دراسة تؤكد أن الابداع مرتبط بالجنون

يربط الناس غالبًا بين الجنون والعبقرية، لكن من دون الاستناد إلى أية أدلة علمية، غير أن دراسة علمية حديثة ربما تكون قد أماطت اللثام نوعًا ما عن هذا الموضوع المعقد، حيث توصل عدد من العلماء إلى الاستنتاج بوجود صلة يعتقد أنها حاسمة بين العبقرية الإبداعية والصحة النفسية، وذلك بعد إجراء أبحاث ودراسة جديدة.

وكانت الأبحاث السابقة في هذا الإطار محدودة، بسبب أحجام العينات الصغيرة الموظفة في البحث؛ أما الدراسة الحديثة فاستخدمت سجلات أكثر من 4 ملايين شخص، وتبين من خلالها أن الإبداع والصحة النفسية متلازمان.

وكان العلماء يعتقدون من زمن طويل أن ثمة صلة بين الاثنين، ولكن كانت هناك صعوبة في ترسيخ نتائج واضحة بسبب عدم وجود تعريف محدد "للإبداع"، وجاء البحث الذي نشر في المجلة البريطانية للطب النفسي من مراجعة للسجلات العامة السويدية.

الإبداع والأمراض النفسية

ووجدت الدراسة أن أولئك الذين درسوا "موضوعًا إبدعيًا" في الجامعة، كانوا أكثر عرضة بنسبة 90% للالتحاق بالمستشفى بسبب مرض انفصام الشخصية مقارنة بعموم السكان، وكذلك كانوا أكثر عرضة بنسبة 62 في المائة للمعاناة من الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، وهم أكثر عرضة بنسبة 39 في المائة للمعاناة من الاكتئاب.

وقال الدكتور جيمس مكابي في تعريف الإبداع، من كلية كينجز في لندن، المؤلف الرئيسي للورقة العلمية "إن الجينات الحاملة للإبداع قد تؤثر أيضا على الصحة العقلية"، وأوضح "غالبًا ما ينطوي الإبداع على ربط الأفكار أو المفاهيم بطرق لم يفكر بها الآخرون".

وأضاف "لكن هذا يشبه الطريقة التي تعمل بها الأوهام - على سبيل المثال، رؤية العلاقة بين لون ملابس شخص ما وكونه جزءًا من مؤامرة MI5 أي المكتب الخامس للاستخبارات البريطانية المختص بالمسائل الحربية".

ومع ذلك، فإن الدراسة الجديدة محدودة في هذا الموضوع، حيث تم استخدام الموضوع كمقياس وحيد للإبداع، واستخدم الباحثون موضوعات "مبدعة" محددة بشكل واسع، مثل الفنون البصرية والموسيقى والإعلام والرقص.

وأضاف الدكتور مكابي "أن الأمر لا ينبغي أن يكون مصدر قلق لطلاب الفن، لأن تطور الأمراض مثل الفصام لا يزال منخفضًا".