صنعاء ـ علي ربيع كشفت مصادر يمنية وأميركية عن أن "قوات خفر السواحل اليمنية، تمكنت قبل أسبوع، وبدعم  من البحرية الأميركية، من اعتراض سفينة في المياه الإقليمية اليمنية  في البحر العربي"جنوب البلاد" كانت محملة بالأسلحة والمتفجرات، وأنها أوقفت 8 بحارة يمنيين كانوا على متنها"، وفيما ذكرت المصادر اليمنية الرسمية أن "التحقيقات لا تزال جارية لمعرفة مصدر الأسلحة ووجهتها"، رجحت المصادر الأميركية أن "الأسلحة إيرانية، وأنه كان يتم نقلها إلى اليمن لمصلحة المتمردين على الحكومة، من دون أن تحدد هذه المصادر ما إذا كانت تعني بـ"المتمردين" جماعة الحوثي"الشيعية" في شمال اليمن؟، أم فصائل المعارضة المطالبة بانفصال جنوب البلاد؟".
ونقلت مصادر رسمية في صنعاء، مساء الإثنين، عن مسؤول في وزارة الداخلية اليمنية تأكيده أن "قوات خفر السواحل والأمن اليمنية بالتعاون مع البحرية الأميركية اعترضت الأربعاء الماضي "قبل أسبوع"سفينة تحمل على متنها أسلحة دخلت بطريقة غير شرعية المياه الإقليمية اليمنية في البحر العربي".
و أكد المصدر الذي لم يذكر اسمه لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية، أن "فريقًا  من قوات خفر السواحل والأمن اليمنية اكتشف على متن السفينة كمية من المتفجرات و الأسلحة"، موضحًا أنها "تشمل "صواريخ أرض جو" تحمل على الكتف وتستخدم لإسقاط الطائرات العسكرية والمدنية"،  إضافة إلى "متفجرات عسكرية من نوع "سي4"، وقذائف 122سنتيمترًا، وقذائف صاروخية من نوع "آر بي جي"، ومعدات تستخدم لصناعة المتفجرات محليًا، مثل الكبسولات المتفجرة إلكترونيًا، والمتفجرات الموقوتة بالريموت عن بُعد"، مؤكدًا أن "هذه المعدات تستخدم جميعها في صناعة المفخخات المحمولة باليد والتي تستخدم كلاصق للسيارات قبل تفجيرها، أو كألغام أرضية لتفجير العربات".
وفي حين لم يشر المصدر اليمني المسؤول إلى الأسباب التي جعلت السلطات في بلاده تتأخر عن إعلان الحادثة منذ أسبوع، أكد"أن التحقيق جارٍ مع طاقم السفينة المكون من 8 بحارة يمنيين لمعرفة مصدر الأسلحة ووجهتها"، وقال إن "قوات خفر السواحل والأمن اليمنية تأمل في تحديد نقطة إبحار السفينة التي كانت ترفع أعلامًا مختلفة ومزيفة، وذلك بعد عمل تقييم معدات ملاحة السفينة، وكذلك سجلات القيد التي تم العثور عليها على متن السفينة".
 من جهتها، أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، نقلا عن مسؤولين أميركيين، أن "السلطات اليمنية احتجزت مركبًا في مياهها الإقليمية مملوء بكمية كبيرة من المتفجرات والأسلحة والأموال، وأن هناك مؤشرات على أن إيران كانت  تقوم بتهريب الشحنة للمتمردين في اليمن، من دون ذكر مزيد من التفاصيل"، وأضافت الصحيفة في تقرير لها، الثلاثاء، نشر على موقعها في الإنترنت أن "قوات الأمن اليمنية أوقفت المركب الشراعي وقامت بتفتيشه، وعثرت على الأسلحة في غرف التخزين الثلاث المخصصة للشحنات الكبيرة في المركب، بحسب التقارير التي وردت إلى واشنطن".
وفي حين نسبت الصحيفة الأميركية إلى مسؤولين أميركيين قولهم "إن هناك دعمًا أميركيًا تم تقديمه من أجل منع تقدم المركب"، لفتت إلى أن "الولايات المتحدة اعترفت علنًا بأن جهود المساعدة الأمنية جارية مع اليمن، وأن الجيش الأميركي ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سى آى إيه) ينخرطان في برنامج سرى لاستخدام الطائرات من دون طيار لضرب المتشددين المرتبطين بتنظيم "القاعدة" الإرهابي في شبه الجزيرة العربية والموجود في اليمن".
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم "إن الأسلحة التي كانت على متن المركب مصنوعة في إيران، وأن نمط الشحن يرتبط بحوادث ماضية لعمليات تهريب إيرانية مشتبهة إلى داخل اليمن"، واصفين التهريب بأنه "جزء من خطة لإيران من أجل زيادة نفوذها السياسي ووصولها إلى المتمردين وشخصيات سياسية أخرى في اليمن".
وعلى الرغم من إشارة المصادر الأميركية إلى مسؤولية إيران عن هذه الأسلحة، لكنها استدركت بالقول"من أجل تحديد مصدر الأسلحة بدقة أكبر، سيتم فحص أدوات الملاحة في المركب على الأرجح من أجل تحديد النقطة التي انطلق منها، والطريق الذي سلكه، كما سيخضع طاقم المركب للاستجواب".
وتزايدت في الآونة الأخيرة، عمليات تهريب الأسلحة إلى اليمن، وسط مخاوف محلية ودولية من خطورة تدفق السلاح إلى هذا البلد الذي يعيش تسوية سياسية  لنقل السلطة، لا تزال هشة، حتى مع جهود المجتمع الدولي لإنجاحها، تجنبًا للدخول في حرب أهلية، إذ أوقفت السلطات اليمنية في الأشهر الثلاثة الأخيرة أكثر من شحنة للسلاح تركي الصنع، لكنها لم تقدم أي أدلة على ضبط أي شحنة للسلاح الإيراني، على الرغم من الاتهامات والأخبار التي تتحدث عن تهريب مثل هذه الشحنات لحلفاء إيران في اليمن، سواء جماعة الحوثي(الشيعية) المسيطرة على صعدة في شمال اليمن، أو قوى المعارضة الجنوبية  المطالبة بالانفصال عن شمال اليمن، والتي يتزعمها من الخارج علي سالم البيض، المتهم من السلطات والجوار الإقليمي بتلقي الدعم الإيراني لإفشال عملية انتقال السلطة في اليمن.