصمة خليجية أو أوروبية وضمان حق تقرير المصير للجنوبيين، ما جعل الصريمة الذي يترأس فصيلاً في المعارضة الجنوبية مع القيادي محمد علي أحمد تحت مسمى"مؤتمر شعب الجنوب" يعلن انسحابه نهائياً من مؤتمر الحوار الذي كان يشغل فيه منصب نائب رئيس مؤتمر الحوار إلى جانب خمسة نواب آخرين، وأصدر هادي إثر ذلك قراراً بتعيين بديل للصريمة في الحوار من"الحراك الجنوبي" فيما تولى القيادي محمد علي أحمد، من جهته رئاسة الفريق المعني بملف"القضية الجنوبية في الحوار الوطني" قبل أن ينفرد بقيادة"مؤتمر شعب الجنوب" بعيداً عن الصريمة الذي غادر إلى خارج البلاد.
وأكدت مصادر مطلعة في الرئاسة اليمنية، أن هادي رفض مقترحاً من قبل المبعوث الأممي الموجود حالياً في صنعاء، جمال بنعمر، بتبني مؤتمر للقيادات الجنوبية الموجودة في الخارج، كانت قد أقنعت بنعمر برعايته لتوحيد الجنوبيين على موقف واحد إزاء مستقبل جنوب اليمن، إلا أنه اصطدم برفض الرئيس اليمني الذي أكده في اجتماع السبت مع سفراء الدول العشر في صنعاء.
في غضون ذلك تواصل قيادات المعارضة الجنوبية في الخارج سبل إقامة حوار جنوبي جنوبي، برعاية دولية، بعد رفضها الالتحاق بالحوار في صنعاء، وتمسك فصيل "الحراك الجنوبي" الذي يتزعمه نائب الرئيس اليمني الأسبق علي سالم البيض بمطلب الانفصال عن الشمال وإنهاء الوحدة القائمة معه منذ العام1990، لكن خلافات واسعة في صفوف هذه القيادات الجنوبية، تغذيها الصراعات الماضية بينها، تمثل أبرز العوائق حتى الآن أمام انعقاد هذا المؤتمر.
ومن المفترض أن يسفر مؤتمر الحوار الوطني الشامل في اليمن إلى إيجاد حلول للمشكلات العالقة، يتم التوافق عليها بين الأطراف المتحاورة، خاصة بشأن كتابة الدستور القادم، وشكل الدولة وبنائها ونظام الحكم، وبما يؤدي إلى إنهاء النزعة الانفصالية المتنامية في الجنوب، والتمرد الذي تقوده جماعة الحوثي(الشيعية) في الشمال، ووصولاً إلى انتخابات عامة في شباط/فبراير 2014.