بغداد ـ نجلاء الطائي
انتقل العديد من الطلبة الى المدارس الاهلية بمختلف المراحل الابتدائية والمتوسطة بل وحتى الاعدادية ولكلا الجنسين في مختلف محافظات العراق وذلك بعد اعلان وزارة "التربية" السماح بإنشاء المدارس الاهلية في العراق على وفق شروط وردتها الوزارة.
واعلنت وزارة "التخطيط" والتعاون الانمائي، بتاريخ 27تشرين الاول/اكتوبر، عن عدد المدارس الابتدائية في العراق بلغت 10779 مدرسة، مشيرًة الى ان عدد المدارس المختلطة منها بلغت 52%.
وذكر المتحدث الرسمي باسم الوزارة عبد الزهرة الهنداوي في بيان، ان "عدد المدارس الابتدائية التي شملت الحكومية والاهلية والدينية للعام 2014-2015، بلغت 10779 مدرسة".
واضاف الهنداوي ان "المدارس الحكومية شكلت منها 95.5%، والمدارس المختلطة بلغت 52%".
وبين من يرى ان ظاهرة انتشار المدارس الاهلية على انه مشروع ربحي بحت، الا ان العديد من العائلات العراقية ترى انها مشروعا يطرح خدمة للتعليم ويولد التنافس بين الطلبة والبحث عن السمعة التدريسية الجيدة.
والتقى "العرب اليوم" بـ "مديرة مدرسة الاقلام الذهبية الابتدائية " إستبرق العاني، للتعرف على واقع المدرسة الأهلية وسألناها عن الوضع القانوني للمدرسة وهل تتمتع بإجازة رسمية من قبل وزارة التربية؟
وأجابت العاني "أن المدارس تتمتع بأمل الوضع القانوني من الاجازة الرسمية فضلًا عن الموافقات الاصولية بالإضافة الى خضوع هذه المدارس لتعليمات نظام المدارس الابتدائية وفي نمط سير العمل التعليمي والتربوي والامتحانات".
وأضافت "المناهج الدراسية في المدارس الأهلية كما هي في المدارس الرسمية ولا اختلاف فيها واعتماد نفس الخطط السنوية واليومية".
وتابعت مديرة مدرسة الاقلام الذهبية ان "المدارس الأهلية تخضع لنظام الزي الموحد كما هو في المدارس الحكومية، ويتم توفيره من قبل الطالب بحسب مواصفات كل مدرسة".
وعن شروط القبول في المدرسة الأهلية؟ ذكرت العاني "ان شروط القبول كما هي في المدارس الحكومية كالعمر بما في ذلك أن من يرسب سنتان في مرحلة واحدة لا يحق له الدوام لسنة ثالثة، وتحديد شرط العمر لكل مرحلة بشكل رسمي وثابت".
وبخصوص أجور الدراسة وهل تتفاوت تلك الأجور باختلاف المراحل الدراسية؟ أوضحت أن أجور الدراسة لا تختلف من صف لأخر بل هي ثابتة من الأول الابتدائي إلى السادس وتتحدد أجور الدراسة بمبلغ وقدره مليون دينار ونصف.
وأفادت، ان ضوابط الرسوب والنجاح كما هو في المدارس الرسمية ولا علاقة لدفع الأجور بمسالة النجاح، ويتوقف نجاح الطالب درجاته التي يحصل عليها في الامتحان.
وأردفت، ان "المدارس الاهلية تخضع للإشراف التربوي والإداري من قبل لجان الإشراف من المديرية وتخضع للتقييم وتطبق عليها كافة اللوائح والتعليمات".
وذكر عمار الدوري احد المدرسين عن مزايا التعليم الخاص عن الحكومي، في احدى المدارس الاعدادية الاهلية، ان "وزارة "التربية" تشكو من عدم توفر ابنية كافية من المدارس فضلا عن انها لا تتمكن من تعيين جميع المعلمين والمدرسين في مدارسها ومع وجود التعليم الاهلي فان ذلك لا يكلف الوزارة البحث عن توفير بنايات".
وأضاف ان "المدرسة الاهلية هي التي تؤمن لنفسها بناية سواء كانت ايجار او شراء وايضا تعمل المدارس الاهلية على تخليص الوزارة من البطالة الموجودة بين المعلمين والمدرسين وكما تقلل من الازدواجية والدوام الثلاثي الموجود في الصفوف الحكومية". وبين ان المدارس الاهلية تخلق تنافسا بينها وبين المدارس الاهلية وان هذا التنافس بالتأكيد يرفع من مستوى التعليم في المدارس الاهلية".
والتقى "العرب اليوم" بالأستاذ صباح العبيدي، حدثنا قائلا "إن تجربة المدارس الأهلية وانفتاح التنافس في تقديم الخدمات التعليمية مؤشر ايجابي على الاهتمام بالتعليم الابتدائي والثانوي من قبل ذوي الطلبة من جهة ومؤسسي المدارس الأهلية من جهة أخرى. وعلى الرغم من كون مشروع المدارس الأهلية يراه البعض بأنه ربحي بحت ويحمل رائحة التجارة الرابحة إلا أن البعض الآخر يراه مشروع يقدم خدمة للتعليم ويولد التنافس بين الطلبة والبحث عن السمعة التدريسية".
وتوجهنا بالسؤال إلى أولياء الأمور ومنهم ولي أمر الطالب "أمين" هيثم الخضري حيث سألناه عن سبب اختياره تسجيل ابنه في المدرسة الأهلية؟ أجابنا إنني أريد ضمان مستقبل جيد لابني وكي يحصل على معدل ممتاز كي يدخل كلية جيدة على الرغم من ارتفاع تكاليف الدراسة في هكذا مدارس.
أما عبد اللطيف الزيدي (موظف حكومي) أجابنا عندما سألناه عن سبب اختيار المدرسة الأهلية لابنه؟ أن السبب يعود إلى تدني المستوى التعليمي التدريسي وضعف الكفاءة التدريسية بنحو ملحوظ مما ينعكس سلبا على المستوى التحصيلي للطلبة الأمر الذي يشكل عائقا أمام طموح الطلبة المتميزين وذويهم، فيترجح خيار المدارس الأهلية بدلا عن اللجوء إلى التدريس الخصوصي المتفشي حتى في السنوات الأولى من الدراسة الابتدائية، وتكاد أجور التدريس الخصوصي توازي الأجور المدفوعة في المدارس الأهلية.
وتابع الزيدي "أن البيئة المدرسية الصحية والسليمة في المدارس الأهلية إذا ما قيست بتردي البيئة المدرسية في المدارس الحكومية، أما بالنسبة لذوي الدخول المحدودة وموظفي الدولة وذوي الدخل البسيط تبدو مرتفعة وغير ميسورة".
بينما يضيف الطالب مصطفى هادي 17 عامًا "أنا طالب بمرحلة السادس العلمي واحتاج إلى مدرسين أكفاء ومدرسة منضبطة تحقق أعلى نسب نجاح فلم أجد هذه المواصفات حتى بالمدارس النموذجية لأنها لا تتمتع بمتابعة خاصة من وزارة التربية كما كان عليه الحال في السابق ولكني وجدت بعض الاهتمام بالطالب والأستاذ في المدارس الأهلية، لذلك بادرت بالتسجيل بمدرسة أهلية استثمارا للوقت والجهد".