التركيز دون تشتيت النظر

يجد الكثيرون صعوبة في التركيز مع التقدم في السن، إذ يعتقد العلماء الآن بأنهم اكتشفوا السبب، وهو يكمن في الطريقة التي تتطور بها عقولنا مع تقدمنا في العمر، ويؤكّد العلماء على حدوث صعوبة في التركيز دون تشتيت النظر في ما بعد سن 55، وبخاصة عند التعرض للإجهاد، وذلك بسبب الطريقة التي تتغير بها أدمغتنا مع مرور الوقت.

وجدت الأبحاث أنّ للتوتر تأثيرا أقل بكثير على الشباب القادرين على التركيز على المهمة المطروحة ووقف الانحرافات غير الضرورية، على النقيض من ذلك، أظهر المسح أن الأفراد الأكبر سنا يفقدون هذه المهارات. وقامت الدراسة التي قادتها جامعة ساوث كارولينا، بوضع المشاركين الذين تتراوح أعمارهم بين 55 و75 في مواقف وأوضاع مجهدة، ثم طلبت منهم اختيار أوضح صورتين بالأبيض والأسود.

عندما تمت مقارنة النتائج مع تلك المجموعة التي تتراوح أعمارهم من 18 إلى 34، كانت المجموعة الأكبر سنا أقل في التركيز، واستغرقت وقتا أطول للعثور على الجواب. وأظهرت فحوص التصوير بالرنين المغناطيسي أن كبار السن الذين يعانون من الإجهاد أظهروا نشاطا أقل في جزء الدماغ والذي يسمح لنا بالتركيز والانتباه وتجاهل الأفكار المتضاربة والانحرافات. وعلى النقيض من ذلك، لم يظهر الأصغر سنا أي تغير في التركيز.

وقالت البروفيسورة مارا ماثر، وهي مؤلفة مشاركة للدراسة إن "السعي الجاد لإكمال مهمة يزيد من الإثارة، لذلك عندما يحاول البالغون الأصغر سنا بشدة فإن ذلك سيزيد من قدرتهم على تجاهل تشتيت الانتباه. وجندت التجربة 24 مشاركا في المجموعة القديمة و28 في المجموعة الأصغر. وفي التجربة كانت المهمة، التي تكررت 160 مرة، هي تحديد أوضح صورة من صورتين لمبنى وجسم، وكانت الإجابة الصحيحة تومض لمدة عشر ثوانٍ فقط. ولزيادة الضغط عليهم، هُدد المشاركون بالصدمات الكهربائية.

ووجدت النتائج أن الأشخاص الأصغر سنا استجابوا بمعدل 143 ميلي ثانية بشكل أسرع، حيث يعتقد المؤلفون بأن السبب هو أن جزءًا من الدماغ الذي يتحكم في القدرة على التركيز تحت الضغط يبدو أنه يضعف مع التقدم في السن.

وأظهرت مسارات في الدماغ في المنطقة المسؤولة عن التركيز والانتباه والتحكم في ما نهتم به وما نتجاهله نشاطًا أقل لدى كبار السن، وترتبط هذه المنطقة أيضا بمرض آلزهايمر وأشكال أخرى من الخرف.​