ثلاثة من المرشحين لمنصب مفتي الديار المصرية عبد الرحمن البر(يسار) عبدالفتاح إدريس(يمين) وسعدالدين الهلالي
القاهرة ـ أكرم علي/علي رجب
اختارت هيئة كبار العلماء في الأزهر، الإثنين، أستاذ الشريعة في طنطا شوقي إبراهيم عبدالكريم علام، مفتيًا للديار المصرية، خلفًا للدكتور علي جمعة، لإرسال اسمه إلى رئيس الجمهورية، حيث أدلى أعضاء الهيئة بأصواتهم داخل صندوق شفاف لاختيار المفتي الجديد، وأدلى الداعية الإسلامي الدكتور يوسف القرضاوي وشيخ
الأزهر فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، بصوتيهما، وتم فرز الأصوات تمهيدًا لاعتماد النتيجة وإعلانها.
وانتخبت الهيئة المفتي الجديد، الإثنين، وفقاً لتعديلات قانون الأزهر التي أقرها المجلس العسكري وقت إدارته للبلاد في العام الماضي، وصدّق عليها الرئيس محمد مرسي، في حين قام المفتي الحالي على جمعة، بالإشراف على عملية الفرز، وكتابة محضر الانتخاب بحضور عضو هيئة كبار العلماء الدكتور طه أبو كريشة، والمستشار القانوني محمد عبد السلام.
وكان من بين أبرز المرشحين للمنصب، عضو مكتب الإرشاد بجماعة "الإخوان" عبدالرحمن البر، والشهير بـ"مفتي الإخوان"، وكذلك عبدالفتاح إدريس وسعد الدين الهلالي، وانتهت اللجنة المشكلة من قبل هيئة كبار العلماء من بحث ترشيحات أعضاء الهيئة لاختيار مفتي الجمهورية الجديد، والذي يعد أول مفتي منتخب للديار المصرية، وفقًا للتعديلات الجديدة على قانون الأزهر 103، والتي أقرها المجلس الأعلى للقوات المسلحة وقت إدارته للبلاد، وصدّق عليها الرئيس مرسي.
وقد فحصت هيئة كبار العلماء، بكامل هيئتها، المرشحين لشغل منصب مفتي الديار المصرية، واستنادًا إلى معايير الكفاءة العلمية الشرعية، والانتماء للمنهج الأزهري الوسطي، والاستقامة النفسية والخلقية، فقد انتهت هيئة كبار العلماء إلى ترشيح السادة أصحاب الفضيلة:
1- الأستاذ الدكتور شوقي إبراهيم عبدالكريم علام، أستاذ ورئيس قسم الفقه بكلية الشريعة في طنطا.
2- الأستاذ الدكتور عطية السيد السيد فياض، أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون في القاهرة.
3- الأستاذ الدكتور فرحات عبدالعاطي سعد أبو وطفة، أستاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون في القاهرة.
وقد حصل د. شوقي إبراهيم عبدالكريم علام على أعلى الأصوات، وتم رفع الأمر إلى رئيس الجمهورية لإصدار قرار بتعيين من يقع عليه الاختيار من بينهم.
ومن الشروط المحددة لاختيار المفتي، أن يكون عالمًا بأصول الفقه وأصول الشريعة، وأن يتقن لغة أجنبية ثانية، وأن يكون عالمًا بكل قواعد اللغة العربية، وأن يكون معروفًا بالتقوى والورع في ماضيه وحاضره، وأن يكون أزهريًا منذ بداية دراسته، وأن يكون حائزًا على شهادة "الدكتوراه" وبلغ درجة الأستاذية في العلوم الشرعية أو اللغوية، وأن يكون قد تدرج فى تعليمه في المعاهد الأزهرية وكليات جامعة الأزهر، وأن يكون له بحوث ومؤلفات رصينة تم نشرها، وأن المرشح لابد ألا تكون قد وقعت عليه عقوبة جنائية أو جريمة مخلة بالشرف أو النزاهة أو عقوبة تأديبية أو أحيل إلى المحاكمة الجنائية أو التأديبية، وأن يكون ملتزمًا بمنهج الأزهر علمًا وسلوكًا، وهو منهج أهل السنة والجماعة الذي تلقته الأمة بالقبول في أصول الدين وفي فروع الفقه بمذاهبه الأربعة.
وأكد رئيس لجنة الفتاوى في الأزهر عبدالحميد الأطرش لـ"العرب اليوم"، أنه كان يرجح اختيار عضو جماعة "الإخوان" عبدالرحمن البر، بعد وصول الجماعة إلى الحكم، وأصبحت هيئة كبار العلماء غالبيتها من الإخوان والسلفيين، وأنه يتمنى أن يأتي أي شخصي ولكن من دون أن ينحاز إلى تيار بعينه، ويُفصّل الفتاوى على أهوائهم ورغباتهم.
وقال عضو هيئة كبار العلماء أحمد عمر هاشم، إن "الهيئة قامت بتصفية الشخصيات المرشحة لمنصب مفتي الديار المصرية، وأنه لن يكون هناك مفتي يميل إلى فصيل على حساب الآخر"، مضيفًا عن الشروط الواجب استيفائها في المفتي الجديد، أنه "لابد أن يكون متخصصًا في إحدى الكليات مثل أصول الدين، والشريعة والقانون، وله رصيد من المؤلفات، وهو منصب مهم وفي فترات فاصلة".
وكان المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي حكم مصر بعد سقوط مبارك حتى انتخاب مرسي العام الماضي، قد مدّ خدمة جمعة لمدة عام.