العنف

أصدرت مؤسسة "كويليام" البريطانية لمكافحة التطرف، أمس الثلاثاء 15آذار/ مارس، بالاشتراك مع جمعية "مبادرة روميو دالير للجنود الأطفال" ومنظمة "اليونيسكو"، تقريرا عن تحويل "داعش" الأطفال إلى قنابل بشرية موقوتة بزعم تنشئتهم على الخلافة الإسلامية، موضحا أن التنظيم يعمد إلى تلقينهم منذ الصغر تفسيراً بالغ التشدد للتعاليم الدينية، ويربيهم على مشاهدة القتل والعنف؛ ما يُنذر بمستقبل دام لمن وصفهم التقرير بـ"أطفال الخلافة".

أعد التقرير وقال رئيس "كويليام" نعمان بن عثمان، قبل توزيع البحث الذي أعده بالاشتراك مع الباحثة في المؤسسة نيكيتا مالك: "هذه واحدة من أحلك الأيام؛ فالأطفال مفتاح المستقبل، والتنشئة في دولة "داعش" تبدأ من الولادة ثم تزداد تشددًا في المدارس ومعسكرات التدريب. مشيرا إلى أنهم يعلمون الأطفال وفق تفسير خاص للشريعة، وينزع أي شعور منهم تجاه العنف، ويتعلمون مهارات بهدف رفع راية الجهاد".

 وقالت مالك، إن البحث يُظهر أن "هناك 31 ألف امرأة حامل في "الدولة"، وهذا أمر مقلق حقاً. هذا التقرير يملأ الفراغ في الأبحاث المتعلقة بالأطفال في التنطيم، ومن واجب المجتمع الدولي أن يأخذ المبادرة بدلا من الاكتفاء بأسلوب رد الفعل عندما يركّز على هؤلاء الأطفال"، موضحة أن من ضمن ما يكشفه التقرير، أن هناك نحو 50 طفلاً بريطانياً يعلَّمون "الجهاد" في سوريا والعراق.

 ورغم أن هذا التنظيم لجأ في السابق إلى "خطف أطفال" بهدف ضمهم إلى جنوده (مثل أطفال "السبايا" الإيزيديات)، فإن تقرير "كويليام" يشير أيضاً إلى "ضغوط" تُمارس على الأطفال في مناطق سيطرة التنظيم بهدف "إخافتهم" ودفعهم إلى الالتحاق به طوعاً.


وشرح التقرير، أن "أطفال الدولة" يتعلمون منهجاً بالغ التشدد حالياً؛ إذ حُذفت منه مواد مثل الفلسفة والرسم والدراسات الاجتماعية من المناهج التعليمية، في حين يحفَّظ الطلاب آيات من القرآن الكريم ويُنقلون لحضور "تدريب جهادي" يتضمن إطلاق النار واستخدام الأسلحة والفنون القتالية. أما البنات اللواتي يوصفن بـ "لآلئ الخلافة"، فيعلَّمن ارتداء الحجاب منذ الطفولة، ولا يُشاهدْن خارج المنزل، كما يُقْنَعن بأن مهمتهن العناية بأزواجهن عندما يتأهلن.

وبعدما حذّر التقرير من أن تنشئة الأطفال في ظل حكم "داعش" يؤثر سلباً في نموهم الجسدي والنفسي، أشار إلى أنه سجّل بين آب/أغسطس 2015 وشباط/فبراير 2016 ما يصل إلى 254 حالة استخدم فيها "داعش" الأطفال في دعايته. وقسّم التقرير هذا الظهور الدعائي إلى 5 فئات: مشاركة الأطفال بأنفسهم في العنف، والاعتياد على العنف، ولعب دور في بناء الدولة، وإظهار دولة "داعش" بوصفها الدولة المثالية، والشكوى من السياسات الأجنبية ضد المسلمين.

ولفت التقرير ، إلى أن الفئة الأولى كانت المهيمنة، وتمثلت في مشاركة الأطفال بأنفسهم في القتل أو مشاهدة عمليات القتل والعنف.
ووفق التقرير، فإن "ولايات تنظيم داعش" في العراق كانت أكثر من استخدم في إعلاناتها الدعائية الأطفال والصغار في العمليات القتالية أو كمفجرين انتحاريين. وفي الأشهر الستة الماضية، أظهرت دعاية "داعش" 12 طفلاً "سفّاحاً" وطفلاً واحداً يشارك في عملية إعدام علنية. وكانت "ولايات داعش" في سوريا أكثر من استخدم "الأطفال السفاحين" في إصداراتها، في حين كانت "ولايات" العراق أكثر من استخدم الأطفال كمقاتلين أو انتحاريين.

ويقترح التقرير، مجموعة توصيات للتعامل مع الأطفال الذين يعودون من "خلافة داعش" أو يفرون منها، وبينها وضعهم تحت الرقابة للتأكد من تخليهم عن "العنف الراديكالي" وإعادة دمجهم في المجتمعات الأوروبية