معتقلون في سجن التاجي العراقي
بغداد ـ جعفر النصراوي
كشف وزير العدل العراقي، حسن الشمري، عن مخطط لتهريب سجناء محكومين لتهم إرهابية من سجن التاجي، وأن ذلك جاء ضمن رسالة خطية موقعة من المتحدث باسم "دولة القاعدة في العراق وسورية" لإحراق السجن.
وقال الشمري في مؤتمر صحافي عقده في مبنى الوزارة في بغداد، الإثنين
، "أحبطنا مخططًا لتهريب سجناء محكومين في قضايا إرهابية من سجن التاجي شمال بغداد، من بينهم معتقل كان يعمل مع زعيم تنظيم (القاعدة) السابق أبو مصعب الزرقاوي، بعد أن تم خلال الأيام الماضية رصد تحركات مريبة داخل السجن، وعلى إثرها نفذنا عملية تفتيش أسفرت عن الحصول على وثيقة موجهة من المتحدث باسم (دولة القاعدة في العراق وسورية) إلى أشخاص داخل السجن"، موضحًا أن "أهم ما جاء في الرسالة هو حرق السجن والاتصال بقنوات فضائية منها (البغدادية والشرقية وبغداد والرافدين)، وإعداد انتحاريين وتجهيز أشخاص يدعّون بأنهم إغتصبوا من قبل القوات الحكومية".
وعرض وزير العدل، بعد المؤتمر، نسخة مصورة من الرسالة التي كتبت بخط اليد على الصحافيين، وبينهم مراسل "العرب اليوم"، وجاء في متنها الذي حمل توقيع المتحدث في سجن التاجي لـ"دولة القاعدة في العراق وسورية"، من دون أن يكتب اسمه، موجهًا فيها كلامه للمعتقلين من "القاعدة": بعد صدور الأمر من أمير (دولة القاعدة في العراق وسورية) والذي دعا فيه إلى إعداد العدة الكاملة لحرق السجن بالكامل في عموم سجن التاجي، واستعداد القوة الضاربة لمواجهة القوة التي سوف تتدخل، وسيتم الاتصال بأربع قنوات (إعلامية فضائية) عن طريق الإعلاميين المتعاونين معكم، ويكون الاتصال قبل الحادث وتجهيز 4 إلى 6 أشخاص في كل قاطع يدعون بأنهم اغتصبوا من قبل القوات الحكومية، لغرض إثارة الناس، وإعداد أربعة انتحاريين من كل قاطع عند بدء العملية، وكل هذه الأوامر تنفذ في ساعة الصفر، عند إعطائكم الإشارة"، مخاطبًا أفراد "القاعدة" في السجن انتظار الأمر من المسؤول بتحديد الساعة المناسبة.
وشهد سجن التاجي في بغداد عمليات عدة لهروب للسجناء، كان آخرها مطلع شهر آب/أغسطس من العام 2012، إذ اقتحم مسلحون مجهولون السجن بعد تفجير سيارة مفخخة وعبوة ناسفة عند بوابته، مما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من الحراس، وهروب العديد من السجناء من بينهم محكومون بالإعدام، وسجلت العديد من الخروق الأمنية في السجون العراقية خلال السنوات الأخيرة، إذ تمكن أحد السجناء في الـ12 من كانون الأول/ديسمبر 2012، من صنع حزام ناسف بدائي داخل سجن الرصافة الرابعة في بغداد ثم قام بتفجيره، مما أدى إلى مقتله وإصابة عدد من السجناء والحراس.
وأعلنت وزارة الداخلية العراقية، في 27 أيلول/سبتمبر 2012، هروب 102 من نزلاء سجن تسفيرات تكريت، بينهم 47 من عناصر تنظيم "القاعدة" محكومون بالإعدام، في حين أشارت إلى أن الأجهزة الأمنية في صلاح الدين قتلت 4 منهم واعتقلت 23 هاربًا.
كما تمكن 19 سجينًا من الفرار من سجن كركوك، وشهدت محافظة البصرة في كانون الثاني/يناير من العام 2011، هروب 12 معتقلاً ينتمون لتنظيم "القاعدة"، في حين فر في آب/أغسطس من العام 2011 عدد من السجناء من سجن الحلة، إضافة عملية هروب 32 سجينًا من أعضاء "القاعدة" من سجن الغزلاني في الموصل في نيسان/أبريل 2010.
وأحبطت قوة أمنية، في 22 أيار/مايو 2013، محاولة لهروب ثلاثة نزلاء مدانين بالإرهاب من سجن المقدادية، شمال شرقي بعقوبة (55 كم شمال شرقي بغداد بعد أن استغلوا قيام متعهد المواد الغذائية بفتح الباب لهم لتقديم الوجبة الصباحية، في حين أعلنت قيادة عمليات بغداد، في 11 آذار/مارس 2013، أنها أحبطت محاولة لهروب سجناء من سجن بغداد المركزي (أبو غريب)، في الوقت الذي كشف فيه مصدر في وزارة الداخلية عن أن السجن شهد حريقًا افتعله سجناء، لافتًا إلى ان 4 من الضالعين في محاولة الهروب نقلوا إلى المستشفى نتيجة تعرضهم للضرب الشديد على أيدي قوات الأمن التي أرسلت إلى السجن.
وأعلنت وزارة العدل العراقية، في 29-11-2012، عن إحباط محاولة لهروب نزيل من سجن بغداد المركزي (ابو غريب سابقا)، الذي يقع غربي العاصمة، وكانت وزارة العدل نفسها هدفًا لتنظيم "القاعدة" إذ تعرض مبنى الواقع في منطقة العلاوي، وسط بغداد، في 14 آذار/مارس 2013، إلى هجوم انتحاري تزامن مع تفجيرين وقعا في محيط الوزارة، الأول على الطريق الواصل بين وزارة العدل ووزارة الخارجية، والثاني قرب معهد الاتصالات في منطقة العلاوي، وأسفرت تلك الهجمات عن مقتل ما لا يقل عن 22 شخصًا وإصابة 63 آخرين، وأعلن تنظيم "القاعدة" بعد أيام من الحادثة، أنه عمليته جاءت ردًا على الإعدامات التي تنفذها الوزارة بحق أهل السنة.