طلاب المدارس العراقية

يمر التعليم العالي في العراق بحالة من التخبط والتلوين السلبية التي انعكست على سياسة الطالب مما اضطر الكثير من العوائل العراقية اللجوء إلى مدارس وكليات خارج البلد لتؤمن تعليم أولادهم بصورة سليمة من دون تلون وتخبط بين سياسي وآخر.

وتتجلى مظاهر هذه الأزمة وأسبابها في أركان التعليم العالي الثلاثة، وهي الطالب والأستاذ والنظام التعليمي ومستلزماته والحكومة والقوانين غير الجيدة والتي تعد من دون دراسة مسبقة والنتيجة تنعكس على مصير الطالب العراقي هو من يدفع الثمن في الأول والأخير.

 واصطدم علي حمادي بعد أن قضى أربعة أعوام يدرس في جامعة الأكاديميين العرب إحدى الكليات الأهلية في العراق، بعدم اعتراف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بشهادته بحجة ان كليته لم تحصل على ترخيص من قبل الدولة لممارسة نشاطها.

ويشعر حمادي (30 عامًا)، بمرارة كبيرة، لضياع أربعة أعوام من عمره وخسارته أكثر من 10 آلاف دولار كأجور للدراسة، حيث يطالب الدولة بالاعتراف بشهادته من أجل أن يجد فرصة عمل في المؤسسات الحكومية والأهلية.
 
وأكد أستاذ الإعلام في إحدى الجامعات الأهلية، كاظم المقدادي، أن التعليم تراجع بعد عام 2003 بشكل كبير في مستواه، لأن أغلب الكليات والأساتذة  يبحثون عن الربح المادي، وليس الاستثمار في العقول.


 
 وأضاف المقدادي، في حديث إلى "العرب اليوم": "هناك العديد من الكليات غير المعترف بها من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وأصبح الطالب ضحية، لأنه لا يستفيد من دراسته بعد أربعة أعوام"، مبينًا أن مجلس الوزراء ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي يتحملان هذه المسؤولية، لأنهما من يمنحان رخصة العمل.
 
وكشف الدكتور سعدي الربيعي عن أن هناك فسادًا كبيرًا في ملف التعليم، إذ هناك العديد من الكليات فتحت أبوابها أمام الطلبة من دون أن توفر الشروط بعد دفع رشاوى لمسؤولين كبار في الدولة، بخاصة أنها تروج حصولها على الرخصة من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.

ويرى الدكتور عبد القادر نعيم في جامعة "بغداد" أن أسباب تراجع مستوى التعليم في العراق يعود إلى أن أغلب الأسر أخفقت في الارتقاء بواجباتها نحو أبنائها جراء غياب المتابعة اليومية وتجاهل مشاكل الطالب وحاجاته وغياب المتابعة الدورية مع إدارة المدرسة وكذلك العامل الاقتصادي الذي أجبر الكثير من الطلاب على ترك مقاعد الدراسة والاتجاه نحو العمل لإعانة أسرهم.
 
ونوهت بشرى الهلالي، إلى أن العملية التربوية تبنى على ثلاثة أركان وهي الطالب والمدرسة والأسرة ويمكن صياغة عملية رياضية توضح ترابط هذه الأركان المدرسية والأهل التي ينتج عنها طالب جيد والذي يعني تقدمه وتطور الحركة العلمية.

ودعت لجنة التربية النيابية، وزارة التربية إلى شمول جميع الطلبة الراسبين في الثالث متوسط للعام الجاري في امتحان الدور الثاني، لاسيما وأن العراق يعيش ظروف أمنية غير مستقرة اثرت على مستوى الطلبة.

وقالت اللجنة إن نسبة النجاح التي ظهرت في نتائج المرحلة المتوسطة بسيطة ولا ترتقي الى مستوى الطموح ، مبينة ان هناك عدة عوامل تقف وراء تدني نسبة النجاح منها الطالب نفسه بسبب كثرة وسائل الترفيه التي لها تأثير سلبي على الطالب العراقي، فضلا عن عدم تواصل العائلة بشكل مستمر مع الاسرة التعلمية لمتابعة مستوى الطالب، ناهيك عن الجانب الامني الذي القى بظلاله على جميع مفاصل الحياة ومنها التعليم .